الجمعة 03 مايو 2024 الموافق 24 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

الحلقة الثانية من سلسلة "حكايتى فى قطر" لـ "نبيل مصطفى".. عملت فى "المصرى اليوم" و"اليوم السابع".. وشاركت فى ثورة 30 يونيو.. والإخوان أبلغونى بحرق محافظة الدقهلية قبلها بساعتين

الجمعة 20/نوفمبر/2020 - 01:05 م
الإعلامى نبيل مصطفى
الإعلامى نبيل مصطفى

كنتُ شديد العداء للإخوان أثناء وجودي في مصر قبل وبعد 25 يناير 2011، وخرجتُ في 30 يونيو 2013 مطالبًا برحيل "محمد مرسي" وحكم المرشد، وكنتُ أجاهر بعدائي للإخوان. 

بعد أحداث يناير 2011 في مصر، انخدع الكثيرون في الإخوان المتأسلمين بسبب كلامهم المعسول وتلاعبهم على أوتار التدين في قلوب البسطاء والجهلاء وأنصاف المتعلمين، أما أنا فلم أنخدع فيهم أبدًا.



كنت قبل سفري إلي قطر اعمل كمدير للتوزيع بالعديد من الصحف والمجلات فقد عملت مديرا للطباعة والتوزيع بجريدة "البديل" التى كان يرأس تحريرها الدكتور محمد السيد سعيد رحمه الله، ثم تولى خالد البلشي رئاسة التحرير، كما عملت مديرا للتوزيع بجريدة "اليوم السابع"، كما عملت مديرًا عامًا للطباعة والتوزيع بصحيفة "المصري اليوم" فيما بين عاميْ 2011 و2012، ثم انشأت شركة لاصدار مجلة "زفاف" فى أواخر 2012 .



قبل يناير 2011، كنتُ أعمل مديرًا للتوزيع في جريدة رياضية باسم "شووت"، وهى جريدة مملوكة للكابتن "أحمد حسام (ميدو)" يديرها شقيقه وكان يرأس تحرير الجريدة "محمد شبانة"، أتى لي أحد العاملين معى وقد حلق لحيته واستبدلها باللحية الصغيرة التي نعتاد تسميتها (بالسكسوكة) وقال لي: "إيه رأيك في النيولوك ده؟"، وسألني "هتنزل يوم 25 يناير؟"، أجبته: "لا مش هنزل"، فردّ: "تابع الأخبار"، أخبرتُه أني أتابع الأنباء على مواقع "العربية والحدث والمصري اليوم واليوم السابع"؛ فقال: "ابقى تابع موقع رصد"، قلت: "بتاع خيرت الشاطر؟ ده موقع إخواني وأنا لا اتصفح مواقع الإخوان!"، ثم أكّد أن كل شيء سيتغير بعد 25 يناير، لم أصدقه واعتبرتُ ذلك مبالغةً منه.

في اليوم التالي جاء لزيارتى في الجريدة مراسل صحفي كان يعمل معى فى إحدى الصحف من قبل ومعروف بأنه إخواني ولكنه اعتاد زيارتي بين الحين والآخر، كان يعمل مراسلًا في محافظة الدقهلية، تعجبتُ للغاية من اتباعه ذات مظهر (السكسوكة) وقال لي الجملة ذاتها (إيه رأيك في النيو لوك ده؟)، سارعته بالرد: "هي تعليمات ولا إيه؟ كلكم حالقين نفس الحَلقة؟" فضحك دون أي رد. 

بعد انتهاء أحداث جمعة الغضب في 28 يناير 2011، اتصل بى هذا المراسل وأكّد لي أن مبنى محافظة  الدقهلية سيحترق (بعد ساعتين)، فتعجَّبتُ كيف علِم بالحريق قبل وقوعه بساعتين. 

هكذا عرفتُ أن لدى الإخوان وسائل تواصل لا يعرفها غيرهم، يتم من خلالها إرسال التعليمات إليهم فيستخدمون المصطلحات نفسها في الوقت نفسه، ويتلقون من خلالها الأوامر بتنفيذ عمليات محددة، قد تكون هذه الوسائل هى صحف أو قنوات تليفزيونية أو وكالات أنباء بحيث تُرسَل التعليمات إليهم بشفرات محددة لا يعرفها غيرهم، كانوا يتحركون بالطريقة ذاتها من خلال تعليمات يتلقونها عبر شبكة "رصد" .

كان أحد اصدقائى قد أكد لي أن البذرة الأولى للثورة كانت (الألتراس)، وأكَّد أن قوات الأمن المصرية لم تنتبه لهذه الجموع المُدرَّبة على التجمع والحشد والتظاهر وإنهاك الشرطة، وأضاف أن هذه الحشود كانت التجارب الفعلية لتحريك حشود الجماهير، لكني لم أدرك حقيقة هذا الكلام إلا بعد إسقاط "مرسي" والإخوان، وبعدما اتضح دور "خيرت الشاطر" في تحريك مجموعات (الألتراس) وتمويلهم، لكن حتى فبراير 2011 لم تكن مقاصد الإخوان المتأسلمين قد اتضحت لغالبية الناس .

أثناء انتخابات الرئاسة المصرية في 2012 سألنى شيخ المسجد الذي أصلى فيه بحى المطرية (حتنتخب مين؟) قلت له (عارف أبليس؟) قال نعم قلت (لو أبليس رشح نفسه في الانتخابات حانتخبة ولن انتخب أي إخواني) لان أبليس لم يكذب أما الإخوان فكاذبون ومتاجرون بالدين فهم اسوأ من أبليس .