الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

الناجون من الموت.. طالب مصري عائد من السودان يروي لـ"مصر تايمز" لحظات الرعب

الجمعة 28/أبريل/2023 - 10:13 م
طالب مصري عائد من
طالب مصري عائد من السودان

شهدت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، مطالبات بعودة الطلاب المصريين في دولة السودان، بعد اندلاع الحرب وانقسام الأوضاع والتحول إلى حميدتي والبرهان، وانتشرت منشورات التوسل إلى الله بحمايتهم وعودتهم سالمين.

وكان من ضمن المنشورات التي لاقت تفاعلًا بين الجمهور هو منشور وفاة الطالب "صابر السيد" إثر إصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية وعدم قدرة أصدقائه على شراء الدواء بسبب الحرب، فما كان لوالده إلا أن يستغيث بالمسئولين عبر موقع الفيسبوك.

 

الناجون من الموت.. طالب مصري عائد من السودان يروي لـ"مصر تايمز" لحظات الرعب 

 


وروي "محمود بكري" الطالب بكلية الطب البشري جامعة المشرق، وأحد العائدين من السودان، تفاصيل أكثر عن مأساة عاشها وزملاءه خلال أيام الحرب، موضحًا أنه فقد الأمل في عودته بعدما شاهد مواقف صعبة وعاش أيام بات الخوف فيها مسيطر على جميع من في السودان.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"مصر تايمز"، أنه سمع أنباء عن وجود حرب وحدوث انقلاب وكانت الأمور مستقرة لا شيء يوحي بذلك، وفجأة بدأ صوت إطلاق النيران في الشوارع والصراخ وظهور قوى تسيطر على الأماكن الحيوية في الدولة، قائلًا "كل حاجة كانت تمام والدنيا اتقلبت ضرب نار وصراخ وجثث وضحايا، ظهرت ناس كانت بتقتل غيرها بوحشية، مكنتش حاسس اني هرجع".

وعن ظروف الحياة بأيام الحرب، يضيف أحد العائدين من الحرب أنه فور حدوث ذلك فقدوا القدرة على الخروج والتجول في الشوارع، مضيفًا "اضطرينا بعد اللي حصل اننا منطلعش من البيت وحاولنا نساعد بعض، مفيش ميه ولا اكل ولا كهرباء".

وتمثلت قمة المعاناة في عودة الطلاب بريًا ودفعهم مبالغ مالية كبيرة، بعدما اتفقوا مع سائقي الأتوبيسات على مبلغ 55 ألف سوداني أخل السائقين بالاتفاق وطالبوا بدفع 120 ألف سوداني، ويختتم "محمود" حديثه لمصر تايمز قائلًا "كل المطلوب الرأفة بحالنا والتحويل جامعات مصرية، البلد هناك مفيهاش امان ومش ممكن نرجع".

 

وفي وقت سابق، أكدت السفيرة سها جندي، وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، استمرار خطة إجلاء المواطنين وفقًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي والتي تشرف على تنفيذها لجنة وطنية مشكلة من جميع الأجهزة والمؤسسات المعنية بالدولة حرصًا على سلامة أبنائنا من خلال تنفيذ جسر جوي لإجلاء المصريين بالسودان الذي نفذ 23 طلعة جوية، إضافة لاستقبال المئات عبر المنافذ البرية وتوفير عشرات من الحافلات لنقلهم، ليصل إجمالي المواطنين الذين تم إجلاؤهم منذ بداية الأزمة حتى مساء أمس الخميس إلى ٥٣٢٧ مواطناً عبر المنافذ الجوية والبرية.

 

وتابعت وزيرة الهجرة أن الوزارة حريصة على متابعة الأزمة على مدار الساعة، مشيرة إلى أن هناك نحو 10 طائرات قامت بإجلاء المصريين من "وادي سيدنا"، على مدار ثلاثة أيام، إضافة إلى الطائرات التي يتم إجلاؤهم بها من "بورتسودان" و"دنقلة".

 

ووجهت وزيرة الهجرة الشكر للشباب من الطلاب الدارسين في السودان على دورهم في تنظيم جهود الإخلاء بالتعاون مع الطيارين الحربيين، خاصة  الشباب الذين قدموا نموذجا ملهمًا يحتذي به في "قاعدة وادي سيدنا "، التي شهدت تواجد أعداد كبيرة من المصريين، وبناء على اتصالات مباشرة مع الوزيرة  وخلية الأزمة المشكلة بالوزارة، قام الطلاب بحصر الأعداد الموجودة، ودعم تنظيم المجموعات على كل رحلة مع تقديم إجلاء كبار السن والسيدات والأطفال مع أسرهم، وقاموا بالمساعدة في طمأنة المواطنين ونقل رسائل الوزارة وتوزيع الوجبات والمياه التي أرسلتها مصر لأبنائها والعاملين بالمطار، وكانوا آخر من تم إجلاؤه من مطار سيدنا مساء أمس.

 

وفي السياق ذاته، أهابت السفيرة سها جندي بالمصريين المتواجدين بالسودان ويرغبون في الإجلاء التحرك إلى المنافذ الجوية في "بورسودان ودنقلة"، وكذلك المنافذ البرية في "أرقين وقسطل"، لأنها المنافذ الوحيدة المتاحة في الوقت الحالي، وسيتم تنفيذ خطة إجلاء باقي المواطنين عبر هذه المنافذ فقط، في الوقت الحالي.

وأضافت السفيرة سها جندي أنه سيتم نقل الطالبين المصابين  في أقرب فرصة وذلك ضمن طائرات الإجلاء من بورتوسودان، حيث تعرض الطالبين لإصابات بالغة جراء الأحداث نتيجة شظايا قذائف وهم "مي عوض" مصابة بشظايا متفرقة في القدم و"محمود عاطف" ومصاب بشظايا متفرقة في الظهر، وسيتم نقلهم لاستكمال العمليات اللازمة في مستشفيات جمهورية مصر العربية، حيث تم التواصل  والتنسيق مع "الهلال الأحمر المصري" لاستقبال الطلاب فور وصولهم لأرض الوطن وتوجيههم إلى أماكن العلاج، وتستمر وزارة الهجرة في متابعة حالتهما أولا بأول، متمنية لهما ولجميع الجالية السلامة، ومؤكدة اهتمام الدولة البالغ بكل المصريين الموجودين بالسودان منذ اللحظة الأولى لاندلاع الأحداث، وأن مصر لا تترك ابنا من أبنائها في المواقف الصعبة، في أي مكان حول العالم.