الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

محلل أمريكي: التهديد الداخلي أكبر تحدي للأمن الولايات المتحدة

الأحد 19/نوفمبر/2023 - 11:01 ص
علم الولايات المتحدة
علم الولايات المتحدة

 غصت الأخبار مؤخرا بالحروب الخارجية، والتوترات السياسية التي تعتبر خطيرة بالنسبة للولايات المتحدة. ويتساءل المحلل الأمركي إيفان إيلاند زميل أول في معهد إندبندنت للسياسات وقضايا الأمن القومي ومدير مركز السلام والحرية بالمعهد عما هو الأكثر من بين ذلك تهديدا لأمن الولايات المتحدة. والذي ينبغي أن يكون القلق أكثر تجاهه. ولكن يخلص إلى أنه ربما يكمن أكبر تهديد لأمريكا في الداخل.

 

 

ويضيف إيلاند في تقرير نشرته مجلة ناشونال انتريست الأمريكية أن الكثيرين من مدرسة السياسة الخارجية الواقعية سيقولون إنه رغم أن هناك حربا ساخنة كبيرة بشأن أوكرانيا وحربا أصغر في الشرق الأوسط، تعد الصين الصاعدة تهديدا أكبر كثيرا بالنسبة للأمن الأمريكي. ويخشى بعض المحللين أن تعتبر الصين الجهود الأمريكية غير المؤكدة لمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها مؤشرا لمدى التزامها الغامض لمساعدة تايوان في حالة أي هجوم صيني.

 

 

ومع ذلك فإن الغزو الروسي الفاشل لأوكرانيا ينبغي أن يدفع الرئيس الصيني شي جين بينج إلى التفكير قبل غزو تايوان. فقبل أن يصبح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محاصرا في مستنقع أوكرانيا، كان من المعتقد أنه استطاع بنجاح إعادة الروح للجيش الروسي بعد سبات ما بعد العهد السوفيتي. لكن هذه الخرافة سرعان ما تبددت عندما كشف القتال في أوكرانيا أن الفساد المزمن في مؤسسة الدفاع الروسية أدى إلى أن تصبح فكرة إعادة تنشيط الجيش الروسي وهما. وأساسا، كان الجميع يخشون للغاية من إبلاغ بوتين بأن إصلاحاته ليست على ما يرام وأن الأموال يتم سحبها إلى جيوب كبار المسؤولين العسكريين. وبالمثل، يتعين على الرئيس الصيني أن يشعر بالقلق من أن الفساد المنتشر انتقل إلى الجيش الصيني. وفي حقيقة الأمر، قام مؤخرا بفصل وزير خارجيته والعديد من كبار المسؤولين العسكريين، مما يشير إلى احتمال أن يكون قد أدرك أن الفساد قد تغلغل أيضا في صفوف جيشه أيضا.

 

 

وهناك درس مهم آخر يتعين على شي أن يستفيد منه من حرب أوكرانيا من خلال تحقيق أوكرانيا لانجاز كبير لم يكن متوقعا. فبالرغم من عدم امتلاك البحرية الأوكرانية لسفن، استطاعت دفع اسطول البحر الأسود الروسي بعيدا عن الساحل الأوكراني باستخدام المسيرات والصواريخ المضادة للسفن المصنوعة محليا. وأغرقت السفينة موسكفا أبرز سفن الاسطول الروسي السطحية، بأحد هذه الصواريخ وألحقت أضرار بسفن روسية أخرى في المزيد من الهجمات.

 

 

وأظهرت الحرب العالمية الثانية إمكانية تعرض السفن البحرية للهجوم من الجو ، وأكدت حرب جزر فوكلاند عام 1983 الخطر الجوي. ومع ذلك، استمرت البحرية الروسية مثل البحرية الأمريكية في انتاج المزيد من السفن السطحية بدلا من المزيد من الغواصات ، وكشفت الحرب الأوكرانية أن التكنولوحيا الحديثة التي يتم استخدامها من الأرض حتى من جانب دولة لا تمتلك سفنا، يمكن أن تهدد أي أسطول سطحي كبير. ولكن على خلاف أوكرانيا، تمتلك تايوان أسطولا بحريا يمكن تحسينه بشراء المزيد من الغواصات والصواريخ المضادة للسفن، والألغام البحرية، وسفن زرع الألغام.

 

 

ويقول إيلاند إن الصين ستحتاج من أجل غزو الصين إلى القيام بهجوم برمائي- وهو من أخطر العمليات العسكرية- فوق حولي 100 ميل من المياه المفتوحة، باستخدام سفن نقل سطحية. وأي حصار بحري صيني لتايوان سوف يعتمد على تلك السفن الحربية السطحية المعرضة للهجوم.

 

 

ويرى إيلاند أنه فيما يتعلق بأوكرانيا، فإنه من أجل أن يكون هناك حل طويل الأمد يتيح لروسيا وأوكرانيا حفظ ماء الوجه، يمكن إجراء استفتاء عادل ونزيه تحت رقابة دولية في المناطق المحتلة، وقد يختار بعضها أو كلها أن يصبح جزءا من روسيا. وحتى يتم التوصل لتسوية للصراع المجمد حاليا، يتعين أن يكون أي تمويل لأي مزيد من القتال الأوكراني من مسؤولية دول غرب أوروبا الثرية بشكل كامل؛ إذ أن الحفاظ على أوكرانيا بعيدا عن أيدي الروس هو أمر أستراتيجي بالنسبة لهم أكثر من أهميته بالنسبة للأمن الأمريكي.

 

 

ويقول إيلاند إنه يجب استنتاج أن التهديدات الخارجية المزعزمة التي يقال أن أمريكا تتعرض لها مبالغ فيها. وفي تصريحات أدلى بها مؤخرا الريس السابق دونالد ترامب ومرشح الرئاسة العام القادم وضع تقييما صحيحا للتهديدات التي تتعرض لها أمريكا بقوله" إن التهديد من القوى الخارجية أقل خطورة وجسامة وشرا من التهديد الداخلي". ويضيف إيلاند أن المشكلة هي أن ترامب لم يعترف أنه هو نفسه الذي يمثل التهديد الرئيسي لأمريكا! وبدلا من ذلك وصف خصومه بأنهم" هوام" وهدد باستخدام نظام العدالة الجنائية لمحاكمتهم. ودعا إلى إنهاء العمل بالدستور من أجل مصلحته.

 

 

و يختتم إيلاند تقريره بالقول" عندما ندرك بالفعل ما يحتمل أن يفعله ترامب إذا تم إعادة انتخابه، فإنه لن يمكن أن تشغل بال الأمريكيين الحروب الخارجية و الأزمات حيث تتعرض أمريكا لتهديد داخلي إلى حد كبير " في حالة فوز ترامب في انتخابات 2024.