الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
اقتصاد وبورصة

البنك المركزي يكشف تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 3 لـ 10 مارس

الخميس 16/مارس/2023 - 01:53 م
مصر تايمز

تراجعت المعنويات اتجاه الأصول ذات المخاطر في جميع الأسواق العالمية على خلفية تأكيد المسؤولين بالبنك المركزي الأمريكي على اتجاههم نحو تشديد السياسة النقدية وكان إفلاس بنك سيليكون فالي (SVB)، والذي يتخصص في تمويل الشركات الناشئة العاملة بمجال التكنولوجيا، هو الأكبر منذ افلاس بنك "ليمان براذرز" وما أعقب ذلك من أزمة مالية عالمية. وأكد رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم بأول، أن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يعود إلى وتيرة الزيادات الكبيرة لأسعار الفائدة خلال اجتماع شهر مارس، مع احتمالية الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع.

 

البنك المركزي يكشف تطورات الأسواق العالمية خلال الفترة من 3 لـ 10 مارس

 

 كما تبنى أعضاء البنك المركزي الأوروبي نفس النبرة المائلة إلى تشديد السياسة النقدية، حيث أشار أحد الأعضاء إلى أن خيار رفع معدلات الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس لا يزال مطروحًا على الطاولة.

 

 وأشارت البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة إلى تباين أداء سوق العمل، إلى جانب ورود بعض البيانات التي تشير بشكل طفيف الى بدء تيسير السياسة النقدية، بينما أشارت البيانات الاقتصادية في أوروبا إلى تدهور معنويات المخاطرة ومعدلات الاستهلاك.

 

 وسجلت سندات الخزانة الأمريكية مكاسب إلى جانب ارتفاع الدولار بشكل طفيف، حيث اتجه المتداولون نحو أصول الملاذ الآمن. وتراجعت الأسهم في جميع أنحاء العالم وكذلك البترول، حيث سيطرت المخاوف بشأن حدوث ركود اقتصادي، الى جانب حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي في الصين، على جلسات التداول.


سوق السندات: أنهت عوائد سندات الخزانة الأمريكية تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، وذلك على مستوى جميع آجال الاستحقاق، حيث أدى انهيار بنك "سيليكون فالي" – والذي يعد أكبر انهيار لبنك أمريكي منذ الأزمة المالية العالمية في 2007، إلى لجوء المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن.

 

 وارتفعت معظم عوائد سندات الخزانة خلال تداولات الثلاثة أيام الأولى من هذا الأسبوع، حيث تجاوزت عوائد السندات لأجل عامين مستوى الـ 5% للمرة الأولى منذ عام 2007 على خلفية تصريحات باول التي ذكر فيها أنه على الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي لم يتخذ أي قرار حول اجتماعه في شهر مارس، إلا أن أعضاء البنك المركزي قد استعدوا للعودة إلى الارتفاعات الكبيرة بأسعار الفائدة، كما استعدوا إلى احتمالية الوصول لسعر فائدة نهائي أعلى مما كان متوقعًا. 

 

وكان تسعير الأسواق لاتجاه الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد السياسة النقدية في يوم الأربعاء هو الأعلى خلال دورة رفع أسعار الفائدة، حيث قام المتداولون بتسعير رفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه في شهر مارس، باحتمالية تبلغ نسبتها 71.2%؜، إلا أن معظم هذه التوقعات قد تغيرت في اليوم التالي، حيث سلط انهيار بنك "سيليكون فالي" الضوء على تأثير تشديد السياسة النقدية على البنوك والشركات، كما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الأمان الذي تتيحه سندات الخزانة الأمريكية. 

 

وقامت الأسواق أيضًا بتقييم تقرير الوظائف الأمريكية الذي صدر يوم الجمعة، والذي أظهر ارتفاعاً مفاجئا شهدته معدلات الرواتب للوظائف غير الزراعية، كما أشار إلى صعود كلًا من معدل البطالة ومعدل المشاركة في القوى العاملة بشكلٍ مفاجئ، مما يسلط الضوء على بدء تراجع بيانات سوق العمل.

