السبت 18 مايو 2024 الموافق 10 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
منوعات ومرأة

"اليوم عيك يا أماه".. كيف احتفل قدماء المصريين بعيد الأم؟

الأحد 20/مارس/2022 - 01:50 م
عيد الأم
عيد الأم

يوافق غدا 21 مارس يوم الاحتفال بعيد الأم، لما تقدمه من تضحيات في سبيل رعاية أفراد عائلتها، لذا خصصت لها بعض الدول يوما لها؛ تكريما لجهودها التي تبذلها في سبيل حماية أبنائها وأسرتها والنهوض بهم بما يساهم في تقدم المجتمع.

وكان قدماء المصريين أول من احتفلوا بعيد الأم، حيث قال الخبير الآثري والمتخصص في علم المصريات الدكتور أحمد عامر إن الحضارة المصرية قدست المرأة وكانت أول من احتفت بالأمومة، فقد تم العثور على بردية تعود لعصر الدولة القديمة منذ حوالي خمسة آلاف عام يحتفي خلالها المصريون بالأم.

وأشار إلى أن المصريين القدماء كانوا في ذلك اليوم يضعون في غرفتها الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة، وكان يتم الاحتفال بعيد الأم في مصر القديمة في آواخر شهور فيضان النيل. وقد تمتعت المرأة قد بحقوق كثيرة حيث تولت العديد من المناصب واحترفت الكثير من المهن والحرف حتى صارت ملكة تحكم البلاد.

وتابع "عامر" أن المصريين القدماء اتخذوا من "إيزيس" رمزًا للأمومة، وكانت لها تمثالا وهي ترضع حورس، كما أصبحت أيضًا رمزًا للأمومة والحماية، وكان يتم الاحتفال بهذا العيد بإقامة مواكب من الزهور تطوف المدن.

وأشار إلى أن المصريين القدماء اعتبروا تمثال "إيزيس" التي تحمل ابنها "حورس" وهي ترضعه رمزًا لعيد الأم فوضعوه في غرفة الأم وأحاطوه بالزهور والقرابين، ووضعطوا حوله الهدايا المقدمة للأم في عيدها الذي يبدأ الاحتفال به مع شروق الشمس.

وأشار "عامر" إلى أن المصريين القدماء جعلوا من "حتحور" إلهةً للحب والعطاء وللأمومة، بل وعبدوها، فصوروها بملامح أم طيبة تدرك عطفها فور رؤيتها، ترجع جذور عبادتها إلى عبادة البقرة الوحشية لترتبط بفكرة الإلهة الأم وتجسد الطبيعة، كما عُرفت بألهة السماء، كما عرّفها "مينا" موحد الشمال والجنوب على لوحته بـ "بات".

واستطرد الخبير الآثري أن المرأة في مصر القديمة كانت رمزًا للأمومة والإلهة التي تلد وترعى الطفل حتى سن البلوغ، كما حرص الملوك على ضرورة تلبية احتياجات النساء، ويظهر ذلك جليًا في نقوش الحكمة التي ألقاها العلماء في واحدة من برديات للحكيم "بتاح حتب" حيث أوصي فيها بحفظ قيمة الأم وهو بيقول "إذا كنت عاقلًا فأسس لنفسك دارًا وأحبب زوجتك حبًا جمًا وآتها طعامها وزودها بالثياب وقدم لها العطور لينشرح صدرها، فهى حقل مثمر لصاحبه وإياك ومنازعتها ولا تكن شديدًا عليها فباللين تستطيع أن تمتلك قلبها وأعمل دائمًا على رفاهيتها ليدوم صفاؤك".

بجانب وصايا "الحكيم آنى" إلى ابنه فيقول له "يجب ألا تنسى فضل أمك عليك، ما حييت فقد حملتك قرب قلبها، وكانت تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب، فإذا كبرت واتخذت لك زوجة فلا تنسى أمك".

وأكد "عامر" أن إحدي برديات تل العمارنة وجدت على شكل رسالة كتبها طفل لأمه في عيد الأم نصها "اليوم عيدك يا أماه، دخلت أشعة الشمس من النافذة، لتقبل جبينك وتباركك في يوم عيدك، استيقظت طيور الحديقة مبكرة لتغرد لكي في عيدك، تفتحت زهور اللوتس فى البحيرة لتحييكي، الفراش يرقص فرحاً متنقلاً بين الزهور مهنئاً بعيدك، اليوم عيدك يا أماه فلا تنسى أن تدعى لي في صلاتك للرب".

وتابع: "فقد قال آمون إن دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات، اليوم عيدك يا أماه إنه فرح السماء الذي تفرح فيه المعبودة إيزيس وهى تشاركك أفراحك".