الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

على عمق 5 أمتار تحت الأرض.. أسرار لا تعرفها عن كنيسة الأنبا قلته الطبيب بقرية ريفا بأسيوط

الجمعة 22/يوليو/2022 - 07:19 م
مصر تايمز

على بعد ٥ أمتار ونصف تحت الأرض تقع كنيسة الأنبا قلته الطبيب بقرية ريفا التابعة لمركز أسيوط، تبعد الكنيسة عن مدينة أسيوط بحوالي ١٧كم وعن دير السيدة العذراء بدرنكة والذي يعد أحد مسارات رحلة العائلة المقدسة، بحوالي ٤ كم.


للوصول للكنيسة قد استقلينا سيارة أجرة من موقف الشادر بأسيوط متوجهين الى قرية ريفا بمرورا فى الطريق نجد دير السيدة العذراء بدرنكة على بعد حوالى ٢ كيلو متر من بوابة الدير وصلنا إلى مدخل القرية وسيرا بالسيارة داخل القرية بحوالى ٢ كم اخرين وصلنا إلى موقف السيارات أذا بنا نسال احد المارة أين هى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل فيشير لنا إلى احد الشوارع القصيرة متوسطة الحجم يصل بنا إلى كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل، وبدخولنا من بوابة الكنيسة نجد عدد من الخدام يستقبلنا ويرحبون بنا وبسالنا عن كنيسة الأنبا قلته الطبيب الأثرية اذا بأحدى الخامات ترشدنا إلى الكنيسة وهى تبعد عن الكنيسة الحديثة حوالي ٣٠٠ متر، تبدا جولتنا في القرية بشارع متوسط الحجم إلى أن نصل إلى عدد من الحارات الصغير الضيقة جدا تتراص فيه المنازل جنبا إلى جنب وفى نهاية جولتنا نصل إلى حارة صغيرة بعض منازلها قديمه جدا مشيدة من الطوب اللبن والبعض الاخر حديثة من الاسمنت في نهايتها بوابة حديدية مفتوحة.


ها نحن اذا امام بوابة كنيسة الأنبا قلته الطبيب تغلق على ساحة صغير على جانبها الايمن سلم أرضي تم ترميمه حديثا من الرخام يصل إلى الكنيسة الأثرية التى تقع على بعد حوالي ٥ أمتار ونصف تحت الأرض.


وبدخولنا الكنيسة استقبلنا القس تكلا رزق فرج راعي كنيستى الأنبا قلته الطبيب الأثرية ورئيس الملائكة ميخائيل لنتجول داخل الكنيسة اذا بنا نجد بئر مياة قديم أثري يبلغ عمقه حوالي ١٢ متر تحت الأرض وبتقدمنا خطوة للأمام نجد اللقان الأثري المقدس وهو عبارة عن حفر في الأرض يشبه الأناء كان يستخدم في الصلاة قديما مغطى بطبقة من الزجاج لحمايته.


 ويقول القس تكلا رزق فرج ، إن كنيسة الأنبا قلته الطبيب الأثرية بقرية ريفا ترجع إلى القرن الرابع الميلادي تبعد عن دير السيدة العذراء بدرنكة بحوالي ٤ كم وعن مدينة أسيوط بحوالي ١٧ كم، منوها بأن يوجد على مستوى الجمهورية كنيستين فقط تحملان اسم الأنبا قلته الطبيب احدهما هنا في قرية ريفا بمحافظة أسيوط والأخرى بشندويل بمحافظة سوهاج.


ويشير القس تكلا إلى أن الكنيسة الأثرية بقرية ريفا تقع على عمق حوالي ٥ أمتار ونصف تحت الأرض وهى تعد من كنائس السراديب، وكان يبربطها قديما بدير الراهبات سرداب صغير كان يستخدمه راهبات الدير للفرار من الهجوم ،منوها بأن ذلك السرداب لم يتبقى منه شئ الان ودفن.


ويوضح الكاهن أن الكنيسة تتضم مذبح أثري يرجع للقرن الرابع الميلادي من الناحية الشرقية له يوجد بئر صغير جدا كان يخرج منه سائل أبيض يشبة اللبن يتشفع به المؤمنين للشفاء منوها بأن ذلك السائل جف الأن ولا يخرج منذ فترة كبيرة بسبب أن احد زوار الدير أخذ من ذلك السائل وقام بأعطاءه لأحد الافراد بمقابل مادى ، أما الضفة الاخرى من المذبح يوجد عليها  تصميم لشكل العقرب والثعبان ،موضحا أن رغم طبيعة القرية الجبلية وقربها من جبل أسيوط الغربي قد يتواجد بالجبل زواحف ولكن تمتاز القرية بعدم وجود أى من تلك الزواحف بها نهائيا نتيجة وجود تلك التصاميم على مذبح الكنيسة، مشيرا إلى أن ياتى اليها اهالى القرى المجاورة مسلمين وأقباط للأخذ من مياة البئر الأثري لوضعه بمنازلهم لرصد تلك الزواحف، مؤكدا على أن الكنيسة مشيدة فوق حجر أخر اتخذ كأثاث لها به نفس التصاميم الثعبان والعقرب، وتعرف الكنيسة بين الأوساط بكنيسة الشهيد.