 

عملات الأسواق المتقدمة: لم يشهد مؤشر الدولار تغييرات كبيرة خلال تداولات هذا الأسبوع، حيث ارتفع المؤشر بنسبة 0.05%؜ فقط، ليستقر بذلك عند أعلى مستوى له على مدار ثلاثة أشهر، حيث وصلت عوائد سندات الخزانة لأجل عامين إلى أعلى مستوى لها فيما يزيد عن 15 عامًا بعدما مالت نبرة باول نحو تشديد السياسة النقدية خلال كلمته يوم الثلاثاء أمام الكونغرس، مما يزيد من احتمالية رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في شهر مارس. وعلى الرغم من ذلك، انخفض الدولار يوم الخميس بمقدار (-0.33%)، ويوم الجمعة بمقدار (-0.70%) في ظل تراجع توقعات رفع أسعار الفائدة بشكل كبير عقب صدور أنباء عن انهيار بنك "سيليكون فالي". 

 

 

من ناحية أخرى، حقق اليورو مكاسب بنسبة 0.08% خلال تداولات هذا الأسبوع، حيث كانت العملة مدعومة بزيادة توقعات رفع أسعار الفائدة خلال منتصف الأسبوع، وذلك قبل أن تنخفض العملة مجددًا بالقرب من نهايته. وتراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.05%، حيث صرحت صانعة السياسات ببنك إنجلترا، كاثرين مان، بأنها تتوقع أن تنخفض قيمة العملة بشكل أكبر، وذلك في ظل محاولة المستثمرين تدارك الآثار الناجمة تشديد الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي للسياسة النقدية. وارتفع الين الياباني بنسبة 0.62%، كما زاد الفرانك السويسري بنسبة 1.68%، حيث اندفع المستثمرون إلى عملات الملاذ الآمن بعد اضطراب الأسواق بسبب فشل وانهيار بنك "سيليكون فالي".


 

الذهب: ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 0.63%؜ للأسبوع الثاني على التوالي، لتستقر بذلك عند 1,868.62 دولارًا للأونصة، حيث ارتفعت الأسعار بمنتصف تداولات هذا الأسبوع نظرًا إلى أن الذهب، وهو أحد أصول الملاذ الآمن، كان مدعومًا بتراجع عوائد سندات الخزانة هذا الأسبوع.

 

عملات الأسواق الناشئة: أنهت عملات الأسواق الناشئة تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، حيث جاءت معظم الخسائر نتيجة شهادة باول أمام الكونغرس، والتي مالت تجاه زيادة وتيرة تشديد السياسة النقدية، مما أدى إلى ارتفاع الدولار خلال تداولات النصف الأول من هذا الأسبوع. وتراجع مؤشر مورجان ستانلي لعملات الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 0.54% خلال تداولات هذا الأسبوع، كما هبط المؤشر يوم الأربعاء بنسبة 0.41% بعد تصريحات باول أمام الكونجرس. 


