الجمعة 19 أبريل 2024 الموافق 10 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

آخر مناظرة قبل الانتخابات.. فرصة أخيرة لتحالف ميركل لمواجهة تصدر الإشتراكيين

الأحد 19/سبتمبر/2021 - 09:55 م
شولتز-بايربوك-لاشيت
شولتز-بايربوك-لاشيت

يبذل رؤساء الأحزاب الثلاثة الكبرى في ألمانيا اليوم الأحد وقبل أسبوع من الانتخابات التشريعية، جهودا أخيرة لتلميع صورتهم في آخر مناظرة تلفزيونية بينهم، فيما تبقى كل الاحتمالات مفتوحة في السباق على منصب المستشارية.

وتصدر المرشح الأوفر حظا حتى الآن، وزير المال ونائب المستشارة الاشتراكي الديموقراطي اولاف شولتز، استطلاعات الرأي بعد المناظرتين السابقتين، مظهرا للقاعدة الناخبة الالمانية صورة الحاكم الخبير والهادئ، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.

وأظهر المحافظ أرمين لاشيت الذي يعتبر الوريث الطبيعي للمستشارة أنجيلا ميركل، بصفته مرشحا عن التحالف المسيحي الديموقراطي الحاكم، ـأظهر روحا "قتالية" في المرحلة الأخيرة من حملته الإنتخابية التي طبعتها بداية غير ناجحة تخللها العديد من الأخطاء المحرجة.

وفشل لاشيت مع ذلك في تعويض تأخره حتى الآن حيث يفتقض للشعبيه بين الألمان، فحزبه الاتحاد المسيحي الديموقراطي لم يسجل سوى تقدم بسيط في الاستطلاعات بنتيجة تراوحت بين 20 و22% مقابل 25 الى 26 %
 للاشتراكيين الديموقراطيين(حزب شولتز).

وقال لاشيت في مقابلة مع صحيفة "داي فيلت" المحافظة: "نشعر بأن شيئا ما يتحرك انا واثق بأننا سنتصدر النتائج".

وعلق رئيس البرلمان الألماني والشخصية المحورية لدى المحافظين فولفجانج شويبله أخيرا أن الامر يبدو أشبه بسيارة عالقة في الرمال، مضيفا في مقابلة مع صحيفة دي زيت الإسبوعية: "عند كل محاولة خروج، تغرق السيارة أكثر".

وتعتبر فرص زعيمة حزب الخضر انالينا بايربوك التي أثارت اهتمام الكثيرين في الربيع هي الأضعف حاليا، حيث ارتكبت العديد من الأخطاء لإنعدام خبرتها، وتحوز حاليا على 15 إلى 17% من نوايا التصويت، ما يجعلها تبدو خارج السباق على المنصب الاعلى.

وتبقى المفاجآت غير مستبعدة، خصوصا أن 40% من الناخبين الألمان لم يحددوا حتى الآن هوية الشخصية التي سيصوتون لها وفق دراسة أخيرة لمعهد النسباخ، تضاف الى ذلك هوامش الخطأ في الاستطلاعات وأهمية التصويت عبر البريد هذا العام بسبب الوباء.

وقالت بايربوك خلال مؤتمر لحزبها "الخضر" اليوم الاحد أن الانتخابات يجب أن تقرر من سيكون له تأثير في موضوع أزمة المناخ، وعلى الأقل سيعمل المدافعون عن البيئة بدور قوي في تشكيل ائتلاف حكومي بعد الانتخابات، سيتألف على الارجح من 3 أحزاب.

وستشكل المناظرة التي تبث في الساعة 8:15 مساءًا بتوقيت مصر، فرصة أخيرة لأرمين لاشيت (60 عاما) لمقارعة أولاف شولتز (63 عاما) والحول دون انتقال حزبه المحافظ الى صفوف المعارضة.

وفي هذا السياق، يواصل حاكم مقاطعة رينانيا شمال فستفاليا الاكثر تعدادا للسكان في ألمانيا التحذير من شبح اليسار الذي سيخيم على البلاد في حال قيام تحالف بين الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر وحزب "دي لينكي" اليساري الراديكالي (الأصولي)، وفق ما تنبىء الاستطلاعات.

ويعتبر كلا من شولتز (الاشتراكيين) وبايربوك (الخضر) معارضة "دي لينكي" لحلف شمال الاطلسي خطا أحمر، 
وبالرغم من ذلك فإن أيا منهما لم يستبعد رسميا إمكانية تشكيل إئتلاف مع هذا الحزب الذي حصد حتى الآن نحو 6% من نوايا التصويت بحسب الاستطلاعات.

وكان لاشيت قد هاجم شولتز بشكل مباشر على خلفية تحقيق قضائي محرج حول دائرة لغسيل الأموال تعمل في ظل وزارته، علما أن شولتز سيمثل الاثنين القادم أمام لجنة المال في البرلمان لتوضيح هذا الامر.

ونأت أنجيلا ميركل التي تغادر الساحة السياسية بعد 16 عاما من الحكم رغم حفاظها على شعبية كبيرة، بنفسها عن الحملة في بدايتها قبل أن تسارع إلى الوقوف بجانب لاشيت وتحرص على الظهور معه في مناسبات عدة لمساندة تحالفها.

وقال المحلل السياسي كارل رودولف كورتي في جامعة دويسبورغ أن ذلك ينبغي أن يصب في صالحه، على غرار جميع من اختاروا ان يكونوا قريبين من ميركل في الأعوام الاخيرة.

ويستعد المحافظون وأيا كانت نتيجة الإنتخابات، يستعدون لنتيجة متدنية تاريخيا ستشكل وصمة في مسيرة ميركل الناصعة، وقد بدأت منذ الآن تصفية الحسابات الداخلية، إذ حمل فولفغانغ شويبله المستشارة مسؤولية جزئية عن تراجع الحزب المحافظ، لافتا في مقابلة الأحد مع صحيفة "تاغسبيغل" إلى أنها أخفقت في تهيئة الارضية المناسبة لخلافتها.