السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
أخبار

الانتحار.. شبح يطارد الشباب فى الدول العربية

الخميس 31/مارس/2022 - 12:00 ص
الانتحار
الانتحار

تزايدت فى الفترة الأخيرة عمليات الانتحار بشكل كبير فى مصر  إلى ما يشبه الظاهرة، نظرًا لأنها تكون المحاولة الأولى والأخيرة التى تنهى حياة الشاب أو الفتاة بسرعة كبيرة.

إلى جانب الأسباب النفسية والاجتماعية التى تتشابه كثيرًا بين الحالات والتى تقود الشباب إلى الانتحار فى الفترة الأخيرة، تحدثت "مصر تايمز" مع مجموعة من الذين حاولوا الانتحار من مصر وخارج مصر.

 

فى البداية تقول"منة.ح" البالغة من العمر 19عامًا: إنها تراجعت عن الانتحار فى اللحظة الأخيرة بعد أن كادت تلقى بنفسها من الدور العاشر منذ أيام بمنطقة الهرم حيث تسكن، موضحة أن سبب الانتحار فشل قصة حبها التى استمرت سنوات طويلة، ورغم أن العلاقة لم تكن رسمية، فإنها فى تلك الليلة فقدت الأمل فى كل شئ، خاصة بعد تعامل والدتها معها بشدة نتيجة انطوائها وانعزالها عن المنزل، وفى ذلك اليوم كانت الأسرة بالخارج، ولم يبق معها سوى شقيقتها الصغيرة، وأنها قررت إلقاء نفسها من النافذة إلا أنها فى اللحظة الأخيرة دخلت شقيقتها الصغيرة وطلبت منها أن تسألها عن شئ متعلق بشرح آية فى القرآن فى المنهج الدراسى، فجلست تشرح لها الآية وعادت عن الانتحار فى اللحظة الأخيرة.

 

- البطالة

عمر أحمد من منطقة النزهة الجديدة يبلغ 30عامًا، نجا من محاولة انتحار شنقًا بعد انقطاع الحبل الذى أراد أن يشنق نفسه به، فسقط الكرسى به، وأنقذه شقيقه الذى كان بالمنزل، حيث طلب منه عدم إخبار الأب والأم وأفراد الأسرة بعد أن فشلة المحاولة أثناء غيابهم، فى المقابل طلب منه شقيقه عدم اللجو للمحاولة مرة أخرى، بعد أن جلس معه لنحو ساعة يتحدث معه عن الذنب الذى كان يرتكبه، وكذلك عن إمكانية تغيير وضعه والبحث عن أى فرصة عمل دون تخصصه.

ويضيف أنه كان ينتظر وظيفة عمل فى تخصصه وهو المحاسبة إلا أنه فشل فى ذلك لفترات طويلة، وكان ينظر لنفسه على أنه عالة على الأسرة، خاصة فى ظل تغير معاملة الأهل والأشقاء معه، وترك حبيبته له وزواجها من شاب متيسر الحال، كما أنه فشل فى اغتنام أى فرصة عمل فى الخارج، وهو ما دفعه إلى التفكير فى الانتحار والخلاص من الضغوط النفسية والعصبية التى كادت تفتك به.

يوضح عمر أن الأمر تغير بعد نجاته من المحاولة، وأنه قرر العمل فى تغير تخصصه، وأنه كلما تذكر اللحظة التى كان سينتحر فيها ندم كثيرًا.

 

- إحصاءات

كشفت إحصائية رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء العام الماضى، عن أن حالات الانتحار التى شهدتها مصر طوال السنوات الثلاث الأخيرة لم تتعد 190 حالة، كان الذكور الأكثر إقدامًا على التخلص من حياتهم بواقع 150 حالة مقابل 40 حالة فقط من الإناث.


من ناحيتها، قالت الدكتورة رشا الجندى، أستاذ علم النفس: عدم الاهتمام بالطب النفسى والحالة النفسية للشباب، إضافة إلى بعض الأسباب الأخرى يقود الشباب إلى الانتحار دون وعى الأهل، موضحة أن الظروف تتناسب فى المنطقة العربية بشكل عام، خاصة عدم وجود ثقافة العلاج من الأمراض النفسية، وكذلك الخلل فى أزمة القيم ومعالجة الأزمات بشكل مادى بدلاً عن الجانب المعنوى.

وتابعت: "أن أحد أهم العوامل تأثيرًا استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بشكل سلبى خاصة فى ظل توافر طرق الانتحار وشرحها.

 

- الأردن

فى الأردن وبحسب الأرقام الصادرة عن إدارة مركز الإصلاح، بلغ عدد محاولات الانتحار فى مراكز الإصلاح والتأهيل منذ بداية عام 2020 وحتى سبتمر الماضى، 120محاوة، فى حين بلغ عدد محاولات الانتحار بين السجناء فى مراكز الإصلاح عام 2019، 150فى مقابل 135عام 2018.

 

- العراق

أعلنت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، عن زيادة ملحوظة بمعدلات الانتحار بالعراق منذ 2017، وأرجعت ذلك إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التى حلت بالعراق خلال السنوات الماضية.

وأكد عمر أحمد الباحث العراقى، فى تصريحات سابقة، عن زيادة ملحوظة بمعدلات الانتحار بالعراق منذ 203، حيث يعانى الإرهاب والكبت والمنع، وسيطرة جماعات مسلحة على مناطق متعددة من العراق، وهو ما أثر على عملية التعبير عن الرأى والحرية، وكذلك ضياع الآمال والطموحات.


وأضاف أن إحدى الفتيات نجت من محاولة الانتحار بعد شرب كمية كبيرة من الأقراص المهدئة، إثر تعرضها لتعنيف من قبل عناصر داعش، وانتهاك حرمة بيتها وعرضها، وأنها تخشى مواجهة المجتمع، إلا ان اصطفافهم بجوارها بعد ذهابها إلى المستشفى غير نظرتها للأمر، وأيقنت أنها تسطيع العيش وسط الناس الذى تعاطفوا معها وأكدوا أنها ضحية.

 

- ليبيا

أفادت مريم المحمودى إحدى الباحثات بالمجتمع المدنى، أن عشرات الحالات التى تراجعت عن الانتحار يتم تأهيلهم لعدم العودة إلى الأمر مرة أخرى، موضحة أن أسباب الانتحار ترجع لعمليات الاضطراب النفسى، التى تصيب الشباب والفتيات فى ليبيا.

وتابعت: عمليات الانتحار انتشرت بشكل كبير بين الفتيات خاصة من سن 15 إلى 22، وأنه لا أساس علمى لما يقال بشأن السحر، وأن بعض الحالات المتعلقة بالشباب ترجع لتعاطى الحبوب والمخدرة.