الإثنين 20 مايو 2024 الموافق 12 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

"الختان عفة وراحة للبنت".. جريمة تُرتكب باسم الدين راح ضحيتها العديد من الفتيات.. وأطباء فقدوا حريتهم وسمعتهم بسبب 1500 جنيه ثمن للعملية

الخميس 30/مارس/2023 - 04:24 م
صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

هناك العديد من الجرائم التي تُرتكب باسم الدين، منها ختان الإناث، ذلك العنف الجسدي والنفسي الذي يتم ممارسته ضد الإناث في المجتمعات الإسلامية، وبالرغم من أن الدين بريء من تلك الممارسات، وبالرغم أيضًا من حملات التوعية والتطور الثقافي الذي تشهده البلاد، إلا أن تلك الجريمة ما زالت تشهدها بعض المناطق والأسر المصرية، تحت مسمى الدين، وبسبب معتقدات أن تلك العملية تسيطر على شهوة الأنثى فلا تجعلها تنقاد وراء العلاقات غير المشروعة التي تخالف تعاليم الدين.

 

وبالرغم من ان ختان الإناث، له أضرار صحية كثيرة قد تصيب الفتيات من بينها حدوث التهابات للجهاز البولي والتهابات مهبلية وألم في الحوض، وآلام متكررة خلال الدورة الشهرية وفيما بعد يسبب آلام خلال العلاقة الحميمية مع الزوج، وأحيانًا قد يتسبب ختان الإناث في الإصابة بالعقم، ولكن الأسوأ من ذلك أن هناك العديد من الفتيات اللاتي فقدن حياتهن بسبب الختان.. نرصد خلال السطور التالية أبرز تلك الوقائع:

 

أب يخدع بناته بتطعيم كورونا ويخضعهن للختان 

في يوم 5 يونيو سنة 2020.. خدع الأب بناته وأخضعهن لعملية ختان تحت تأثير المخدر، وكان الطبيب قد ذهب إلى منزل الفتيات بعد أن قال لهن والدهن بأنه سيقوم بتطعيمهن ضدَّ فيروس كورونا، لكنهن تم حقنهن بمخدر أفقدهن الوعي، وعندما أفقن فوجئن بأن أرجلهن مقيدة، وشعرن بآلام في أعضائهن التناسلية، وكان الإناث الضحايا لم يبلغن 18 عامًا، وعلمت أمهن المطلقة من والدهن أن بناتها تم ختانهن، فقامت عقب ذلك بالإبلاغ عن الأب والطبيب وتم حبسهن.

 

وفاة بدور تدق ناقوس الخطر

في يوم 22 يونيو عام 2007، فقدت الطفلة بدور صاحبة الـ 12 عامًا من محافظة المنيا، حياتها بسبب عملية ختان، حيث قامت سيدة يسمونها بقرى الصعيد بـ “الداية” بإعطاء الطفلة جرعة زائدة من المخدر للتمكن من إجراء الختان، إلا أن الفتاة لفظت أنفاسها الأخيرة، في ظل وجود والديها وأحد الجيران الذين تركوا طفلتهم تموت بين أيديهم بسبب هوس الختان، لتصبح "بدور" أول فتاة تقوم بتحريك السكون والمياه الراكدة حول قضية الختان.

 

وصية الطفلة سهير قبل الختان

وفي 2016، استشعرت سهير الطفلة ذات الـ13 عامًا الخوف وشعرت بقرب وفاتها بسبب عملبة الختان التي أصر والدها على إجرائها لها.. سيطر الخوف على قلبها للدرجة التي جعلتها أن تقول وصيتها في هذا العمر، حيث طلبت من إحدى شقيقاتها أن ترعى مصالح أشقائها في حال وفاتها.

وبالفعل صدق إحساس سهير ولقت مصرعها خلال عملية ختان وحية، ليصرح فيما بعد أصدقائها بأنها كانت خائفة جدًا من إجراء العملية ولكن والدها لم يستجب لتوسلاتها وأصر على إجراء العملية التي أودت بحياتها.

 

أم ميار ترسلها للموت

في يوم 30 مايو 2016.. توفت الطفلة "ميار محمد موسى" بعمر 17 عامًا بعد إصابتها بنزيف حاد، تبعه هبوط في الدورة الدموية، والمؤسف أن والدتها هي من أرسلتها للموت بسبب جملة "الختان عفة وراحة للبنت"، ولم تحاول اللجوء للشرطة للتستر على فعلتها، ولكن تم الكش عن الجريمة.

 

أطباء قتلوا فتيات بسبب الختان

في 11 مارس سنة 2014.. كان أول محاكمة لطبيب تسبب في قتل فتاة تبلغ 12 عامًا، بعد إجرائه جراحة ختان لها أدت إلى موتها في المنصورة بمحافظة الدقهلية.

 

حيث اصطحب الأب ابنته إلى مستشفى خاص يعمل فيه هذا الطبيب لإجراء جراحة الختان لها رغم حظر هذه الجراحة بـ 1500 جنيه، ولكن لفظت الفتاة أنفاسها الأخيرة بين يديه، وعاقبته محكمة استئناف المنصورة بمحافظة الدقهلية، بالسجن مع الأشغال الشاقة مدة عامين، وغلق عيادته مدة عام.

 

طبيب سوهاج يصيب فتاة بالصرع

في يوم 7 أغسطس لسنة 2020.. قام طبيب الوحدة الصحية بقرية كوم الصعايدة، بمركز جرجا في سوهاج، بإجراء عملية ختان لطفلة عمرها لا يتجاوز 12عامًا، ما نتج عنه حدوث نزيف وتشوه بالجهاز التناسلي محدثًا عاهة مستديمة لها، وكذلك إصابتها بالصرع، ما استدعى حجزها مدة تزيد عن عام ونصف بمستشفى سوهاج الجامعي.

وبمواجهة المتهم، قال إنه لم يجري عملية الختان، ولكنه قام بإزالة كيس دهني سبب للفتاة احتكاك خلال السير، ما استدعى استئصاله جراحيًا، ولكن تقرير الطب الشرعي أثبت عدم صحة ما ادعاه المتهم، وأن ما قام به كان عملية ختان، ما أكد شقيق الطفلة أن المتهم قام بإجراء عملية ختان لشقيقته بطلب من الوالد.

 

عقوبة ختان الإناث

يذكر أن عقوبة ختان الإناث التى أقرها قانون العقوبات المصرى، وفقا لآخر تعديل لهذه العقوبة فى عام 2016، من يقوم بختان الإناث، يُعاقب بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تتجاوز 7 سنوات، وذلك بعد أن كانت العقوبة فى القانون قبل التعديل متمثلة فى الحبس مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر ولا تتجاوز سنتين أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تتجاوز 5 آلاف جنيه، وتضمن التعديل الأخير النص على أنه يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن سنة ولا تجاوز ثلاث سنوات كل من طلب ختان أنثى وتم ختانها على النحو المنصوص عليه بالمادة 242 مكرر من القانون.

 

ووفقًا للتعديل الأخير، قد عُرف ختان الإناث بأنه "إزالة أيًا من الأعضاء التناسلية الخارجية بشكل جزئي أو تام أو إلحاق إصابات بتلك الأعضاء دون مبرر طبى، ومعاقبة من يقوم بختان الإناث ويترتب على الختان عاهة مستديمة أو وفاة بالسجن المشدد.