الأربعاء 15 مايو 2024 الموافق 07 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

مظهر شاهين ردا على خالد الجندي: مخالفة كلامي للعقيدة كلام فارغ وفيلم هابط

الجمعة 04/نوفمبر/2022 - 03:54 م
مظهر شاهين
مظهر شاهين

رد الدكتور مظهر شاهين، علي الشيخ خالد الجندي والدكتور هاني تمام، بعدما قالوا أن دعوته إلي عدم ربط سعر صرف الجنيه بالإيمان بالله تعالي مخالفة للعقيدة ودعوة للإلحاد 


 

وقال مظهر شاهين في بيان له: حديث البعض عن مخالفة كلامي للعقيدة  كلام فارغ وفيلم هابط، و لا علاقة لحديثه بما قلته ، فأنا تحدثت عن وجوب عدم ربط سعر صرف الجنيه بالإيمان بالله تعالي كما يزعم أحد الدعاة، وهو يتحدث  عن اسم الله "المُسَعِّر"!  ولا علاقة بين هذا وذاك.
 


ثانيا: كيف أكون قد  خالفت العقيدة حين  قلتُ أن القوة الاقتصادية لها أسبابها التي ليس من بينها الإيمان أو الكفر ؟ أم أنكم تهربون من أصل الموضوع حين عجزتم عن الرد بالعلم والحجة؟

 

ثالثا: حكمك ياصاحب المجلس علي  المخالفين لك في الرأي بمخالفة العقيدة والدعوة إلي الإلحاد  علي أساس أنك تمثل العقيدة وحدك ، إرهاب فكري لا يهز شعرة في رأسنا، و سقطة لا يليق بأزهري مثلك أن يسقط فيها.

 

رابعا: من يزعم أن سعر صرف العملة مرتبط بالعقيدة، ويتهم من يخالفه الرأي بمخالفة العقيدة حين يدعو الناس إلي الأخذ بأسباب القوة الاقتصادية، فإنه بحاجة إلي أن يتعلم من جديد.

 

خامسا: إعلم يا صاحب البرنامج أن سنن الله الكونية تسير وفق منهج إلهي محكم ينطق بالعدل  والمساواة، وليس وفق الهوي ومجالس الأنس :

 

سادسا: كلامك بأن سعر صرف الجنيه مرتبط بالإيمان بالله كلام هزلي واتهام للشعوب صاحبة العملات الرخيصة بأن إيمانها متدني، وهذا كلام عبثي واتهام باطل ومرفوض:

 

سابعا: كلامكم عن اسم الله "المسعر"  حق أريد به باطل، وهو كلام سطحي، ينم عن قلة الوعي بضرورة ما يجب فهمه من هذا الاسم من وجوب الأخذ بالأسباب، إذ هل معني أن من أسماء الله تعالي  "المُغْني" أنه عز وجل يغني الناس بدون الأخذ بالأسباب؟ وهل معني أن من أسماء الله تعالي "الرزاق" أنه تعالي يرزق الناس بدون سعي وعمل؟ 

 

ثامنا: كلامكم عن الاقتصاد بهذه الطريقة الهزلية يضر بالقضية، ويحمل علي وجوه قبيحة،  أقلها أنك تتاجر بالدين  من أجل أهداف بعينها، وهذا الأمر له مخاطره التي لا تغيب عن عاقل.
 


أضاف مظهر شاهين في البيان: "بلاش شغل الغلوشة ده يا مولانا صاحب المجلس والبرنامج، وبلاش تستخبي خلف أحد  لترميني بسهم غيرك من السادة العلماء الأفاضل الذي أشهد له بحسن الأدب  وتورطه في قضية هو ليس طرفا فيها لشئ في نفسك تَعْلَمُهُ وأَعْلَمُه ، هروبا من المواجهة  بالعلم كعادتك!! تحلي بالشجاعة وكن أنت في مواجهتي بالعلم وليس بالهمبكة ، وأذكرك بأن أصل الخلاف بيننا  ليس حول أن الله هو المُسَعِّر كما تحاول أن تدعي، إحنا خلافنا حول دعوتك  إلي  وجوب عدم ربط سعر صرف الجنيه بالدولار والذهب وإنما بالإيمان بالله تعالي، واللي أنا قلت عليه كلام فاضي، ركز معايا  يا مولانا الفاضل ربنا يكرمك".