أنهت غالبية عملات الأسواق الناشئة التي يتتبعها مؤشر بلومبرج تداولات هذا الأسبوع على انخفاض كان البيزو المكسيكي (-2.96%) أسوأ العملات أداءً هذا الأسبوع، حيث تراجعت العملة بعد أن دعمت بيانات التضخم الضعيفة التكهنات بشأن قيام البنك المركزي المكسيكي بإبطاء وتيرة رفع أسعار الفائدة في 30 مارس، كما تعرض البيزو المكسيكي لمزيد من الضغط بسبب تصعيد الخلافات بين الولايات المتحدة والمكسيك بعدما ندد الرئيس المكسيكي، أندريس مانويل لوبيز، بمطالبة أحد أعضاء الكونغرس من الحزب الجمهوري بتدخل الولايات المتحدة عسكريًا ضد عصابات المخدرات المكسيكية التي قتلت اثنين من الأمريكيين. وكان الوون الكوري الجنوبي (-1.75%) ثاني أسوأ العملات أداءً، حيث تضررت العملة نتيجة تصريحات باول التي ذكر فيها احتمالية ارتفاع أسعار الفائدة بشكل أكبر وأسرع عما كان متوقعًا. وعلى صعيد أخر، ظهرت المخاوف من حدوث تصعيد للخلافات الجيوسياسية على الساحة، وذلك بعدما ظهر قائد كوريا الشمالية، كيم جونغ، أثناء المناورات العسكرية التي تم بثها مباشرة على التلفاز، حيث تم إطلاق صواريخ خلال هذا العرض، باتجاه الساحل الشرقي لكوريا الجنوبية ردًا على التدريبات العسكرية المشتركة التي تجري بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الأمريكية. من ناحية أخرى، تفوق البيزو الكولومبي (+1.51%)، والبيزو التشيلي (+0.86%) في الأداء على نظرائهم من عملات الأسواق الناشئة، حيث أصبحت معنويات المستثمرين المحليين إيجابية يوم الإثنين بعدما تباطأت بيانات التضخم السنوي لشهر فبراير بشكل أسرع مما كان متوقعًا في كلا البلدين. علاوة على ذلك، استفادت العملتان في نهاية الأسبوع من انخفاض توقعات الأسواق الخاصة بمسار الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة، وذلك بعد ورود بيانات تقرير الوظائف الأمريكي.


أسواق الأسهم: سجلت الأسهم الأمريكية أسوأ أداء أسبوعي لها منذ شهر سبتمبر الماضي، حيث أدى افلاس بنك سيليكون فالي (SVB) الأمريكي إلى موجة بيع في معظم الاسواق الرئيسية للأصول ذات المخاطر. ومنذ بداية الأسبوع، اتخذت غالبية الأسهم الأمريكية مسار هبوطي، حيث تأكد المتداولون من قيام بنك الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمعدلات ضخمة، مع احتمالية الإبقاء على معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول. 

 

وعلى الرغم من أرباح الأسهم خلال يومي الاثنين والأربعاء، إلا أن المكاسب كانت محدودة بشكل عام، حيث اتجه تركيز المتداولين إلى مسار تشديد بنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية واحتمالات حدوث ركود اقتصادي. وانخفضت الأسهم في يوم الخميس على خلفية ورود أنباء عن انهيار بنك سيليكون فالي " SVB"، وهو يعد أكبر حالة إفلاس للبنوك منذ انهيار بنك "ليمان براذرز" في عام 2007/2008. وسيطرت حالة من الذعر على جلسات تداول هذا الأسبوع، حيث ابتعد المتداولون عن سوق الأسهم واتجهوا إلى أصول الملاذ الأمن. 

 

وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز S&P 500 بنسبة 4.55%، مسجلًا أكبر خسارة أسبوعية له في ستة أشهر، ليستقر عند أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر. وعلى مستوى القطاعات المدرجة بالمؤشر، أغلقت جميع القطاعات تداولات هذا الأسبوع على انخفاض، بقيادة القطاع المالي، حيث تراجع بنسبة 8.50% بقياس أسبوعي، وكذلك هبط قطاع التكنولوجيا الأكثر حساسية لتغير أسعار الفائدة، مما دفع كل من مؤشري ناسداك المركب Nasdaq Composite وFANG+  لتسجيل خسائر بنسب 4.71% و4.42% على التوالي. 

 

أما بالنسبة لأسهم الشركات ذات رأس المال الصغير، فقد تراجع مؤشر راسل 2000 Russell بنسبة 8.07%، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي له منذ شهر يناير 2022. وارتفعت تقلبات الأسواق بشكل حاد، حيث صعد مؤشر VIX لقياس تقلبات الأسواق بمقدار 6.31 نقطة ليستقر عند 24.80 نقطة، أي أقل هامشيًا من متوسطه خلال العام الماضي البالغ 25.34 نقطة منذ بداية العام وحتى تاريخه.
 

