الإثنين 06 مايو 2024 الموافق 27 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

رحلة صعيدي من عامل رخام إلى مدرس بالجامعة البريطانية

الخميس 10/نوفمبر/2022 - 11:30 ص
الدكتور المكافح
الدكتور المكافح

النجاح لم يكن سهل فالطريق كان مفروشا بالعديد من التحديات التى تؤكد يوما بعد الآخر من يريد النجاح عليه بالكفاح والعمل والصمود والتمسك بالحلم والتقرب إلى الله .


لم يكن أحد يتصور أن يصبح الشاب الصعيدي أحمد إبراهيم الشريف ابن مدينة سفاجا بالبحر الأحمر، أستاذا بجامعة الملكة فكتوريا بإنجلترا ويتم اختياره ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم طبقا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية بعد سنوات من المعاناة ورحلة كفاح ملهمة.

 

بداية الطفولة 


بدأها أحمد منذ طفولته مثل كل أطفال الصعيد الشرفاء بالعمل في مهن شاقة لتوفير مصاريفه الشخصية وتغيير واقع أسرته المتواضع إلى الأفضل.


العمل مش عيب 


عمل "الشريف" منذ طفولته بورش الرخام وتشققت يداه الناعمتين بسبب المواد الجيرية المستخدمة في تلك المهنة ثم قضى فترة يعمل مع والده في صناعة الطوب اللبني وخلال الدراسة الجامعية انتقل إلى العمل في كافتيريا وكان يقدم الشاي للزبائن ولكن كان هناك هدف سعى من أجله وهو تحقيق حلم والده .


تحقق الحلم

نجح أحمد وحصل على المركز الأول على جامعة الوادى 2007 وكانت سعادته لاتوصف وانلقت الافراح فى كل أرجاء سفاجا تعلن نجاح الشريف بتفوق .

لم ينتهى الحلم

 

في الوقت الذي ينتظر فيه قرار تعيينه معيدا بجامعة جنوب الوادي عام 2007 بعدما حصد المركز الأول على مستوى دفعته.

وصول جواب التعيين ، وحصل الشريف على عقد العمل وواصل الجد والكفاح حتى تم الانتهاء من رسالة الماجستير  وحصل عليها بامتياز

 

حلم اخر يتحقق


قدم الشريف على بعثة دراسية قصيرة إلى بريطانيا لمدة 3 شهور ولما ذهب إلى القاهرة لإجراء المقابلة الشخصية مع الأساتذة المشرفين على البعثة استهزأ به أحدهم كونه من أصول صعيدية وقال له: "قول يا صعيدي"  باعتبار أنه سيضحك الحضور ويساعد على تمضية بعض الوقت ليس أكثر  لدرجة أن الأستاذ أعطاه حرية التحدث باللغة العربية ظنا منه بأن الشاب الصعيدي لا ينطق الإنجليزية.

 

الشريف يلقن  المشرفين درساً قاسياً

 

لكن أحمد كان يعلم جيدا ما يتوجب عليه فعله وقرأ قبل المقابلة أكثر من 200 بحث في تخصصه ورسم مخططات لكل يوم سيقضيه في بريطانيا وماذا سيفعل فيه بالتحديد وأصر الشاب الصعيدي على التحدث بالإنجليزية أمام اللجنة وكانت النتيجة قبوله للدراسة في جامعة الملكة فكتوريا بإنجلترا.


وتشاء الأقدار ويظهر نبوغ وتفوق أحمد الشريف في إنجلترا ونشر بحثا في مجلة عالمية معامل تأثيرها 16.6، وذلك بمثابة حلم للكثير من العلماء حول العالم وتمر الأيام وجامعة الملكة بإنجلترا تعرض عليه منحة كاملة لدراسة الدكتوراه.

 

انجاز الدكتوراه


انتهي الصعيدي من إنجاز الدكتوراه وتم تعيينه أستاذا بالجامعة ثم محكم ومنها إلى محرر في مجلة من مجلات النيتشر  وإذا فوجى ء ببحث يصله من أحد الأساتذة  لينظر في أمره ويكون مشرفا عليه واكتشف أنه لأستاذ جامعة عين شمس الذي قال له في السابق "قول يا صعيدي"
وهنا تحولت المعاناة  الشريف إلى قصة نجاح ملهمة


سرالنجاح

سر نجاح أحمد الشريف يكمن في أنه ذات يوم في صيف 1995 حينما كان عمره 10 سنوات قرر الذهاب مع والده في عمله أثناء الإجازة الصيفية وكان الوالد يعمل بمنجم فوسفات ولما نزلا تحت الأرص في عمق كبير شعر بأن الجو لا يطاق من شدة الحرارة ولا أحد يستطيع تحمل البقاء لدقائق في هذا المكان وبدأ والده وقتها في ممارسة عمله بتكسير الجبل واستخراج الفوسفات.

 

شاهد أحمد العمال يرتدون قطعة قماش واحدة لستر العورة نظرا لارتفاع درجات الحرارة وحينما خرج من النفق، قرر أن يصير شخصا آخر بعدما رأى المعاناة التي يعيشها والده لكسب قوت يومه وصمم على العمل والنجاح حتى حقق ما يصبو إليه وتوجت مسيرته باختياره ضمن قائمة الـ 2% من العلماء الأكثر تميزا وتأثيرا على مستوى العالم طبقا لتصنيف جامعة ستانفورد الأمريكية.


بفخر كبير يقول أحمد الشريف عبر صفحته الشخصية بموقع "فيس بوك": "سبحان الله الدنيا دي ساعات بتدينا دروس كثيرة أولها أن الصعايدة فخر لمصر لأنهم رمز الشهامة والجد والابتكار .