 

تابع: "أما موضوع أن الله تعالي هو المُسَعِّر الذي تحاول أن تجعل منه مخرجا من "الزنقة السودة" اللي زنقت نفسك فيها لما قلت نربط سعر الصرف بالإيمان بالله تعالي، فهو حق أريد به باطل، وأنا سأقطع عليك طريق المزايدة كعادتك، وأقول :إننا مؤمنون بأسماء الله تعالي وبصفاته العلية، وبأن كل شئ بيد الله تعالي ، ولكن يجب أن لا نفصل بين إيماننا بأسماء الله تعالي وبين وجوب الأخذ بالأسباب، ونفهم أن اسم الله تعالي  "المُسَعِّر" هنا إنما يكون بناء علي أسباب اقتصادية وسنن كونية لا تتغير ولا تتبدل ولا علاقة لها بالإيمان أو الكفر كما تزعم أنت، وإنما بالأسباب والمقدمات ، فمن جَدَّ وَجَد ومن زرعَ حصَد، (اللي يزرع وياخد بالأسباب ويراعي زرعه هيحصد الثمار حتي لو كان كافرا، واللي هينام ويتكاسل لن يفلح زرعه حتي وإن كان إمام الحرمين)، وأن اسم الله "الشافي" لا ينفصل عن التداوي وطلب العلاج والأخذ بأسباب الشفاء ، مستحضرين قول الله تعالي لسيدنا أيوب عليه السلام {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}، وإلا فكيف نفهم قول الله تعالي:﴿وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ﴾، وقوله تعالي : ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا﴾ .


وقوله : ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ ﴾، و قول رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ مِنَ المؤمنِ الضَّعيفِ وفي كلٍّ خيرٌ. احْرِصْ على ما يَنفعُكَ، واسْتَعنْ باللهِ ولا تَعجزْ)، وقوله :(إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ)  .
 


وهنا ندرك الفارق الكبير والعميق بين فهمكم الضيق ووعيكم القاصر لما تشير إليه أسماء الله تعالي, وبين عظمة فهم ووعي قيادتنا السياسية الواعية لها ، حين لم يعتمد  علي معني اسم الله "النصير"  علي طريقتكم ،  وإنما فهمته فهما حقيقيا أدركت معه ضرورة الأخذ بأسباب النصر فقامت بتسليح الجيش المصري بأكبر وأحدث الأسلحة من طائرات وغواصات وفرقاطات ومعدات حربية، فجمعت سيادتها بين الإيمان بالله وبأسمائه وصفاته العليَّة وبين الأخذ بالأسباب ، وهذا ما ينبغي أن نسير عليه في فهمنا لمعاني ومرامي أسماء الله تعالي.
 


 


أردف: إن معني قوله صلي الله عليه وسلم في الحديث "المُسَعِّر هُو الله" لا ينبغي أن يُفهم إلا في إطار أن  التسعير عنده سبحانه وتعالي قائم علي أسباب اقتصادية ليس من بينها أن فلانا مؤمن وفلانا كافر، فالله سبحانه يعطي الدنيا لمن أخذ بالأسباب فيها، وجعل سبحانه لكل شئ سببا "فأتبع سببا" "ثم أتبع سببا" والإيمان أوالكفر ليس من بين الأسباب التي يقوم عليها الاقتصاد في أي زمان أو مكان، فقد قص علينا القرآن أن من بين الأنبياء والمؤمنين من أوتي ملكا عظيما كسيدنا سليمان عليه السلام، وذي القرنين، ومن الطغاة كذلك من أوتي ملكا عظيما  مثل النمرود و بُخْتَنَصَّر ، و لسبب آخر وهو أن  الله سبحانه هو العدل ، وعدله سبحانه يقتضي أن من جدَّ وجد، ومن زرع حصد، بغض النظر عن إيمانه أو كفره، ولو ارتبط الاقتصاد بالإيمان لصرنا أغني الدول، فها هي المساجد عامرة بالمصلين، وها هم الحجاج والمعتمرون والمتصدقون والمسبحون والذاكرون بالملايين، ومع ذلك انخفض سعر الجنيه ، الأمر الذي يؤكد أن أسباب تغير سعر الصرف اقتصادية وليست عقدية أو إيمانية كما تزعم.



تابع: إن العلاقة بين سعر الصرف والدولار قائمة علي أسباب منها: العمل والإتقان والمنافسة والإنتاج والاكتفاء الذاتي والتصدير و ازدهار السياحة والتحويلات من الخارج ، وغير ذلك من الأسباب الاقتصادية المعروفه، وأن الإيمان إنما يدفعنا الي التوكل علي الله تعالي حق التوكل و الأخذ بأسباب القوة بكل أشكالها وأنواعها، ومنها القوة الاقتصادية ، تطبيقا لقوله تعالي: " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍۢ" ، وأننا لو طبقنا الإيمان لاجتهدنا في العمل وحققنا زيادة في الإنتاج، ولو أتقنا العمل لحققنا المنافسة التي   تمكننا من زيادة الصادرات والتي تجلب العملات الصعبة، التي تؤثر قطعا علي الاقتصاد وسعر الصرف  ، لا أن نقول إن سعر الصرف مرتبط بالايمان وكأننا إذا اجتهدنا في الصلاة والصيام سوف يرتفع سعر الجنيه مثلا!".

 



واختتم حديثه ،أطالب الشعب بمزيد من العمل والإنتاج والأخذ بأسباب القوة الاقتصادية، ومحاربة كافة أشكال الفساد، والوقوف مع الدولة المصرية، ودعم مؤسساتها الوطنية، وعدم عرقلة مسيرة الاستقرار، وإن شاء الله تعالي القادم سوف يكون أفضل بالعمل والصدق والجد والاستقرار.