وتفوقت الأسهم الأوروبية على نظيراتها الأمريكية على الرغم من إنهائها تداولات الأسبوع على انخفاض، حيث تأثرت سلبًا بالتصريحات التي تشير إلى المزيد من تشديد كل من البنك المركزي الأوروبي وبنك الاحتياطي الفيدرالي للسياسة النقدية، وكذلك بانهيار بنك سيليكون فالي SVB. وتراجعت المؤشرات الأوروبية خلال تداولات غالبية أيام الأسبوع، حيث أكد العديد من أعضاء البنك المركزي الأوروبي على حاجتهم إلى تشديد السياسة النقدية بوتيرة أكثر قوة، حيث دعا عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي في النمسا، روبرت هولزمان، في تصريح له، إلى رفع معدلات الفائدة بمقدار 200 نقطة أساس خلال هذا العام إلى جانب ضعف البيانات الاقتصادية بوجه عام. بالإضافة إلى ذلك، أدى انهيار بنك SVB يوم الخميس إلى زيادة الضغط على أسهم البنوك الأوروبية نحو مزيد من الانخفاض، وإن كان بمقدار أقل مقارنة بنظيراتها الأمريكية. وأنهى مؤشر Stoxx 600 تداولات الأسبوع خاسرًا بنسبة 2.26% مع تراجع جميع القطاعات العشرين المدرجة بالمؤشر.

 

 وسجلت المؤشرات الكبرى الأخرى في المنطقة خسائر، بما في ذلك مؤشر FTSE MIB الإيطالي (-1.95%) ومؤشر CAC 40 الفرنسي (-1.73%) ومؤشر DAX الألماني (-0.97%)، وكذلك مؤشر FTSE 250 البريطاني (-2.85%).
 

وبالانتقال إلى أسهم الأسواق الناشئة، فقد سجلت تراجعاً أيضًا على خلفية تسعير الأسواق لتشديد السياسة النقدية من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي في بداية الأسبوع، كما تدهورت المعنويات في وقت لاحق بفعل الضغوط الناتجة عن عمليات البيع المكثفة والتي شهدتها الأسواق العالمية بعد انهيار بنك سيليكون فالي "SVB" الأمريكي. وانخفض مؤشر مورجان ستانلي لأسهم الأسواق الناشئة MSCI EM بنسبة 3.3% خلال تداولات الأسبوع، وتركزت غالبية الخسائر في جلسة يوم الثلاثاء (-1.68%) على خلفية تصريحات الرئيس بأول، وتراجع المؤشر خلال جلسة الخميس (-2.21%) بعد أن سيطرت أخبار انهيار بنك سيليكون فالي SVB على حركة التداول في الأسواق العالمية. 

 

وفي الصين، انخفضت الأسهم الصينية أيضًا بعد أن حددت الحكومة الصينية معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي المستهدف عند 5%، وهو ما يعد أقل من المتوقع، وكانت الحكومة قد أعلنت عنه في المؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني. وفي هونج كونج، خسر مؤشر هانج سنجHang Seng  بنسبة 6.07%، مسجلًا أسوأ أداء أسبوعي له منذ شهر أكتوبر.

 وسجل قطاع التكنولوجيا خسائر أكثر حدة على خلفية انباء افلاس بنك SVB الأمريكي، حيث هبط مؤشر هانج سنج للأسهم التكنولوجية Hang Seng Tech بنسبة 10.19%، مسجلًا أكبر خسارة أسبوعية له في عام. وعلى صعيد أسهم البورصة الرئيسية في الصين، تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنحو 2.95%، وهو أسوأ أداء أسبوعي له منذ بداية عام 2023 وحتى تاريخه. وفي أمريكا اللاتينية، انخفض مؤشر مورجان ستانلي للأسواق الناشئة بأمريكا اللاتينية MSCI EM LATAM  بنسبة 1.41% خلال هذا الأسبوع.

 

البترول: تراجعت أسعار النفط خلال هدا الأسبوع، حيث انخفضت بنسبة 3.55% على خلفية التخوفات من أن يؤدي قيام الاحتياطي الفيدرالي بزيادة وتيرة تشديد السياسة النقدية بالتأثير سلباً على الطلب على النفط، بشكل يفوق تأثير فتح الاقتصاد الصيني على تعزيز الطلب على النفط.