الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

بعد المؤبد في "كنيسة السيدة العذراء".. كيف أسس "الحفناوي" تنظيما تابعا لداعش للهجوم عليها ليلة احتفالات أعياد الميلاد؟ (خاص)

الأحد 29/نوفمبر/2020 - 03:28 م
خلية داعش - أرشيفية
خلية داعش - أرشيفية

اتهامات باعتناق أفكار تكفيرية ومحاولة تغيير نظام الحكم بالقوة والإعتداء على أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما، واستباحة دمائهم ودماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم وتنفيذ عمليات عدائية ضدهم، ساقتها نيابة أمن الدولة لـ 6 متهمين ينتمون لخلية إرهابية تعتنق فكرا تكفيريا يبيح الخروج على الحاكم، في القضية التي عرفت إعلاميا بـ "الهجوم على كنيسة المحلة".

قبل أيام قليلة، قضت محكمة جنايات أمن الدولة العليا طوارئ بالسجن المؤبد لأربعة متهمين وبراءة اثنين آخرين، لإدانتهم بارتكاب جرائم الانضمام إلى جماعة إرهابية أسست على خلاف أحكام القانون والدستور، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي.

شملت قائمة المتهمين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد كل من: أحمد إبراهيم الحفناوي، خالد عبد الحكيم جاويش، محمد محمود عبد الغفار، محمد متولي عيسى.

"مصر تايمز" يستعرض عبر السطور المقبلة، دور المتهم الأول، أحمد إبراهيم الحفناوي، في تأسيس الخلية الإرهابية التي دبرت حادث الهجوم على كنيسة السيدة العذراء بمدينة المحلة.

تقول التحقيقات إن أحمد الحفناوي، تعرف على باقي المتهمين في القضية، من خلال منتديات تابعة لتنظيم داعش، تزايدت العلاقة فيما بينهم، بعدما أبدى تحفظه على النظام القائم على حكم البلاد، وطريقة فض اعتصام رابعة العدوية، وشارك بمنشوراته في تلك المنتديات، مرت أيام قليلة، حتى جاءته رسالة من المتهم الثاني أبدى فيها بهجته بآرائه الإسلامية حول بعض المعاملات، ومن بينها طريقة عمل البنوك وغيرها.

وشرحت التحريات التي أجراها قطاع الأمن الوطني عن المتهم الأول، أحمد ابراهيم الحفناوي، "قائد التنظيم" كيف كان له دورا محوريا في تأسيس الجماعة الإرهابية، حيث تواصل مع باقي المتهمين عبر برامج مشفرة خشية الرصد الأمني.

تكليفا رسميا من المتهم "الحفناوي" لاثنين آخرين من أصدقائه بتشكيل خلية إرهابية، توضح التحريات الأمنية، مضيفة أنه وعلى الرغم من صغر سنه البالغ 26 عاما، إلا أنه كان يصدر تكليفاته للمتهم محمد محمود متولي عيسى، بتجهيز وتحضير عبوات ومواد مفرقعة وناسفة، لاستخدامها في أعمال عدائية ينتون تنفيذها، وساهمت بعض المقاطع المرئية المنشورة على شبكة الإنترنت في ترويج أفكار ذلك التنظيم، بين أعضائه بقيادة الحفناوي، الذي كان يتلقى تعليمات بدوره من قيادات التنظيم في سوريا والعراق، بحسب التحقيقات.

وتحدثت تحريات جهاز الأمن الوطني عن نشاط المتهمين في تجهيز الأدوات والمواد المفرقعة التي كلفهم بها قائدهم "الحفناوي"، ففي أعقاب الانتهاء من تصنيع وتحضير المفرقعات، رصد المتهمون كنيسة السيدة العذراء بمدينة المحلة، تمهيدًا لاستهدافها خلال احتفالات أعياد الميلاد لعام 2017، بواسطة الانتحاري خالد عبد الحكيم جاويش، من خلال سترة ناسفة، لإحداث حالة من البلبلة تظهر مدى ضعف وزارة الداخلية في تأمين احتفالات المسيحيين، في أعياد الميلاد.

كما تضمنت التحريات قيام المتهمين المحكوم عليهم بوضع عدة مخططات إرهابية في ذات السياق، ومن بينها رصد بعض القساوسة العاملين بتلك الكنيسة وبعض ضباط الشرطة القائمين على تأمينها، وعدد من ضباط البحث الجنائي بقطاع أمن الغربية، وقبيل تنفيذ تلك العملية الإرهابية، توصلت الأجهزة الأمنية إلى هوية أعضاء تلك الخلية وإحباط تنفيذ تلك العملية الإرهابية، وتم العثور على العديد من العبوات الناسفة الجاهزة للتفجير عن بعد، داخل سكن المتهم محمد متولي عيسى، بخلاف بعض الأدوات التي تستخدم في تصنيع العبوات المتفجرة ودوائر النسف.

أظهرت الاعترافات التفصيلية التي أدلى بها المتهمون والتقارير الفنية عن تلقي المتهم أحمد إبراهيم أحمد الحفناوين تكليفات من قيادات تنظيم داعش الإرهابي، بتأسيس خلية تكفيرية تتبع التنظيم بمدينة المحلة.

باشرت نيابة أمن الدولة العليا، تحقيقاتها مع المتهمين، وأسندت إليهم ارتكاب جرائم عدة من بينها تأسيس جماعة إرهابية أُسست على خلاف أحكام القانون والدستور، الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيقات.

واشتملت قائمة الاتهامات الموجهة إلى المتهمين تمويل الخلية الإرهابية التي قاموا بتأسيسها من خلال الأموال، واستحلال أموال وممتلكات المسيحيين، وتنفيذ عمليات عدائية ضدهم بهدف الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر.