السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

الأغنية الفريدة من نوعها في العالم

السبت 03/ديسمبر/2022 - 12:17 م

كلمنى، طمنى، وارحمنى يوم ياحبيبى
طال بُعدك، طال هجرك، فين عهدك، فين ياحبيبى
ده القلب اللى إنت كاويه نار ياحبيبى


تحفة حقيقية من نوعها، غناها محمد فوزي في سنه 1956 في فيلم « معجزة السماء » وقام بغنائها بدون فرقة موسيقية مكتفيا بصوت الكورال من خلفه، وكانت هذه هي المرة الأولى و الأخيرة التي يغني فيها مطرب بدون فرقة موسيقية (أكابيلا) في مصر.


وكان انتشر تفسير لهذا اللحن العبقري المقصود في ذاته يقال إن فوزي قدم اللحن بهذا الشكل عقابا للفرقة الموسيقية التي تأخرت عن البروفة ، فاستبدلها الموسيقار الراحل بالصوت البشري.

 

هذا كلام غير صحيح وخطأ كبير في حق موسيقار عبقري كمحمد فوزي لا يليق بمكانة وعبقرية فوزي الذي شهد له التاريخ بذلك أنها أحد إنجازاته الفنية وريادة حققها فى مجال تقديم فن أغنية «الأكابيلا» لأول وآخر مرة فى بلادنا.


لقد كان محمد فوزى نجما كبيرا ولا يجرؤ أى عازف على التأخر عن موعد تسجيل له، والأغنية المذكورة غناها فوزى فى فيلم «معجزة السماء» الذى تم انتاجه عام 1956 بعد عشرات السنين من انتهاء مرحلة الاذاعة على الهواء فى مصر وبدون تسجيل.

 

محمد فوزي أراد كعادته أن يكون له السبق الأول في تقديم لحن غنائي بلا موسيقيين وبالفعل نجح و عاش اللحن منفرداً ولم يجرؤ موسيقار أن يحاول أن يفعل مثلما فعل فوزي.

 

وأصبحت هذه الأغنية هي أشهر وأهم من الفيلم نفسه وأغنية «طمنى كلمنى» تنتمى إلى لون «أكابيلا» وهو فن استعراض سمعى لا بصرى، وهو لون يستغنى عن المصاحبة الموسيقية بالآلات ويستعين بدلا منها بالصوت البشرى من كل الطبقات من السوبرانو إلى الباص وهو لون يشكل تحديا لألوان الغناء المألوف.. ويحتاج إلى دراسة متعمقة لعلم الأصوات البشرية؛ طبيعتها ومساحاتها.. وعلم التأليف الموسيقى «هارمونى» و «كونتر بوينت».


ظهرت أغانى «أكابيلا» فى القرن السادس عشر كشكل من أشكال الموسيقى الدينية وقد عكف فوزي لدراسة هذا الشكل الفني دراسة علمية صحيحة حتي يتمكن منها، وأصبحت هذه الأغنية علامه مميزة و متميزة في تاريخ الغناء العربي.