السبت 04 مايو 2024 الموافق 25 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

"إعلام القاهرة" تستعرض مقترحات خبراء الإعلام العرب لتعزيز وإثراء سبل حوار الحضارات

الإثنين 31/يوليو/2023 - 09:22 م
د. حنان جنيد عميدة
د. حنان جنيد عميدة إعلام القاهرة

نظمت ظهر اليوم فعاليات الجلسة الأولى للملتقى العلمي دور الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات، والذي ينعقد في اطار التعاون بين كلية الإعلام جامعة القاهرة وبين كل من رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات العربية، ( جمعية كليات الإعلام العربية) برعاية ا.د محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة،  وا.د. محمد بن عبد الكريم العيسي رئيس رابطة الجامعات الاسلامية، وا .د عمرو عزت سلامه امين عام اتحاد الجامعات العربية، و ا.د سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية وا.د.حنان جنيد عميدة كلية الإعلام جامعة القاهرة وامين عام جمعية كليات الإعلام.

 

وفي مستهل فعاليات الجلسة ألقى ا.د د. عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الحوار بين الثقافات مطلب أساسي بالنسبة للإنسانية المعاصرة لكي تحيي حقيقتها من حيث هي إنسانية تتسم في كينونتها بالجدل بين الوحدة والاختلاف، موضحا بأن الحوار بين الثقافات أعمق، فالحوار الثقافي يمكن أن يكون هو الأساس والعماد لكل الأشكال الأخرى من الحوار، وهو ضرورة بالنسبة للإنسانية المعاصرة، مشيرا إلى أن الحضارات الانسانية امتدت آثارها إلى الجهات التي كانت موقعاً لحضارات سابقة، ولكن العالم يعيش اليوم، مع ذلك، تنوعاً ثقافياً ناتجاً عن استمرار مظاهر من ثقافات متعددة ترتبط بها حياة الشعوب التي تنتمي إليها.

 

وتعرض عضو مجمع البحوث الإسلامية إلى توضيح ان الحوار بين الثقافات ضروري لدفع الإنسانية المعاصرة إلى الاعتراف باختلاف ثقافاتها، وإلى العمل من أجل التعايش بين تلك الثقافات، حتى وإن كانت هناك صراعات في مستويات أخرى من الحياة المشتركة في العالم المعاصر، وإن العمق الذي يمسه الحوار الثقافي من الإنسان يشكل المظهر الذي يمكن أن يخترق على الدوام كل أنواع الصراعات الأخرى ويدفع إلى السير في اتجاه تجاوزها، وإنه يظل الخيط الرابط الذي يذكر الإنسانية، باستمرار، بمظاهر الوحدة فيها رغم الاختلاف.

 

واعتبر عضو مجمع البحوث الإسلامية ان الحوار الثقافي هو الوسيلة الفعالة التي تستطيع الإنسانية بفضلها أن تعود إلى ثقافاتها المختلفة لكي تعتبرها تراثاً مشتركاً لا يعود إلى الحضارات التي أنتجتها فحسب، بل إلى الإنسانية بأكملها، وان الحوار بين الثقافات هو أيضاً السبيل لجعل الإنسانية المعاصرة تعيش تنوعها الثقافي بوصفه مظهر غنى لها لا مظهر اختلاف فحسب.

 

من جانبه، قال ا.د عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر الأسبق إن قيم الحوار بين الحضارات تساهم في تعزيز سبل السلام الدولي المجتمعي، مشيرا إلى أن المجتمعات الانسانية قامت بصناعة تقدمها من خلال التبادل الحضاري دون أن يؤثر ذلك على تحطيم أو إزالة الهوية القومية الوطنية والحضارية، موضحا بأن الإعلام يستطيع أن يساهم في خلق حاله الحوار وتنمية سبل الحوار الحضاري الدولي بين الدول وبعضها البعض.

 

من جانبها، قالت ا.د حنان يوسف عميد كلية الإعلام بالأكاديمية البحرية إن للحوار بين الحضارات جملة من الشروط والضوابط والأسس، إذا التزم بها الحوار بين الحضارات، على مستوى العالم الاسلامي، أمكن الوصول الى نتائج ايجابية تخدم في المقام الأول، المصالح العليا للأمة الاسلامية وقضاياها، وتعزز الجهود المبذولة على مستويات كثيرة للدفاع عن هذه المصالح ولنصرة هذه القضايا، وتدعم العلاقات الدولية وتقويها، وتسهم في اقرار الأمن والسلم والاستقرار في العالم، وترفع من شأن قيم ومبادئ التعايش بين بني البشر كافة. وبذلك يؤتي الحوار ثمرته المرجوة، ويساهم في تعزيز التعاون الانساني، وفي تعميق مفهوم التعايش بين الامم والشعوب، وإشاعة قيم الحوار على جميع المستويات.

 

ونوهت د. حنان يوسف إلى أن الحوار الحضاري يساهم الرد الموضوعي على دعاة الصراع الحضاري، وعلى أنصار الصدام بين الحضارات والثقافات الذين ينشرون الرعب بين المجتمعات الانسانية، ويهددون العالم بأفكارهم الهدامة وأفعالهم المخربة، منوهة إلى إن الأصل في الحضارات، الحوار لا الصراع، وأن على كل طرف عليه أن يلتزم بآداب الحوار وشروطه وضوابطه، ويحترم الطرف الآخر، ويقدر مرجعيته وخصوصيته الثقافية، والإسلام خير حضارة وضعت أسس حوار الحضارات وعززت هذا الحوار على مدار التاريخ الإنساني، كما أن الإسلام يرفض المركزية الحضارية وإلغاء الحضارات الأخرى وإن كانت ضعيفة، كما يرفض أيضاً تهميش الحضارات وسيطرة حضارة واحدة على العالم، ونقصد بذلك المثل الأخير حضارة الغرب، وسلوكها في الواقع، في جميع مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والأخلاقية.

 

بدوره عبر ا.د حسين امين الاستاذ بالجامعة الأمريكية وعضو المنصة بالجلسة الأولى عن بالغ سعادته بالمشاركة في فعاليات اليوم الأول للملتقى العلمي دور الإعلام في الحوار بين الحضارات مشيرا إلى أن الحضارة الاسلامية حضارة انسانية، استطاعت ان تتواصل مع جميع الحضارات وان تعطي وتأخذ في جميع المجالات وانها -اي الحضارة الاسلامية- اثرت على مصادر القوة والتفوق في هذه الحضارة، منوها إلى ان اعادة الثقة بين الاسلام والغرب يحتاج إلى مزيد من الحوار من أجل فهم الآخر وتلافي الآثار التي يمكن ان تحدث عن التعصب وسوء الفهم بين الحضارات والأمم والأفراد، ومن اجل تعزيز الحوار بين الحضارات وتوضيح قيمنا وثقافتنا الاسلامية لابد من اتخاذ بعض الآليات ومنها عقد المزيد من الندوات والمؤتمرات بين المفكرين العرب والمسلمين وبعض المفكرين والسياسيين الاجانب وتعزيز التعاون مع منظمات العمل الدولي من اجل العناية بالتراث العربي والاسلامي وترجمته الى اللغات العالمية الرئيسية، وتوثيق العلاقات مع المؤسسات الثقافية للاتحاد الاوروبي والمفوضية العامة التابعة للامم المتحدة لحقوق الانسان، وذلك لتفعيل الحوار الحضاري بين الاسلام والمذاهب الاخرى، وتوضيح موقف الاسلام من الارهاب وحماية البيئة وحقوق الانسان، وذلك من خلال ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وضرورة تفعيل دور الجامعات والمؤسسات التعليمية والثقافية في العالم العربي والاسلامي من اجل اجراء مزيد من الدراسات حول الحوار بين الثقافات.

 

وتعرض ا د. هشام مصباح الأستاذ بقسم الإذاعة والتليفزيون إلى تاريخيه طرح الموضوع الخاص بعقد حوار بين الحضارات الإنسانية منوها إلى أن التداخل بين الحضارات الإنسانية تم عبر عدة طرق منها عن طريق المرحلة الدينية ثم التوسع الحربي والامبراطوريات ، ثم المرحلة التجارية وفتح الاسواق والمخترعات التي ساهمت في التبادل الحضاري، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساهمت في التداخل بين الحضارات وفتح الحوار حولها، مشيرا إلى أن الدول ساهمت في فتح الحوار بينها وبين الحضارات الأخرى عبر روافد منها الإعلام والتعليم، منوها إلى أن النموذج الرأسمالي التعليمي ساهم من خلال سياسات التعليم في الجامعات الأمريكية إلى الاتجاه بتوسع إلى دراسة ثقافة الآخر ومحاولة الفهم وتأثيرات الخلل في الاتصال.

