الجمعة 29 مارس 2024 الموافق 19 رمضان 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

وزير الري يحذر من زيادة الهجرة الغير شرعية لندرة المياه وغرق المناطق الساحلية

الخميس 30/يونيو/2022 - 09:20 ص
جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

التقى الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى بسمو الأمير خايما دي بوربون مبعوث مملكة هولندا للمناخ ، بحضور السفير هان ماورتس سفير هولندا بالقاهرة والوفد المرافق لسيادتهما ، وذلك لبحث الفعاليات الخاصة بالمياه ضمن برنامج رئاسة مؤتمر المناخ القادم.

 

وزير الري يحذر من زيادة الهجرة الغير شرعية لندرة المياه وغرق المناطق الساحلية

 

ورحب الدكتور عبد العاطى بالمبعوث الهولندي للمناخ ، مشيداً بالتعاون الطويل القائم بين مصر وهولندا في مجال المياه والذى يعود لـ 46 عاماً منذ تأسيس المجلس الإستشارى المصري الهولندي لإدارة المياه عام 1976 ، ومشيراً إلى أن هذا التعاون يُعد أحد العلامات البارزة للتعاون المتميز بين الدول والمبنى على أساس من تبادل المنفعة والخبرات ، الأمر الذى أسهم في بناء جسور من الثقة بين البلدين ، وإنعكاس ذلك على تزايد الخبرات المكتسبة لدى الطرفين في مجالات إدارة ومعالجة المياه وتحسين نوعية المياه والإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية ، خاصة مع وجود تشابه كبير بين البلدين في التحديات التي يتم مواجهتها مثل حماية الشواطئ من تأثيرات التغيرات المناخية ، الأمر الذى يستلزم تحقيق المزيد من التعاون بشأنها.

ومن جانبه أعرب المبعوث الهولندي للمناخ عن شكره وتقديره للدكتور عبد العاطى مشيراً للعلاقات الطيبة التي تربط البلدين في كافة المجالات لاسيما في مجال الموارد المائية ، مشيراً لإهتمام هولندا الكبير بملف التغيرات المناخية وتأثيرها السلبى على قطاع المياه.

أشار سيادته خلال اللقاء إلى أن قضية التغيرات المناخية تُعد من أهم القضايا التى يواجهها العالم في الوقت الحالى ، نظراً للآثار الواضحة والمتزايدة للتغيرات المناخية على الموارد المائية والإنتاج الغذائي حول العالم والتسبب في إرتفاع منسوب سطح البحر ، الأمر الذى يستلزم تكثيف الجهود الوطنية بكافة الدول في مجال التكيف مع التغيرات المناخية ، وإتخاذ الإجراءات اللازمة للتقليل من الإنبعاثات للتخفيف من التغيرات المناخية ، مع ضرورة تحويل التعهدات الدولية في مجال التكيف مع التغيرات المناخية إلى إجراءات ومشروعات يتم تنفيذها على الأرض على نطاق واسع وفي أسرع وقت.

وأكد الدكتور عبد العاطى على أن قطاع المياه هو أحد أكثر القطاعات تأثرا بالتغيرات المناخية ، وأن المباحثات خلال مؤتمر المناخ القادم يجب أن تركز على التأقلم مع التغيرات المناخية والتخفيف من آثارها على قطاع المياه ، خاصة قضية الهجرة الغير شرعية التي قد تتزايد حدتها نتيجة لندرة المياه أو غرق المناطق الساحلية أو السيول الومضية.

وأطلع سيادته ، المبعوث الهولندي للمناخ علي الإجراءات التي تقوم بها الوزارة حالياً للتكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية وزيادة مرونة المنظومة المائية للتعامل مع هذه التغيرات مثل مشروعات الحماية من أخطار السيول ، ومشروعات حماية الشواطئ التي أسهمت في حماية المواطنين وإكتساب مساحات من الأراضى الزراعية ، ومشروعات معالجة وإعادة إستخدام المياه والتي حولت مياه الصرف ذات الملوحة العالية والتى تعانى من التلوث من مشكلة لفرصة للتنمية بالإضافة لتحسين نوعية المياه والوضع البيئى بالبحر المتوسط ، وإستخدام التكنولوجيا الحديثة في إدارة المياه ، والتوسع فى إستخدام الطاقة الشمسية فى مشروعات الرى ورفع مياه الآبار الجوفية بهدف تقليل الإعتماد على مصادر الوقود التقليدية وتقليل الإنبعاثات ، مشيراً لتطلع مصر لتحقيق المزيد من التعاون وتبادل الخبرات مع هولندا في هذه المجالات.

