الخميس 25 أبريل 2024 الموافق 16 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

"العقل المدبر" لهجمات 11 سبتمبر أمام القضاء بعد أكثر من 18 شهرًا

الأربعاء 08/سبتمبر/2021 - 12:34 ص
خالد شيخ محمد
خالد شيخ محمد

وقف خالد شيخ محمد الذي يعتقد بأنه العقل المدبر وراء هجمات 11 سبتمبر بالإضافة لأربعة متهمين آخرين أمام القضاء العسكري الأمريكي اليوم الثلاثاء للمرة الأولى منذ أكثر من 18 شهرا، وذلك بعد أن تم تأجيل محاكمتهم عدة مرات ولعدة أسباب منها انتشار وباء كورونا، وتأتي هذه المحاكمة بعد مرور 20 عام على الهجمات الإرهابية التي هزت العالم وقتلت حوالي 3000 شخص.



وقام الكولونيل ماثيو ماكول القاضي الذي يترأس هيئة المحاكمة حديثا، وفي إجراء يعكس جو المحاكمة المتوتر بعد تسع سنوات من جلسات المحاكمة الأخيره، بتأجيل الجلسة بعد ساعتين ونصف فقط، بسبب إجراءات متعلقة بتعيينه، ومن المتوقع أن تستأنف جلسة المحاكمة اليوم الأربعاء، رغم أن المرافعات التي سيتم فيها مناقسة الأدلة الجوهرية في القضية قد لا تبدأ قبل الأسبوع المقبل.

ويوجد خالد شيخ محمد مع بقية المتهمين عمار البلوشي ووليد بن عطاش ورمزي بن الشيبة ومصطفى الهوساوي في سجن جوانتانامو سئ السمعة بالقاعدة الأمريكية بالخليج الواقع جنوب كوبا منذ 15 عاما، ويواجهون جميعا عقوبة الإعدام في حالة إدانتهم بقتل 2976 شخصا في هجمات 2001.



واستأنفت إجراءات المحاكمة من حيث انتهت بعد تعليق الجلسات لمدة 18 شهرا بسبب وباء كورونا، ووسط محاولات محاموا الدفاع تفنيد معظم الأدلة التي قدمتها الحكومة باعتبارها أخذت تحت التعذيب الذي تعرض له المتهمون على أيدي وكالة الاستخبارات المركزية CIA.

وأشار محامو الدفاع إلى أن مرحلة ما قبل المحاكمة قد تستمر لعام آخر، حيث أنهم قدموا عشرات الالتماسات لطلب الأدلة التي يرفض المدعون العسكريون تسليمها، ومن المقرر أن تدور مداولات بين المدعين العسكريين ضد المتهمين وفرق الدفاع عنهم على مدرا أيام الأسبوع.

ويشير محامون إلى أن المتهمين الخمسة ضعفاء ويعانون التداعيات الدائمة للتعذيب الشديد الذي تعرضوا له في مواقع سرية أقامتها الإستخبارات المركزية الأمريكية بين عامي 2002 و2006، ويضيف المحامون أن هناك آثارا تراكمية لـ15 سنة أمضاها المتهمون في ظروف عزل قاسية منذ وصلوا.

وحضر الجلسات عدد من عائلات الضحايا، إلى جانب مجموعة كبيرة من الصحفيين في حدث يتزامن مع إحياء الذكرى العشرين للهجمات السبت المقبل، بينما يدافع عن المتهمون الذين يواجهون تهم القتل والإرهاب أمام محكمة "جرائم الحرب" محامون عينهم الجيش إضافة إلى آخرين يدافعون عنهم مجانا من القطاع الخاص ومنظمات غير حكومية.



ويؤكد المدعون أن جميع المتهمين قدموا أدلة ملموسة تفيد بأنهم خططوا لهجمات 11 سبتمبر خلال جلسات استجواب أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي FBI في 2007 بعد وصول المتهمين الخمسة إلى جوانتانامو.

ويدعي المحققون الفيدراليون "الفريق النظيف" أنهم لم يطلعوا على المعلومات التي تم انتزاعها تحت التعذيب، لكن محامي الدفاع يشددون على أن عمليات استجواب العام 2007 لم تكن حقا "نظيفة" لأن الFBI كان طرفا في برنامج الCIA للتعذيب وبالتالي كانت تحقيقاته تحمل طابع التهديد مثلها مثل تحقيقات الCIA.

ويحاول المحامون اللعب على أن المتهمون كانوا لا يزالون يشعرون بأثر التعذيب حينما تحدثوا إلى محققي مكتب التحقيقات الفدرالي وسط قلق حقيقي من احتمال تعرضهم مجددا للتعذيب.

وقال جيمس كونيل محامي الدفاع الذي يمثل البلوشي: "لا شك في أن هؤلاء الرجال موجودون في جوانتانامو من أجل التستر على التعذيب"، بدلا من عرضهم أمام القضاء الأمريكي العادي، مضيفا أن: "التستر على التعذيب هو أيضا سبب وجودنا جميعا في جوانتانامو لجلسة الاستماع الثانية والأربعين في لجنة 9/11 العسكرية".

ويطالب فريق الدفاع في مسعاه لإثبات حجته بكمية كبيرة من الأدلة السرية التي تقاوم الحكومة تسليمها وتتعلق بكل شيء من برنامج التعذيب وصولا إلى ظروف الاعتقال في جوانتانامو، كما يسعى الفريق لإجراء مقابلات مع عشرات الشهود.

وقالت ألكا برادان وهي محامية دفاع أخرى أن الحكومة الأمريكية احتاجت إلى ست سنوات للاعتراف بأن مكتب التحقيقات الفدرالي كان طرفا في برنامج  التعذيب الخاص بالإستخبارات المركزية، وأضافت "هذه القضية منهكة، إنهم يحجبون معلومات يعد توافرها إجراء طبيعي في المحكمة".