الإثنين 29 أبريل 2024 الموافق 20 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
اقتصاد وبورصة

خبير يحذر من رفع أسعار الفائدة: لها تداعيات وخيمة على الاقتصاد

الخميس 19/مايو/2022 - 02:16 م
البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

قال محمد عبد الوهاب المستشار المالي للاتحاد العربي للتطوير والتنمية التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، ينتظر الجميع نتائج اجتماع لجنة السياسات النقدية في البنك المركزي المصري اليوم الخميس،  ويتوقع العديد من الاقتصاديين وحتي جمهور المتابعين ان يقوم المركزي برفع سعر الفائدة بعد ارتفاع معدلات التضخم لتتجاوز 14٪؜ على أساس سنوي في شهر ابريل وبارتفاع تجاوز 3.7٪ ؜عن شهر مارس يأتي ذلك كله بعد أيام من قرار الفيدرالي الأمريكي برفع معدلات الفائدة 50 نقطة أساس وما اتبعه من ارتفاعات لأسعار الفائدة في مختلف الأسواق العربية والأوروبية.

وأكد عبد الوهاب أن على البنك المركزي الا ينساق وراء ضغوط رفع الفائدة لأن الاقتصاد المصري سيعاني جراء هذا القرار ولن يكون له أي أثر على خفض معدلات التضخم  حيث أن التضخم الحالي ليس تضخم استهلاك ناتج عن ارتفاع في منحنيات الطلب عن العرض، ولكنه تضخم نتيجة ارتفاع أسعار المواد الخام،  وبالتالي ارتفاع تكاليف الإنتاج وأيضا العجز او الشلل في منظومة النقل الدولي وارتفاع تكاليفه.

ولفت عبد الوهاب إلى أن تكلفة رفع الفائدة  كبيرة جدا فمن المعروف ان كل ارتفاع مقداره 1٪؜ للفائدة يقابله عجز تقريبا 50 مليار من الموازنة العامة، لافتا أنه رغم رفع أمريكا وأوروبا لأسعار الفائدة إلا أنها مازالت بالسالب لديهم ، أما مصر فهي تقدم فائدة حقيقية بقيمة +4%.

وأشار عبد الوهاب إلى أن الافراط في استخدام  الآلية رفع الفائدة سيصيب الاقتصاد بالشلل حيث انه سيمتص مزيدا من السيولة المنخفضة في السوق وستزيد معدلات الركود وستتوقف المصانع عن الانتاج نتيجة عدم القدرة علي ملاحقة ارتفاع أسعار المواد الخام من ناحية وارتفاع تكلفة التمويل من ناحية اخري مما سيصيب في النهاية الأسواق بحالة من الكساد العظيم.

وتابع عبد الوهاب : " والنتيجة ستكون مزيدا من الارتفاع في معدلات البطالة وما لها من اثار اجتماعية سلبية سوف تضرب كافة قطاعات الدولة، مؤكدا أن  الاستخدام السيء من قبل صانعي السياسات الاقتصادية في أمريكا وافراطهم في استخدام الوسائل السهلة في حل مشكلاتهم الاقتصادية ودفع البنوك المركزية إلى الافراط في استخدام سياسة التيسير الكمي والطباعة غير المنضبطة للدولار كل هذا هو السبب المباشر لما يعانيه العالم اليوم فالحالة التي نعيشها اليوم هي حالة مؤجلة بفعل فاعل وفي النهاية لا يهتم الامريكان الا بأنفسهم فقط.

وأوضح عبد الوهاب، أن رفع أسعار الفائدة هو في صالح الأموال الساخنة فقط والتي فعليا انسحب منها 20 مليار دولار، من السوق خلال الفترة الأخيرة حسب تصريحات المسؤولين فكم متبقي ليتسرب؟!.

 ودعا عبد الوهاب  صانعي السياسات المالية والنقدية، الى إعادة النظر في استخدام ادواتهم والاتجاه الي حلول فعليه تعيد عجلة الإنتاج كخفض الضرائب وخفض تكلفة التمويل المستخدم في عمليات الإنتاج ودعم الطاقة المستخدمة في الإنتاج ودعم القطاع الزراعي والوقف الفوري للاستيراد الاستهلاكي وفرض الرقابة علي الأسواق وتشجيع عمليات الاستثمار الأجنبي المنتج.