الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

والدة إمام المسجد المتوفي أثناء صلاة العشاء بسوهاج تروي الساعات الأخيرة في حياته

الأحد 20/نوفمبر/2022 - 11:36 ص
مصر تايمز

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي الساعات الماضية، بوفاة رجل الدين "زكريا محمد أحمد"، إمام المسجد الذي توفي بعد أداء صلاة العشاء في رحاب المسجد بقرية الصوامعة شرق مركز أخميم شرق محافظة سوهاج، وأشاد الجميع بحسن خلقه ولين طباعة وخصاله الحميدة، مؤكدين أنه ونعم المعلم ورجل الدين الذي يؤم بالناس يوميًا.

شارع طويل ممتد يعلوه التراب الذي حجب الرؤية وجعلها ضبابية، ومنزل "العريس" كما أطلقوا عليه أهالي قرية الصوامعة شرق يقع على الجانب الأيمن منه، منزل متواضع تظهر على وجوه كل من فيه الحزن والأسى، تجلس جميع النساء متشحات بالسواد على الأرض بعضهن في صمت شديد وبعضهن تصرخ وتبكي، هنا التقت "مصر تايمز" بأسرة الإمام واستمعت لتفاصيل كواليس أيامه الأخيرة، وحسن معاملته التي كانت سبب جعل خير أيام عمره خواتمه، وبدأت أرملته تسرد تفاصيل 25 سنة زواج رأت فيهم ما يجعلها تطمئن ولا تحزن على فراقه، وكونه بجوار الصديقين والشهداء.

 

◄  زوجة الإمام تروي الساعات الأخيرة في حياته  

"قلبي بيبكي وعيني جفت، حزينة بس مطمنه" ..أولى الكلمات التي نطقت بها أرملة الإمام "زكريا"، التي تماسكت أمام الجميع معلنة صبرها وقوة تحملها تجمع شمل عائلتها من جديد، قائلة "أنا قلبي بيبكي وعيني جفت، حزينة بس مطمنه أنه في الجنة ومش عاوزة ألبس أسود عليه دا عريس، أهالينا قالوا أنه عريس، قبل كان يوزع مصاحف قبل ما يموت على الاولاد، أصله كان بيعمل حلقات مجانية لتعليم الدين".

وأخذت أرملة الإمام نفس عميق كاد يحرق الغرفة عبر عن مدى ضيق صدرها والحزن الذي يسكنه، واستكملت "طول السنين اللي فاتت تعاملني أحسن معاملة كان وشايلني جوه عينه، يوم الوفاة طلع يصلي العشاء وفجأة قالولي دا اغمى عليه وراح للدكتور، اتخضيت بس مفكرتش أنه مات، تماسكت لحد ما جه أخوه قالنا البقاء لله، أنا شوفت بشري طمنتني أنه في الجنة ومبسوط دا اللي مصبرني على فراقه".

 

◄  بابا عمره ما حرمني من حاجة.. نجلة الإمام تنعيه بكلمات مؤلمة

وبجانب أرملة الإمام تجلس ابنتها الكبري "ولاء" التي تتشح بالسواد لا تظهر منها سوى عينيها الحزينتين التي فاضت بالدموع، وتقول ولاء "بابا عمره ما حرمني من حاجة، كنت اقوله عاوزة اي حاجه بأي سعر يقولي خدي حتي لو آخر فلوس معاه، خبر موته هيعيشنى طول العمر مكسورة وحزينة مفيش شيئ يعوضني عنه".

وأضافت ولاء "كنت عنده من كام يوم كويس وزي الفل مفيهوش اي حاجة، بس انا مطمنة لأنه في الجنة هو فتح صدره 3 مرات في عمليات قلب مفتوح، حبيبي مكانش يستحمل حد يقرب من صدره خالص لما كنت أزعل من حقنة يقولي أنا اخدت يجي ألف حقنة، الله يرحمه كان نعم الأب والسند".

وتواسي "آية" الابنة الصغري للشيخ "زكريا" شقيقتها الكبرى وتمسك بكفيها قائلة "بابا في الجنة متبكيش"، تقول هذا وهي الدموع تكاد تفر من عينيها محملتان بالآسي ومشاعر الفقد، وتقول "أنا مش عايزة ابكي بابا في الجنة، قبل السنة الدراسية كان يقولي اكتبي اسماء الملخصات واجيبها ليكي، وامبارح كان ورايا درس أخذت منه آخر فلوس في جيبه ومقالش ليا لا، هيفضل النعمة اللي فقدتها ومفيش زوج يعوضها ولا حبيب يداوي فراقه".

◄ ركبت فوق النعش جنب ولدي أودعه

"قلبي على ولدي انفطر" ينطبق هذا المثل على وجه السيدة "ام زكريا" التي تقدم بها العمر أوائل العقد الثامن والتجاعيد التي تظهر عليه، تارة تبكي وينحسر صوتها داخلها وتارة تصرخ وترثي فقيدها، وتقول "كان يقولي اوعي تبكي في يوم عشان عيونك متتعبش عوضني عن ابوه لما مات، قالي أنا الأب والابن وحبيبك كمان متحسسنيش اني أرملة بس أنا دلوقتي أرملة ويتيمة وزعلانة، توفي بعد ما صلي السنة وسلم عليا، كانت وصيته ينام ليلة في البيت لو مات وكان يقول أنا هوصلك لحد القبر اوعي تشيلي هم، لما مات قلت له زي ما أنت كنت هتوصلنى أنا هوصلك، وركبت فوق النعش جنب ولدي أودعه لحد المقابر".