الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

يأكلها تمساح ولا ياخدها فلاح.. أحد أقارب قتيل الشرقية يروي تفاصيل مقتل شاب بسبب خطبته لعرباوية

الخميس 28/يوليو/2022 - 01:28 ص
مصر تايمز

شهدت عزبة "الخمايرة" التابعة لقرية سماكين الشرق بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية، حادثا مآساويا، إذ أقبل شابين بمساعدة آخرين، على إنهاء حياة آخر، بسبب تقدمه لخطبة شقيقتهما، وأردوه قتيلا.


روى أحد أصدقاء الشاب الضحية "محمد بدران" والذي رفض ذكر اسمه، في تصريح لـ"مصر تايمز"، أنه يعمل سائق مع القتيل منذ سنوات عديدة، في مدينة شرم الشيخ بجنوب سيناء، ويأتون لزيارة أهلهم وذويهم على فترات متباعدة في قريتهم بالحسينية.

 


وأوضح أن "محمد" الضحية والذي يبلغ من العمر نحو 32 عام، صديقا له ومن أفراد عائلته، كانا مقربان للحد الذي يتبادلان أسرارهما وحفيظة نفسيهما، لافتا إلى أنه روى له أنه كان يحب فتاة من البدو "العرب"، والتي كانت تقيم مع أسرتها في عزبة مجاورة لعزبتهم "السبيل"، بلغت قصة حبهما مسامع الجميع في القرية وربما العزب المجاورة، والتي بدأت منذ 3 سنوات، حتى يوم الحادث.


وأضاف الصديق الذي رفض ذكر اسمه، حاملا بيده أيات من القرآن الكريم، في كتيبات صغيرة كان قد طبعها الشباب أصدقاء الضحية رحمة لروحه، والحزن يعتصر قلبه، بجوار قبر صديقه الراحل، أن الفقيد راح ضحية الحب والرغبة في الزواج على سنة الله ورسوله.


متابعا: "نصيبه اتعرف على بنت "عرباوية" من البدو، منذ 3 سنوات وتقدم لخطبتها إلا أن أشقائها الذكور رفضوه، حاول الامتناع عنها إلا أنهما كانا متعلقان ببعضهما، فضلا عن علم والدتها ورغبتها في اتمام الزيجة، معلقا: "هما كانوا عاوزين يزوجوها من البدو وتحديدا ابن عمها، وهي كانت رافضة وبتحب محمد الله يرحمه".. حسب تعليقه.


أردف صديق الضحية قائلا: "كانوا بيتكلموا في التليفون ونادرا كانا يتقابلان في العزبة التي تقيم بها، لافتا إلى اشتياط أشقائها وأقاربها غضبا كلما وصلت لمسامعهم اللقاء بين الحبيبين، مضيفا: "هما مش عاوزين يزوجوا بناتهم من غير العرب وبيقولوا ما بناخدش من الفلاحين".. حسب قوله.


وعن يوم الواقعة قال صديق الضحية: كنا قد أتينا إلى بلدتنا قبيل العيد لنسلم على أحد أقاربها الذي أتى من سفر طال لمدة 5 سنوات في الكويت، ولم تدم إقامتنا بين أهلنا أكثر من 15 يوم، وكنا نستعد للسفر لشرم الشيخ، فهناك أكل عيشنا ومصدر رزقنا.. حسب قوله.


وتابع: "كنا مع بعض أنا ومحمد وبعض اصدقائنا، وكان محمد على غير عادته، لاحظت تغيرا عليه، لا أستطيع وصفه سوى بقول واحد أنه إنسان يستعد للموت ويودع الجميع بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أنه كان يحمل مبلغا مالي كما أنه تلقى اتصالات تليفونية كثيرة، موضحا أن الاتصالات كانت من الفتاة حبيبته، تدعوه للذهاب للقائها، خاصة أنهما لم يتقابلا منذ شهور عديدة وربما عام ونصف، وكانت يعتمدان على الحديث تليفونيا".


