الخميس 28 مارس 2024 الموافق 18 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

نيويورك تايمز: مصر تستضيف زعماء العالم غداً لمواجهة تغير المناخ

السبت 05/نوفمبر/2022 - 12:39 م
مصر تايمز

اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فى عددها الصادر صباح اليوم السبت، باستضافة مصر فعاليات مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 27) فى شرم الشيخ.

 

نيويورك تايمز: مصر تستضيف زعماء العالم غداً لمواجهة تغير المناخ
 


 

ذكرت أن زعماء العالم سيجتمعون غدًا فى مصر لمواجهة تغير المناخ فى وقت حرج تتفاقم فيه الأزمات فى العالم، بداية من الاضطرابات فى أسواق الطاقة وارتفاع التضخم العالمى والانقسامات السياسية العميقة فى العديد من البلدان والتوتر بين أكبر ملوثين فى العالم؛ وهما الصين والولايات المتحدة.

 

وقالت الصحيفة (فى مستهل تقرير لها نشرته عبر موقعها الإلكترونى فى هذا الشأن) إن الظروف الراهنة فى عالم اليوم ربما لا تبشر بالخير لمهمة تتطلب التعاون بين جميع الدول لخفض التلوث الناتج عن حرق النفط والغاز والفحم الذى يؤدى بدوره إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

 

وأضافت: أن الولايات المتحدة، التى ستشارك للمرة الأولى فى مفاوضات الأمم المتحدة بخطة مناخية تدعمها قوة القانون، ستُحاول إعادة تأكيد نفسها كقائدة فى الكفاح من أجل الحد من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات كارثية.

 

ونقلت الصحيفة عن المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص لشؤون المناخ جون كيرى، قوله: إن القانون الجديد، الذى يوفر مبلغًا قياسيًا قدره 370 مليار دولار لتسريع انتقال البلاد بعيدًا عن الوقود الأحفورى، يعزز "بشكل مطلق" مكانة الولايات المتحدة وقدرتها على حث الدول الأخرى على أن تحذو حذوها لمواجهة تغير المناخ، مضيفا: "لقد كنا على المحك فيما يتعلق بمصداقيتنا أمام العالم، وإذا لم ننفذ هذه الخطة، أعتقد أننا سنواجه تحديات خطيرة".

 

وأكدت "نيويورك تايمز" أنه فى حين أن التشريع الجديد قد يُصلح سمعة أمريكا الممزقة بعد أن أوقف الرئيس السابق دونالد ترامب العمل المناخى لسنوات، هناك حاجة إلى القيام بالمزيد من الجهود الأمريكية للوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية باريس لعام 2015 لتقييد ظاهرة الاحتباس الحرارى.

 

وقالت: "بالكاد صدر القانون من داخل أروقة الكونجرس المنقسم بمرارة.. ولكن إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس واحد على الأقل فى انتخابات التجديد النصفى المقررة بعد أيام قليلة، فمن المتوقع أن يحاولوا إبطاء الجهود المبذولة لخفض الانبعاثات خاصة مع تفكير ترامب فى العودة مجددًا للترشح بالانتخابات الرئاسية لعام 2024".

 

وتابعت "نيويورك تايمز" إنه مع انعقاد قمة المناخ المعروفة باسم كوب-27 فى مدينة شرم الشيخ المطلة على البحر الأحمر، فإن عواقب تغير المناخ باتت واضحة بشكل مؤلم فى جميع أنحاء العالم، ففى باكستان، لقى أكثر 1500 شخص مصرعهم فى فيضانات كارثية هذا الصيف ويواجه خمسة ملايين آخرين الآن نقصًا حادًا فى الغذاء هناك.

 

كذلك، تسببت أسوأ موجة جفاف منذ 40 عامًا فى جعل 22 مليون شخص فى القرن الإفريقى على شفا المجاعة. وفى الولايات المتحدة نفسها، تشير التقديرات إلى أن إعصار (إيان) تسبب فى خسائر فادحة بأكثر من 60 مليار دولار عندما ضرب فلوريدا الشهر الماضى، مما جعله واحدًا من أعنف العواصف المسجلة فى تاريخ البلاد ووسط كل ذلك، ربط العلماء تغير المناخ بكل هذه الأحداث المدمرة.

