السبت 20 أبريل 2024 الموافق 11 شوال 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
مقالات الرأى

في ذكري رحيلها العاشرة.. "أبطًل سجاير وأحج بيت الله"

الأحد 08/أغسطس/2021 - 05:42 م

لا يختلف إثنان علي موهبتها وحضورها الطاغي وإن كانت تستطيع أن تقدم أعمالاً أكثر أهمية مما قدمته إلا أنها إستطاعت أن تقدم لنا أفلاما تعد علامات في تاريخ السينما المصرية و أدواراً خالدة

هي رمز الأنوثة و الرقه و الجمال في تاريخ الشاشة العربية.. هي هنومة في باب الحديد و نرجس في صراع في النيل و طعمه مع إسماعيل يس في مستشفى المجانين و عزيزة مع إبن حميدو و المعلمة توحه في توحه و عنان في الخروج من الجنه و هند رستم في إشاعة حب



هي أيقونة الأنوثة والموهبة والإحساس لم تكن كغيرها بل هو غيرها أن يكونوا هي.. بدأت كومبارس ثم أصبحت ملكة الإغراء و واحدة من أهم نجمات السينما العربية.. ولدت هند حسين محمد باشا رستم.. الشهيرة بـ "هند رستم" في يوم 12 نوفمبر  عام 1931..  في حي محرم بك بالأسكندرية من عائلة تركية مصرية.. وقد كان والدها يعمل ضابطاً للشرطة في مصر كمساعد لحكمدار بوليس السكة الحديد وكان أحد أهم رجال البوليس.

وقدمت هند رستم الإغراء بطريقة جعلت الجماهير تحترمها فقدمت للجمهور أكثر من 100 فيلماً سينمائياً متميزاً.. وكان أول ظهور لها عام 1947.. كما شاركت ككومبارس في عام 1949 في أغنية إتمخطري ياخيل
لمدة دقيقتين وهي تركب حصاناً وراء ليلى مراد في فيلم غزل البنات لأنور وجدي ونجيب الريحاني ويوسف وهبي ومحمد عبد الوهاب واستمرت في بعض الأدوار الصغيرة نسبياً. 

حتى تقابلت مع المخرج حسن رضا والذي تزوجها بدأت رحلتها مع النجومية كملكة للإغراء، ودخلت "هند" الفن عن طريق صديقة لها كانت قد قرأت إعلان لشركة الأفلام المتحدة عن طلب وجوه جديدة لإنتاج فيلم أزهار وأشواك فطلبت صديقتها أن تأتي معها كونس لها فقط .



ووافقت "هند" وذهبت معها للكاستنج للمخرج محمد عبد الجواد والمنتج حسين حلمي المهندس وجلست "هند" وصديقتها بالخارج في إنتظار دخولهما لكن مساعد المخرج خرج ليلقي نظرة على الجميع فذهب مساعد المخرج حينذاك عز الدين ذوالفقار ونظر لها هي فقط دون الكل.. وسألها هل أنتي أجنبية، فقد كانت ملامحها ملونة، فردت عليه بشجاعة وثقة شديدة أعجبته، فدخل بها للمخرج والمنتج، اللذان ما أن شاهداها إلا وقالا معاً في صوت واحد، هي دي يا عز وكانت البداية.

ظهرت نجومية هند رستم في خمسينات القرن العشرين وتألقت في أدوار الإغراء، لما كانت تتمتع به من جمال صارخ، وشعرها الأشقر، وأنوثة طاغية، وأداء تمثيلي طبيعي متقدم، وإلقاء فطري صادق وصحيح، فكانت بصمتها في كل أدوارها واضحة ومؤثرة وطبيعية وموهبتها طاغية و حضورها عالي حتي أنها أصبحت ممثلة الأدوار الصعبة من أشهر أعمالها .

(باب الحديد و صراع في النيل و بين السماء والأرض و امرأة علي الهامش و شفيقة القبطية و الراهبة و بنات الليل و الجسد و كلمة شرف و توحه و إبن حميدو و إسماعيل يس في مستشفى المجانين و الخروج من الجنه و إشاعة حب)

هند تزوجت في حياتها مرتان،الأولي من المخرج حسن رضا،وقد أنجبت منه إبنتها الوحيدة بسنت والمرة الثانية بعد إنفصالها عنه تزوجت من العالم الدكتور الراحل ،محمد فياض ،أخصائي أمراض النساء والولادة الشهير، ولم تنجب منه ورفضت من أجله دور بطلة أمام عبد الحليم حافظ في فيلمه الأخير ابي فوق الشجره بسبب المبالغاة في القبلات و المشاهد الساخنة وهو الدور الذي قدمته نادية لطفي

وكان فيلم حياتي عذاب  مع نورا و عادل إدهم هو أخر افلامها،فقد قررت في هذه اللحظة أن تتوقف حتي عندما عرض عليها المخرج الكبير كمال الشيخ دور البطولة في فيلم " الطاووس " اعتذرت له بالرغم أنها كانت تتمتي العمل معه وكان اعتزالها صارم فلم تظهر لا صوت ولا صورة ولا حديث صحفي و ظلت بعيدة تماماً عن الأضواء 

عندما سئل الأديب الكبير عباس محمود العقاد عن الفنانة الذي يتمني أن تجري معه حوار أجاب ع الفور هند رستم وبالفعل كانت في منزله مع وفد التليفزيون المصري لإجراء الحوار وكان حوارا نادراً وفي نهاية الجلسة التي إستمرت أربع ساعات سألها العقاد عن أمنية لها 

قالت ابطل سجاير و أحج لبيت الله الحرام وشاءت الظروف أن تؤدي هند رستم فريضة الحج في عام 1990 مع ابنتها الوحيدة بسنت وحفيدها محمد ظابط شرطة.. وعندما رأت الكعبة بكت بكاءا كاد أن يفقدها بصرها كما أوضحت ابنتها بسنت في حوار تليفزيوني وكانت لا تقول إلا اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني .



كتبت عنها جريدة هوليوود ريبورتر،وهي واحدة من أهم الجرائد اليومية السينمائية في العالم،أنها فنانة قديرة مصرية رائعة،وتشبه مارلين مونرو،كما وثقت عنها كممثلة في كتاب صدر عن نفس الجريدة.

هند رستم من أقوى الشخصيات التي ظهرت في الفن المصري، وقد عرف عنها جرأتها وثقتها الشديدة في نفسها فقد ملكت نفسها،ملكة الإغراء، فلم يسطع رجلاً أن يمتلكها

وقد ضربت الفنانة شادية أثناء تصوير فيلم إنت حبيبي،بشكل حقيقي وليس تمثيلاً،عندما لاحظت أن شادية تحاول أن تسرق الكاميرا منها بأساليب نسائية و مع ذلك وقفت في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الذي كرمها في عام 1994 وقالت " شادية أولي مني بالتكريم " في لفته لا تكون إلا من فنانة و إنسانة أصيلة و بالفعل قام المهرجان في العام التالي بتكريم شادية التي لم تحضر حفل المهرجان



وفي يوم 8 اغسطس 2011 رحلت عن عالمنا في هدوء تام حيث كانت مصر و العالم مشغول بأحداث يناير و ما تبعته من أحداث 

رحم الله الفنانة القديرة هند رستم التي إحترمت جمهورها وهي على قيد الحياة، فإحترمها الجمهور.