وأشار صديق الضحية إلى أنه نصحه بعدم الذهاب للقائها خاصة أن أخوتها كانوا قد أرسلوا له تهديدا قبل عام بأنه لو زار عزبتهم التي تقيم فيها حبيبته للقائها لقتلوه، معلقا: "متخيلش إنهم بيتكلموا جد ويقتلوه، كان فاكرهم بيقولوا كلام تخويف".. حسب قوله .


وأضاف: “كنا قد أنهينا السهرة حوالي بعد الساعة 11 مساء، وأكد محمد علي إنه راجع بيته، ولكن بعد وقت يصل لنحو ساعة، تلقيت اتصال هاتفي من رقمه الشخصي، سمعت فيه صراخ محمد، وأن حد بيتهمه بسرقة مواشي من الأرض، وبعدها أصوات مشاجرة، وبعدها سمعت استغاثة من صديقي، ثم انقطع الاتصال تماما”.


وقال، إنه تلقى اتصالا من أحد البدو يطالبه بالذهاب لعزبتهم لأخذ محمد الضحية، لافتا إلى أنه وجده غارقا في دمائه في حالة موت، ونقلوه إلى المستشفى ليبقى في غرفة الرعاية المركزة لنحو 4 أيام، ثم يفارق الحياة بعدها.


ويختتم الصديق الذي رفض ذكر اسمه، أنه حزينا على مقتل صديقه بهذه الطريقة البشعة، وآسفا على قدومه في أجازة العيد من شرم الشيخ، مؤكدا على أن الحب سبب قتله، خاصة وأنه كان ذاهبا لحبيبته للقائها لأن كل السبل تعذرت للجمع بينهما وحال أشقائها بينهما ومنعا الزواج، وعندما ألحت عليه للذهاب لها، كان قد أخذ معه مبلغ ألفين جنيه يعطيها إياها عيدية لشراء ملابس لها، ثم راح ضحيتها وضحية جهالة أخويها وأقاربها.


وكان رجال أمن مركز الحسينية ألقت القبض على المتهمين بقتل الشاب، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 12654 جنح مركز شرطة الحسينية لسنة 2022، وبالعرض على جهات التحقيق في مركز شرطة الحسينية، قررت نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي في مدينة الزقازيق؛، لتشريحها من قِبل طبيب شرعي وبيان سبب الوفاة، وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية، قبل أن تقرر حبس المتهمين على ذمة التحقيقات لمدة 4 أيام بتهمة القتل العمد.


وأصدر قاضي المعارضات في محكمة الحسينية الجزئية بمحافظة الشرقية، قرارًا بتجديد حبس شخصين لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، على خلفية اتهامهما بالاشتراك في الاعتداء على شاب ضربا حتى فارق الحياة متأثرا بجراحه، لرفضهما إياه وزواجه من شقيقتهما بعزبة الخمايرة بالشرقية.


وكان مستشفى الحسينية المركزي، قد استقبل المجني عليه محمد أحمد بدران، 23 عامًا، يعمل سائق في مدينة شرم الشيخ، مُقيم في إحدى العزب التابعة لنطاق ودائرة مركز شرطة الحسينية، مصابًا بـكسر في قاع الجمجمة ونزيف داخلي بالمخ، وتوفي بعد نحو 4 أيام من إصابته.


توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة كلًا من المتهمين: محمد. ن. ال. ن، 30 عامًا، فلاح، ومحمود ن س س، 28 عامًا، حارس مزرعة، وأنهما قد تعديا بالعصي على المجني عليه مُحدثين الإصابات التي أودت بحياته، فيما تبين حدوث الواقعة، بسبب رفضهما زواج المجني عليه من شقيقة المتهم الأول، وجرى ضبط المتهمين، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 12654 جنح مركز شرطة الحسينية لسنة 2022، وبالعرض على جهات التحقيق؛ وُجهت للمتهمين تهمة القتل العمد، وقررت حبسهما على ذمة التحقيقات.