 

من جانبه، قال د. نبيل السمالوطي مساعد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية إن الإسلام هو دين الحوار والتعارف والاعتراف بالآخر، وهو شريعة تطوير القواسم المشتركة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وإيجاد السّبل الضامنة لتحقيق التعايش والسلام والأمن ، بل ويحفظ الإنسان من أن يحيا حياة الإبعاد والإقصاء ونكران الآخر، لهذا أمر الإسلام بالحوار والدّعوة بالتي هي أحسن، وسلوك الأساليب الحسنة، والطّرق السليمة في مخاطبة الآخر، وعلى هذه الأسس يرسي القرآن الكريم قواعد الحوار في الإسلام على أساس الحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن ، موضحا بأن النهج الإسلامي في ارثاء الحوار إنه منهج حضاري متكامل في ترسيخ مبادئ الحوار بين الشعوب والأمم.

وبين د. السمالوطي في كلمته كيف إن الإسلام نوع العلاقة التي يجب أن تسود المسلمين وغيرهم، مشيرا إلى إنّها علاقة التّعاون والإحسان والبرّ والعدل، فهذا هو الحوار الحضاري والعلاقة السامية المراد لها أن تسود بين الإنسان وأخيه في الثقافات والحضارات الآخر ومناقشتها، مشيرا إلى أن الحوار يساهم في مواجهة التحديات التي يمر بها العالم كثل أزمة المناخ والأزمات الاقتصادية وضرورة تحقيق الأمن والسلام الاجتماعي لجميع دول العالم.

 

من جانبها قالت ا.د سلوى العوادلي أن  الحوار بين الحضارات يعتبر جزء من الهيكلة الأساسية للأمم المتحدة، وأن هذه النقطة حددها الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان عندما ذكر "أن الأمم المتحدة قامت على مبدأ أن الحوار يمكن أن ينتصر على الخلاف، وأن التنوع فضيلة عالمية وأن سكان العالم متحدين في المصير المشترك أكثر من اختلافهم بهوياتهم المتباينة"
تنبع معظم الصراعات من عدم التسامح والذي يأتي في معظم الأحيان من الجهل.

 

ونوهت وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب إلى أن التنوع في العالم خلق من أجل إثراء تجربة المشاركة والتعلم من اختلافات الآخرين، تجاربهم والتي يمكن أن تعزز التعايش السلمي بين الناس. يستلزم الحوار بين الثقافات تبادل الأفكار والاختلافات بنية تطوير الفهم المتعمق عن مختلف التصورات، بحسب تعبيرها.

 

وتطرقت د. العوادلي إلى أنه وفقاً لما ذكرته اليونسكو، فالحوار بين الثقافات يعزز التماسك الاجتماعي ويساعد على خلق بيئة موصلة إلى التنمية المستدامة، حيث تملك الجامعات ومؤسسات التعليم العالي قدرة على تعزيز الحوار بين الثقافات لأنها تمثل مراكز للمعرفة والحوار، مشيرة إلى أن الشباب يرغب في بناء مجتمعات قائمة على الإنصاف، والعدالة الاجتماعية، والمشاركة والمستقبل المشترك، والتي تتطلب جميعها المشاركة في النمو الاجتماعي-الاقتصادي القائم على الديموقراطية وأنظمة الحوكمة الجامعة وأيضاً احترام الحكم والقانون والحقوق والحريات الأساسية، والتي تشمل التنوع الثقافي، كما يمكن أن يلعب الشباب دوراً هاماً في تقدم الحوار بين الثقافات والتفاهم الثقافي المتبادل كما يمكنهم المساعدة في رسم الحياة الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية والثقافية لمجتمعاتهم وبلادهم.

 

ويشار إلى انعقاد الملتقى العلمي دور الإعلام في إثراء الحوار بين الحضارات لمناقشة عدة محاور تؤكد أهمية الدور الذى يؤديه الإعلام فى تجسير الهوة بين الحضارات للتكامل وتتوطد علاقاتها لصالح الإنسانية، كما يركز الملتقى على محاور عدة  من بينها، العلاقات بين الحضارات صدام أم تكامل؟، الصور المتبادلة بين الشرق والغرب.. الأسباب وسبل الإصلاح، وسائل الإعلام العابرة للقارات وتوظيفها لخدمة الحوار بين الحضارات، استراتيجية إعلامية لدعم فكرة الحوار والتكامل بين الحضارات ،المشتركات الإنسانية بين الشرائع السماوية ودور الإعلام في إثرائها.