الأحد 12 مايو 2024 الموافق 04 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الحب والموت في لندن (1)

الإثنين 07/ديسمبر/2020 - 08:55 م

في لندن، حدثت جرائم جنائية كثيرة ارتبطت بمصر والمصريين.

ففي الساعات الأولى من يوم الثلاثاء الموافق 10 يوليو عام 1923، رُوِعَ المجتمع المصري بمصرع المليونير علي كامل فهمي بك على يد زوجته الفرنسية ماري- مارجريت بعد شهورٍ من زواجهما.

فندق "سافوي" في العاصمة البريطانية لندن كان شاهدًا على الجريمة.

ففي مساء 9 يوليو 1923، كان الزوجان يتناولان طعام العشاء، حين قصد رئيس فرقة الموسيقى تلك السيدة يسألها أي الأدوار الموسيقية يعزف لها، فأجابت: شكرًا، إن زوجي سيقتلني في غضون أربع وعشرين ساعة.. فلستُ مشوقة إلى الألحان" !

وما هي سوى ساعات حتى وقعت الجريمة، مع تبادلٍ مثير للأدوار!

فقد صعد الزوج إلى جناحه في الدور الثاني بالفندق، وكان قد تشاجر مع زوجته بعد أن رفض طلبها بالسفر إلى باريس لإجراء عملية جراحية، فكر في أن يناقشها في الأمر.. دخل جناحه رقم (40) وارتدى ملابس نومه، ثم توجه إلى جناحها، طرق الباب، فأبت أن تفتح له.. هددها بأن يحدث ضجة، ففتحت له الباب، حدثت الضجة بالفعل بعد أن سمحت له بالدخول، بعد لحظات خرج الزوج شبه مطرودٍ من جناح زوجته.

أثار ذلك فضول الخادم الليلي في الفندق فوقف يشاهد ما يجري في الردهة، وكانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف صباحـًا، كان علي مرتديـًا البيجامة، وقد بدت آثار صفعة الزوجة على خده، خرجت الزوجة بعد لحظة وهي ترتدي ملابس مسائية مطرزة، وأنبأت الخادم وهي تصرخ في غضب أن زوجها حاول خنقها، أدرك الخادم أنه أمام مشاجرةٍ زوجية قد تكون تقليدية.. طلب منهما بأدبٍ مراعاة الهدوء وعدم إزعاج باقي النزلاء، ثم مضى في طريقه.

كان آخر ما رآه هو مشروع مداعبةٍ بين "البرنس" - وهو اللقب الذي كان يزعمه علي كامل فهمي لنفسه- وبين كلبه الصغير الذي كان يلهو في الردهة، في حين أخذ علي يأمره بصفيره بالعودة.

ما كاد الخادم يصل إلى منعطفٍ، حتى سمع دوي رصاصة، ثم أعقبها إطلاق عيارين ناريين آخرين، عاد الخادم ليجد "البرنس" وقد سقط متخبطـًا في دمه، والكلب عند رأسه يلغ في هذا الدم، ومسدس "براوننج" في يد مارجريت فهمي التي كانت تشير إلى جثة زوجها الذي كان الدم يخرج من فمه .

وبسرعةٍ، حضر مساعد مدير الفندق إلى مكان الجريمة، فقالت له السيدة: "ماذا سيصنعون بي يا سيدي؟ لقد تزوجته منذ 6 شهور، وشد ما قاسيت"!

طلب الرجل على الفور طبيبـًا، فقالت له الزوجة: "لقد سحبت الزناد ثلاث مرات....".

تم إبلاغ إدارة العلاقات العامة في الفندق بالجريمة، قبل الاتصال هاتفيـًا بشرطة اسكوتلنديارد.

كان من الممكن أن يظل هذا الحادث أسير صفحات الجريمة في الصحف البريطانية والمصرية والفرنسية، لولا هوية وجنسية القاتلة والقتيل، والتطورات المثيرة التي شهدتها تلك القضية.