 

وأردفت الصحيفة أن بلدان العالم تعهدت، فى نسخة العام الماضى من قمة المناخ التى انعقدت فى جلاسكو؛ حيث كان زعماء العالم أقل تشتتًا بسبب الأزمات الأخرى، بتعزيز اتفاقية باريس والحفاظ على درجات الحرارة العالمية من الارتفاع بما لا يزيد عن 1.5 درجة، أو 2.7 درجة فهرنهايت، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.. وهذه هى العتبة التى يقول العلماء أن احتمالية حدوث تأثيرات مناخية كارثية تزداد بشكل كبير بعدها ووافقت وقتها ما يقرب من 200 دولة على تكثيف جهودها قبل بدء كوب-27.

 

رغم ذلك، وفقا للصحيفة فإن قلة فقط من الملوثين الرئيسيين وعدوا بعمل أكثر طموحًا، وارتفعت درجة حرارة الكوكب بالفعل بمعدل 1.1 درجة مئوية وأصبحت فى طريقها للارتفاع بمقدار 2.5 درجة مئوية، أو 4.5 درجة فهرنهايت، بحلول نهاية هذا القرن، وفقًا لتقرير جديد للأمم المتحدة.

 

فى الوقت نفسه، أدت الأزمة فى أوكرانيا والمقاطعة اللاحقة للغاز الروسى إلى تعقيد التحولات الفورية بعيدًا عن الوقود الأحفورى، وتزايد الطلب على الفحم فى العديد من البلدان، مع إعادة فتح بعض المصانع الخاملة التى تعمل بالفحم.

 

وأصدرت الحكومة البريطانية تراخيص جديدة للتنقيب عن النفط فى بحر الشمال، بينما تواصل الصين والهند حرق الفحم.. وفى الولايات المتحدة نفسها، حيث تسبب ارتفاع أسعار الغاز فى مشكلة سياسية للديمقراطيين، حاول الرئيس بايدن دون جدوى حث كبار منتجى النفط فى العالم من أجل زيادة إنتاج النفط. تعليقًا على ذلك، قالت جينيفر مورجان، مبعوثة ألمانيا لشؤون المناخ: "إنها سنة صعبة للغاية.. التأثيرات تتوالى بقوة وبسرعة كبيرة، ومن الواضح أن الانبعاثات لا تسير فى الاتجاه الصحيح ولا أحد مستعد لمواجهة هذه التأثيرات".

 

مع ذلك، قدمت وكالة الطاقة الدولية بصيص أمل مؤخرًا عندما توقعت للمرة الأولى أن الطلب العالمى على كل نوع من أنواع الوقود الأحفورى سيبلغ ذروته فى المستقبل القريب ثم يتلاشى.

 

وقالت الوكالة إن أحد الأسباب الرئيسية هو أن العديد من الدول استجابت لارتفاع أسعار الوقود الأحفورى هذا العام من خلال تعزيز تبنى طاقة الرياح والطاقة الشمسية والنووية.. غير أن الكثير من التقدم المناخى يتوقف على الصين، التى تضخ الآن معظم الغازات الدفيئة من أى بلد فى الغلاف الجوى، وهو ناتج لا يُتوقع أن يبلغ ذروته لعدة سنوات أخرى حسبما قالت الصحيفة.

 

وقال السيناتور الديموقراطى عن ولاية هاواى بريان شاتز (فى تصريح خاص لـ"نيويورك تايمز"): مهما حدث فى المحادثات فى مصر، لا أحد ينكر أن قطاعات من الاقتصاد العالمى تتجه نحو الطاقة المتجددة، كما لو كانت الأموال "تطير" من أجل الطاقة النظيفة بفضل القانون الجديد فى الولايات المتحدة.

 

وأشار إلى أن الشركات فى الولايات المتحدة أعلنت عن استثمارات بقيمة 28 مليار دولار فى مجال تصنيع الطاقة النظيفة منذ أن وقع بايدن تشريع المناخ ليصبح قانونًا.