الجمعة 26 أبريل 2024 الموافق 17 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

مرشح الاشتراكيين الديموقراطيين الألماني يقترب من خلافة ميركل

الإثنين 20/سبتمبر/2021 - 09:23 م
أولاف شولتز
أولاف شولتز

يبدو في ألمانيا ومع اقتراب الانتخابات أكثر فأكثر، أن كفة مرشح الاشتراكيين الديموقراطيين ووزير المالية الحالي أولاف شولتز تظل هي الأقرب للفوز، وفقا لموقع "بوليتيكو".

ويبقى أقل من أسبوع على الانتخابات العامة والمقررة الأحد المقبل، وحتى الآن مازال الإتلاف المسيحي بقيادة ميركل ومرشحه للمستشاريه آرين لاشيت متأخرًا كثيرًا عن الاشتراكيين، وهو الاتجاه الذي ظل دون تغيير لأسابيع، ونظرًا لأن العديد من الألمان قد صوتوا بالفعل عن طريق الاقتراع البريدي، فمن غير المرجح حدوث تحول في اللحظة الأخيرة.

وعزز أرمين لاشيت خلال المناظرة الأخيرة مساء أمس الأحد من تقدمه وحملته في السباق الانتخابي، بينما فشل مرشح الاتحاد لخلافة ميركل في توجيه الضربة التي احتاجها للحاق بأولاف شولتز، على الرغم من أن لاشيت كان متقدما في بداية الإنتخابات، إلا أنه تعثر أثناء الفيضانات المدمرة التي ضربت ألمانيا الغربية خلال الصيف ولم يتعافى أبدًا.

ونجح شولتز وزير المالية والعمدة السابق لهامبورغ، في إقناع الناخبين بأنه أقرب ما يمكن أن يصلوا إليه للحفاظ على مكتسبات عصر ميركل، التي لن ترشح نفسها لكنها لاتزال السياسي الأكثر شعبية في البلاد.

أظهر استطلاع سريع في نهاية المناظرة التي استمرت 90 دقيقة أن شولتز كان الفائز الواضح، حيث كان متقدمًا على لاشيت بنسبة 27% وزعيمة حزب الخضر أنالينا بربوك بنسبة 25%.

وحاول لاشيت ومعسكره إقناع الناخبين في الأسابيع الأخيرة بأن فوز الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيؤدي إلى تحالف يساري بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر وحزب اليسار(مكون من تحالف ثلاث أحزاب يسارية)، الورثة السياسيين للشيوعيين الذين حكموا ألمانيا الشرقية.

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن تحذيرات لاشيت قد فشلت في إحداث التغيير، ففي استطلاع للرأي أجرته "بوليتيكو"، والذي يجمع نتائج العديد من معاهد الاقتراع، حصل الاتحاد على 21%، وهو أقل بكثير من الحزب الاشتراكي عند 26%، بينما تبلغ نسبة حزب الخضر 16%، يليه حزب الديمقراطيين الأحرار(يمين الوسط) المؤيدين للتجارة الحرة بنسبة 11% واليسار بنسبة 6%، كما حصل الحزب اليميني المتطرف "البديل لألمانيا" على 11%، لكنه لا يدخل في حسابات الائتلاف لأن الأحزاب الأخرى رفضت التعاون معه.

وحال فوز الإشتراكيين بالإنتخابات، سيكونون أمام خيارين لتشكيل الحكومة، الأول هو التحالف مع الخضر والديموقراطيين الأحرار الذين قام شولتز بالتقرب منهم في الأيام الأخيرة، أو التحالف مع الخضر واليسار الذين سيكون التحالف معهم أسهل في العمل على بعض القضايا الاجتماعية أو تمرير خطط حكومية ما، إلا أن تاريخ اليسار الشيوعي بالإضافة لبعض آراءه الحالية كرغبته في سحب ألماني من الناتو تجعل من تشكيل تحالف معه أمرا غير مرجح.

ويبقى مع ذلك إيجاد أرضية مشتركة مع حزب الديموقراطيين الأحرار لن يكون سهلاً على الحزب الديمقراطي الاشتراكي والخضر أيضًا، وكان زعيم الحزب الديموقراطي الحر كريستيان ليندنر قد كرر يوم الأحد أن حزبه لن يقبل الزيادات الضريبية أو الانتهاكات المستمرة لقواعد الميزانية المتوازنة في البلاد، كما أنه متشكك في العديد من الخطط البيئية للخضر.

ولكن إذا كان الخيار الوحيد القابل للتطبيق هو التحالف اليساري، فقد يجد ليندنر الذي أوقف المفاوضات حول تحالف ثلاثي مع الاتحاد والخضر في عام 2017، نفسه يواجه ضغوطًا شديدة لعقد صفقة، وقد كان قد أعلن بالفعل أن ثمن دخوله في أي ائتلاف سيكون الحصول على وزارة المالية، وهي جائزة كبيرة لأي تحالف من شأنها أن تمنحه السيطرة على السياسات الأكثر أهمية لقاعدة حزبه.

 وأوضح كل من الاتحاد والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وهما القوى السياسية المهيمنة في البلاد بعد حكم ألمانيا معًا لمدة 12 عامًا من أصل 16 عامًا للتحالف في الحكم، أن الوقت قد حان لإنهاء تحالفهما، ما يجعل تكرار التجربة حتى مع حزب ثالث أمر غير مرجح.

وركزت مناظرة أمس الأحد والتي كانت ساحة لتوجيه الضربات تارة هنا ومرة هناك، على الشؤون الداخلية، مثل الحد الأدنى للأجور والضمان الإجتماعي، وكذلك سياسة الأوبئة والمناخ، ولم تتم مناقشة أوروبا ولا مسائل السياسة الخارجية الأوسع مثل الصين.