السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

"رحل ليبقى".. 52 عامًا على رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

الأربعاء 28/سبتمبر/2022 - 10:17 ص
جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

فى مثل هذا اليوم 28 سبتمبر عام 1970 تحل ذكرى وفاة زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر ، هو ثاني رؤساء مصر وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952 . 

 

"رحل ليبقى".. 52 عامًا على رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر

 

ولد جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918 بحى باكوس بالإسكندرية قبيل أحداث ثورة 1919 في مصر وهو من أسرة صعيدية حيث ولد والده في قرية بني مر في محافظة أسيوط. 

 

إلتحق جمال عبد الناصر بالقسم الداخلي في مدرسة حلوان الثانوية وقضى بها عاما واحدا، ثم نقل في العام التالي (1930) إلى مدرسة رأس التين بالإسكندرية بعد أن إنتقل والده للعمل في الخدمة البريدية هناك وقد بدأ نشاطه السياسي حينها، حيث رأى مظاهرة في ميدان المنشية بالإسكندرية وإنضم إليها دون أن يعلم مطالبها وقد علم بعد ذلك أن هذا الإحتجاج كان من تنظيم جمعية مصر الفتاة، وكان هذا الإحتجاج يندد بالإستعمار الإنجليزي في مصر، وألقي القبض عليه وأحتجز لمدة ليلة واحدة قبل أن يخرجه والده. 

 

تطور نشاط جمال عبد الناصر السياسي أكثر طوال سنوات مدرسته، حيث أنه لم يحضر سوى 45 يوماً أثناء سنته الأخيرة في المدرسة الثانوية، وإعترض بشدة على المعاهدة البريطانية المصرية لسنة 1936، التي تنص على إستمرار وجود قوات عسكرية بريطانية في البلاد، وقد أيدت القوات السياسية في مصر هذه المعاهدة بالإجماع تقريبا، ونتيجة لذلك إنخفضت الإضطرابات السياسية في مصر بشكل كبير، وإستأنف عبد الناصر دراسته في مدرسة النهضة حتى حصل على شهادة التخرج.

 

 تقدم جمال عبد الناصر إلى الكلية الحربية عام 1937 ، ولم يتم قبوله فى البداية بسبب نشاطه السياسى فى ذلك الوقت، فإلتحق بكلية الحقوق في جامعة الملك فؤاد جامعة القاهرة حالياً لكنه إستقال بعد فصل دراسي واحد وأعاد تقديم طلب الإنضمام إلى الكلية العسكرية وإستطاع عبد الناصر مقابلة وزير الحربية إبراهيم خيرى باشا وطلب مساعدته فوافق على إنضمامه للكلية العسكرية في مارس 1937 ركز ناصر على حياته العسكرية منذ ذلك الحين، وأصبح يتصل بعائلته قليلا ثم إلتقى بعبد الحكيم عامر وأنور السادات، وكلاهما أصبحا مساعدين هامين له خلال فترة رئاسته. تخرج من الكلية العسكرية في شهر يوليو 1937 و ترقي إلى رتبة ملازم ثان في سلاح المشاة. 

 

بعد قبوله في كلية الأركان العامة بدأ بتشكيل مجموعة تكونت من ضباط الجيش الشباب الذين يملكون مشاعر القومية القوية، و ظل على إتصال مع أعضاء المجموعة من خلال عبد الحكيم عامر، وواصل البحث عن الضباط المهتمين بالأمر في مختلف فروع القوات المسلحة المصرية. 

 

كانت أول معركة له في فلسطين خلال الحرب العربية الإسرائيلية سنة 1948 حيث أرسل الملك فاروق الجيش المصري إلى فلسطين فى مايو 1948 وخدم ناصر في كتيبة المشاة السادسة وفى عام 1949 قام بتنظيم اللجنة التاسيسية للضباط الأحرار وإعتمد الفريق أسم "حركة الضباط الأحرار وتألفت من أربعة عشر رجلاً من مختلف الخلفيات السياسية والإجتماعية. في 23 يوليو 1952 قام التنظيم بثورة ونجح من خلالها في السيطرة على الأمور و على المرافق الحيوية في البلاد وأذاع البيان الأول «للثورة» بصوت أنور السادات وأجبرت الحركة الملك على التنازل عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952. 

 

في 26 يوليو 1956، قدم ناصر خطابا في الإسكندرية أعلن فيه تأميم شركة قناة السويس كوسيلة لتمويل مشروع سد أسوان في ضوء إنسحاب القوات البريطانية الأمريكية ووسط حديثه ندد ناصر بالإمبريالية البريطانية في مصر والسيطرة البريطانية على أرباح شركة القناة، وتمسك بحق الشعب المصري في السيادة على الممر المائي. 

 

أعلن فى 9 يونيو 1967 خطابا للشعب يعلن فيه تنحيه عن رئاسة الجمهورية وذلك بسبب نكسة 67 ، إلا أنه تراجع عنها فى اليوم التالى بعد خروج ملايين الناس للتظاهر رفضاً لتنحيه وعن الإصلاحات المحلية والتغييرات الحكومية فقد عين ناصر نفسه رئيسا للوزراء وقائدا أعلى للقوات المسلحة في 19 يونيو 1967 كمنصبين إضافيين. يوم 30 مارس، أعلن ناصر بيانًا ينص على استعادة الحريات المدنية وزيادة إستقلال البرلمان عن السلطة التنفيذية ، وشمل البيان بعض التغييرات الهيكلية الرئيسية الأخرى، حيث شنت حملة لتخليص الحكومة من العناصر الفاسدة، ووافق إستفتاء شعبي على التدابير المقترحة لاحقًا. بدأ عبد الناصر حرب الاستنزاف فى يناير 1968 لإستعادة الأراضي التي إحتلتها إسرائيل وقد أمر بشن هجمات ضد مواقع إسرائيلية شرق قناة السويس ثم حاصر القناة وبعد إنتهاء مؤتمر القمة يوم 28 سبتمبر 1970، عانى ناصر من نوبة قلبية. 

ونقل على الفور إلى منزله، حيث فحصه الأطباء، ثم توفي ناصر بعد عدة ساعات، و كان السبب المرجح لوفاته هو تصلب الشرايين، والدوالي، والمضاعفات من مرض السكري منذ فترة طويلة ، ولم يكن الجمهور على دراية بحالته الصحية، و بعد الإعلان عن وفاة عبد الناصر عمت حالة من الصدمة في مصر والوطن العربي ، ثم خرجت مسيرات بعشرات الآلاف تحمل نعوشاً رمزية لجسد عبد الناصر فى مختلف مناحى الأمة العربية من الخليج إلى المحيط ، كما أن هناك رؤساء دول بكوا فى جنازة القائد الراحل على الهواء وأمام الملايين بعد أن رحل الزعيم الذى سخر حياته لنصرة العرب وتوحيد كلمتهم ورفع راية القومية العربية.