كما أكد سيادته على ضرورة التوسع فى البحث العلمى والإعتماد على التكنولوجيا في مجال إدارة المياه ، مشيراً لأهمية وجود منظومات للتنبؤ والإنذار المبكر بمختلف الدول للتعامل مع الظواهر المناخية المتطرفة الناتجة عن التغيرات المناخية ، حيث تعمل مصر على توفير الدعم اللازم لتطوير وتطبيق أنظمة الإنذار المبكر في مجال المياه والمناخ على المستوى الإقليمى كأحد مخرجات إجتماعات لجنة "قادة إئتلاف المياه والمناخ" التي تشارك بها مصر ، وذلك بهدف زيادة جاهزية جميع الدول بالمنطقة للتعامل مع الظواهر المتطرفة كالسيول والجفاف ، وبما يوفر الحماية للمواطنين من مخاطر التغيرات المناخية ، خاصة في ظل الإمكانيات المتميزة التي تمتلكها الوزارة في مجال استخدام  تقنية الرصد والمتابعة والإنذار المبكر بالأمطار والفيضانات وذلك من خلال مركز التنبؤ بالفيضان والذي يعمل علي مشاركة خرائط الامطار مع عدد من الدول العربية والافريقية.

وإستعرض سيادته التنسيق المستمر بين البلدين فى العديد من المبادرات والمحافل الدولية مثل "تحالف المياه والمناخ" و"إئتلاف الدلتاوات" ، مشيراً لحرص مصر على عرض أولويات وتحديات القارة الأفريقية فى مثل هذه المبادرات ، وحشد الدعم الدولى لها خلال مؤتمر المناخ القادم.

كما أشار سيادته لأهمية التعاون بين حكومتي مصر وهولندا للإعداد لتقرير مراجعة منتصف المدة لعقد المياه المزمع تقديمه للأمم المتحدة بهدف العمل علي دفع الجهود الدولية والوطنية لتسريع وتيرة تحقيق الأهداف الأممية المتعلقة بالمياه.

وتوجه الدكتور عبد العاطى بالدعوة للمبعوث الهولندي للمناخ للمشاركة في فعاليات إسبوع القاهرة الخامس للمياه والمزمع عقده خلال الفترة ١٦-١٩ اكتوبر المقبل تحت عنوان "المياه في قلب العمل المناخى" ، لإثراء فعالياته وإضافة أفكار جديدة وحلول فعالة لمواجهة التحديات المائية ، مشيراً إلى أن الإسبوع يُعتبر أهم حدث تحضيرى على أجندة مؤتمر المناخ COP27 ، كما سيتم خلال فعاليات الإسبوع رفع توصيات دول الندرة المائية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بمراجعة منتصف المدة الشاملة لعقد العمل في مجال المياه والذي سيعقد في نيويورك خلال شهر مارس 2023.

وأكد سيادته أن إسبوع القاهرة الخامس للمياه ، وفعاليات المياه ضمن مؤتمر المناخ تُعدان فرصة ذهبية لعرض تحديات القارة الأفريقية فى مجال المياه وسٌبل التعامل مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على الدول الأفريقية ، ومؤكداً على أهمية أن تحظى التحديات المرتبطة بقطاع المياه بالإهتمام الدولي الكافى وخاصة في الدول الإفريقية ، وتوفير التمويل اللازم لمجابهة تلك التحديات.

وفي إطار مساعي مصر لدمج ملف المياه والعمل المناخي أشار الدكتور عبد العاطى أنه يجرى الإعداد للفعاليات الخاصة بالمياه ضمن برنامج رئاسة مؤتمر المناخ القادم ، حيث يجرى الإعداد ليوم المياه ، كما تقود مصر عملية تنظيم "جناح دولى للمياه" والذي سينعقد على مدار أيام مؤتمر المناخ بالتعاون مع أكثر من (30) منظمة دولية ، مؤكداً على أهمية تنظيم هذا الجناح في ظل توجه المنظمات الدولية المعنية بإبراز قضايا المياه ضمن أنشطة مؤتمر المناخ بإعتبارها أكثر القطاعات تأثراً بالتغيرات المناخية ، كما يجرى الإعداد لإطلاق مبادرة دولية للتكيف مع التغيرات المناخية بقطاع المياه بالتعاون مع عدد من المنظمات وشركاء التنمية ، حيث شاركت وزارة الرى إفتراضياً في الاجتماع الترويجى للمبادرة والذي عقد في مقر الأمم المتحدة في بون بألمانيا يوم 15 يونيو الجاري ضمن فعاليات مؤتمر بون للتغيرات المناخية ، حيث تم التباحث حول صياغة ورقة مفاهيمية حول التكيف بقطاع المياه والتنسيق مع عدد من المنظمات بقيادة المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).