الأحد 05 مايو 2024 الموافق 26 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
محافظات

الأم: "مع ىالسلامة ياحبايبي وادعولى أجيلكوا".. والأب: "لسه مكلمهم امبارح وهنشترى لبس العيد سوا".. حزن وبكاء مشاهد من جنازة الأشقاء الثلاثة فى دمياط

الخميس 21/أبريل/2022 - 05:56 م
جنازة الأشقاء الثلاثة
جنازة الأشقاء الثلاثة

استعد الجميع لمشهد الزفاف، الجيران قاموا بالاشراف على التجهيزات، الأصدقاء أيضاً استعدوا بسياراتهم للمشاركة فى زفاف أصدقائهم، مكبرات الصوت ملآت أرجاء القرية، الكل استعد فى صمت، وكعادة أهل القرى بدأ الجميع فى التوافد على منزل العرائس لحضور مراسم العرس، الجميع مستعدون الأن، حضروا ولكن بملابس سوداء، والكل ينتظر فقط وصول أصحاب العُرس. 

«محمود.. ألاء.. و أية» كان بينهم وعداً أن يكون يوم زفافهم واحد، الأخ كان دوماً حريصاً على مساندة شقيقاته، كان دائم الحديث عن رغبته فى أن يكون زفافهم فى يوم واحد، أيضاً كانت الأخت الصغرى تسعى إلى هذا الأمر. 

الصمت كان مسيطراً على استعدادات أهالى قرية أم الرزق التابعة لمركز كفر سعد بمحافظة دمياط، لحظات ترقب وانتظار حتى وصل الأشقاء الثلاثة، انفدع الأهالى نحوهم حرصوا على رؤيتهم قبل زفافهم الأخير، لحظات فقط وبدأت مكبرات الصوت فى إذاعة نبأ وفاة الأشقاء الثلاثة. 



المشهد كان محيراً تارة تسمع أصوات البكاء وتارة أخرى تسمع الزغاريد، وبين هذا وذاك يتوافد الأهالى للمشاركة فى زفاف الأشقاء الثلاثة إلى مثواهم الأخير. 

حادث أليم تعرضت له أسرتهم فقدوا أبنائهم فى لحظة، خطفهم الموت دون سابق إنذار، اجتمعت أهل البلدة فى صلاة الجنازة، افترشوا الطريق فلم تعد ساحة المسجد تكفى لاستقبال المعازيم. 



 السيدات أيضاً قاموا بأدائها فى منازلهم وبعضهن قمن بتأديتها فى منزل أصحاب العُرس، بعد أن فرغ الجميع من الصلاة ذهب الأشقاء الثلاثة إلى رحلتهم الأخيرة وسط بكاء الجميع. 


«محمد كان دايما يجبر بخاطرنا، وألاء كانت هتعالج أهل القرية ببلاش، وآية كان نفسها تاخد جايزة نوبل"، عبارات رددها البعض وثقوا بها أحلام الأشقاء الثلاثة وكيف كانوا يتعاملون مع جيرانهم؟ 

وسط هذه الجموع تجد الأب والأم لم تفهم ملامحهم، ربما لم يستوعبوا ما حدث، الذهول حالة سيطرت عليهم، فقط حاولوا التعبير عن ما بداخلهم من خلال عبارات غير مجمعة، "مع السلامة يا حبايبي وادعولى أجيلكوا" الأم ودعت أبنائها بهذه العبارة، وسط محاولات نساء القرية احتوائها، ولكن الجميع فشل فى إخفاء حزنه ودموعه. 



اكتفى الأب بالنظر إلى سيارة تكريم الانسان محاولاً أن يصدق أن ما بداخلها هم أبنائه، انتبه لشئ ما وبدأ يحدث نفسه بصوت عالٍ "كانوا لسه مكلمنى امبارح، ومحمود قالى هنجيب لبس العيد سوا"، تذكر الأب أنه قبل ساعات من الحادث كان يهاتف أبنائه اتفقوا على أشياء عديدة حددوا مكان قضاء إجازة العيد كل شئ تبادر إلى ذهن الأب بينما أبنائه كانوا قد وصلوا إلى مقر سكنهم الأخير. 


وصل الأشقاء الثلاثة إلى مثواهم الأخير قام الجميع بتشييعهم عاد الصمت مجدداً واستمر الحزن على وجوه أهل البلد.