ويتابع راعي الكنيسة حديثه قائلا إن بحصنها بئر أثري يبلغ عمقه حوالي ١٢ كم تحت الأرض مياة تلك البئر ثابته لا تقل ولا تزيد على مر الزمان، موضحا أنها زادت مرة واحد فقط عند زيارة شخصا كفيف للكنيسة كان لا يستطيع الوصول اليها للتبرك  ولكنه فوجاء الكفيف بأن زادت المياة  واستطاع  الوصول اليها ، مشيرا إلى أن من قص عليه تلك المعجزة هو أبن الكفيف وقال له " والدي جلس وحيدا بالكنيسة يبكي فسمع صوت المياة داخل البئر تزداد وتعلو إلى أن وصلت إلى حد استطاع أن ياخذ منها للتبرك وشفيا والدى وعاد له بصره".


أما عن تسمية الكنيسة على ذلك الأسم فيروى القس تكلا أن عشيرة التلميذ ماجي تلميذ القديس تكلا كانت تقيم بمنطقة قريبة من قرية ريفا ولذلك اوصى قلته تلميذه أن يأخذ من دمه بعد الاستشهاد ويضعه بالبئر و يشيد الكنيسة على اسمه ، منوها بأن اختلاط مياة البئر بدم القديس فهو تقليد شفاهي وليس كتابي تم استلامه من القرن السادس عشر .


ويلفت القس تكلا إلى أن ححاب الكنيسة مصنوع من الخشب المطعم بالعاج وتتكون زخرفته من وحدات مضلعة يتوسطعا صلبان تم ترميمه مرة أخرى.


ويؤكد الكاهن أن بالكنيسة أيقونة أثرية متواجده عند المدخل ذكرها المقريزي في كتابه قائلا إنها تعد من أقدم الأيقونات في القطر المصري ترجع إلى عام ١٤٩٣ أى القرن الخامس عشر فهي تصميم للقديس الأنبا قلته الطبيب ويحمل طفلا مريض تجاوره أخته ديديانا ووالدة المريض يوجد بأسفل الأيقونة ايضا تصميم يشبه الهون ( المدق) وكان يستخدمه القديس في طحن وخلط الاعشاب لعلاج المرضى وبيده ايضا صندوق ليضع بداخله تلك الأعشاب ، وبجوار ذلك المدق يوجد تصميم لدابة "بغلة" صغير كان يستخدمها هيرقلامون والد القديس في الخدمة منوها بأن اعلى تلك الايقونة يوجد عدد من الخرائط الطبية كان يستخدمها قلته في خلط الاعشاب للعلاج.


ويستكمل القس حديثه قائلا أن الكنيسة ايضا تضم أيقونة أثرية اخري صغيرة مرسوم داخلها الأنبا قلته الطبيب في يده صندوق الأعشاب الذي كان يستخدمه في علاج المرضى وبجانبه عصا وهى ترمز للكهنوت مشيرا إلى أن القديس يعد كاهنا بتولي.


ويضيف الكاهن أن الكنيسة الأثرية تحدث عنها المقريزي من ضمن الكنائس التى قام بحصرها بجبل أسيوط منها دير درنكة وكنائس دير ريفا، مشيرا إلى أن تم ترميم الكنيسة مرتين احدهما في الثمانينات عام ٨٤ تقريبا والاخرى مع نهاية ١٩٩٩ وبداية عام ٢٠٠٠ ادى ذلك الترميم إلى تلف بعد اجزاء المذبح ولكن تم استدعاء فريق ترميم مختص من القاهرة لترميمه واعادته على حالته.


وينوه القس تكلا بأن الكنيسة الأثرية يقام بها الصلوات والقداسات يوميا وتفتح أبوابها لاستقبال الزوار طوال الأسبوع، موضحا أن تقيم الكنيسة احتفالاتها بعيد التكريس في يوم ٢٣ هاتور الموافق ٢ ديسمبر وعيد استشهاد شفيعها في يوم ٢٤ بشنس.


أما عن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل الحديثة فيذكر الكاهن أن تلك الكنيسة شيدت عام ١٩١١م في عهد نيافة الأنبا مكاريوس أسقف أسيوط المتنيح، مشيرا إلى أن تم هدمها واعادة بناءها فى ٢٠١٠م ، وهي تتكون من  ٣ طوابق الاول يحمل اسم الملاك ميخائيل والثانى العذراء والثالث يضم قاعة وفصول لمدارس الأحد الصباحية ، منوها بأن تقع الكنيسة الحديثة بالقرية على بعد حوالي ٣٠٠ متر من كنيسة الأنبا قلته الأثرية.

القرية فى سطور

تقع قرية ريفا على بعد حوالى 10 كيلو مترا يحدها من الشمال قرية  درنكة، ومن الجنوب قرية ابو حارث التابعة لمركز أبوتيج، ومن الشرق قرية موشا، ومن الغرب الجبل الغربي، ويبلغ تعداد سكانها حوالى 22974 نسمة تقريبًا.