الأحد 19 مايو 2024 الموافق 11 ذو القعدة 1445
رئيس التحرير
حازم عادل
حوادث

ننشر نص كلمة وزير الداخلية في حفل تخرج طلبة كلية الشرطة

الخميس 15/أكتوبر/2020 - 02:53 م
اللواء محمود توفيق
اللواء محمود توفيق

نظمت كلية الشرطة اليوم، حفل تخرج الدفعة الجديدة من طلبة كلية الشرطة لعام 2020، وذلك بمقر أكاديمية الشرطة في القاهرة الجديدة.

وإلى كلمة وزير الداخلية:-

بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية
يوم عظيم، يعتز فيه رجال الشرطة بتشريف سيادتكم الإحتفال بيوم الخريجين، تباركون نبتهم وترعون خطاهم، وقد شرفهم هذا الوطن بواجب خدمته وكلفهم بمسئولية أمنه، وعندما يوازنوا بين عظمة التشريف ومسئولية التكليف، يكون ذلك دومًا دافعًا لهم لبلوغ واقع الأداء، ومدارج الوفاء وواجب الولاء.

وبصادق عبارات التقدير، يسعدنى وهيئة الشرطة، مشاركة السادة الحضور الاحتفال بتخريج نخبة واعدة من رجال الشرطة؛ ليشاركوا زملائهم مواصلة العمل ليل نهار، من أجل ترسيخ دعائم الأمن والإستقرار.

كما أتوجه بكل التحية والإعزاز، لأرواح شهدائنا الأبرار من رجال الشرطة الأبية والقوات المسلحة الباسلة، فى ذكرى نصر أكتوبر المجيد، وأتقدم بكل التحية والشكر لمصابينا الأبطال الذين قدموا التضحيات لرفعة هذا الوطن الغالى.

السيد الرئيس:
تمضى مصر فى عهدكم وفق خارطة، رسمت الطريق نحو مسار التنمية والرخاء، وإعادة بناء الدولة التى كادت أن تعصف بها المؤامرات والدسائس، ولقد انحاز شعب مصر لهذا الطريق، واتخذه خيارًا لا بديل عنه، بإرادة وطنية تجرف فى مجراها كل العثرات، وتجتاح كل محاولات التشتيت وإثارة الفرقة والخلاف، بين أفراد المجتمع ومكوناته.

وأن ما تجتازه سيادتكم من تحديات لمخططات الشر والهدم، والتى تحاك بالداخل والخارج، للقضاء على هذا الوطن وشعبه، هو بحق دحر للصعاب للعبور بمصرنا الحبيبة لبر الأمان.

من هذا المنطلق، اضطلعت هيئة الشرطة بدورها الوطني فى تأمين الجبهة الداخلية، والحفاظ على أمن وإستقرار الوطن، ومواكبة التطور غير المسبوق، الذى تشهده الدولة على كافة المستويات، حيث ارتكزت سياستها الأمنية المعاصرة، على تحقيق مفهوم الأمن الشامل وتطوير كافة مقومات العمل الشرطي.

تنفيذًا لتوجيهات سيادتكم "بأن التطوير لا ينتج أثره، إلا بتطوير العنصر البشرى وإعادة تأهيله"، فقد قامت وزارة الداخلية بتحديث كافة مفردات منظومة مواردها البشرية، من خلال الاعتماد على الأسلوب العلمي، في اختيار وإعداد وتدريب الكوادر الأمنية، بمختلف فئاتها وتنوع درجاتها، والارتقاء بالأداء؛ لتحقيق القدرة على تحمل الأعباء ومواجهة التحديات.

ولعل ما نشاهده اليوم، يؤكد أن وزارة الداخلية تسير على الدرب الصحيح بخطى ثابتة، حيث يقف أمام حضراتكم اليوم بين الخريجين، أول دفعة من الملتحقين بكلية الشرطة من الحاصلين على ليسانس الحقوق، والذين قضوا عامين للدراسة بكلية الشرطة، تم تزويدهم خلالهما بالعلوم الشرطية والمهارات الميدانية، التي تؤهلهم للانضمام لزملائهم؛ لأداء الرسالة الأمنية، مع التركيز على تعميق الجوانب الاجتماعية للوظيفة الشرطية، وتوطيد علاقات المشاركة والتعاون المثمر مع الجمهور.

وإدراكاً بأن الأحداث متلاحقة والمخاطر متنوعة، تتطلب من رجل الأمن ألا يكون نمطًا جامدًا، تقف معارفه وعلومه عند قدر ثابت، فقد تم إلحاق تلك النخبة، بدورات متقدمة فى اللغات الأجنبية، كما أتيحت لهم الفرصة، للالتحاق بالدراسات العليا في القانون، وذلك بهدف ترسيخ فكر متكامل لديهم، يمتزج فيه العلم القانوني بمهارات العمل الشرطي، مع المستوى الثقافى المتميز والإدراك الواعي لتحديات العمل الأمني.

الأمر الذى تكون محصلته إعداد أجيال من رجال الشرطة، مزودين بمهارات وقدرات وظيفية عصرية، تحقق التفاعل المدرك مع المجتمع ومشكلاته، وتعزيز قدراتها على مواجهة عالم الجريمة، الذى أصبح يعتمد على توظيف الابتكارات التكنولوجية الحديثة؛ كأدوات تخدم أهدافه ومخططاته.

السادةُ الحضورْ:
تعبر مسيرة العمل الوطنى مرحلة دقيقة فى خطواتها عظيمة فى إهتماماتها، رحبة فى آمالها وطموحاتها، والشرطة فى قلب هذه الملحمة، تتلاحم وتتفاعل مع الأهداف الوطنية، وتتعامل مع المخاطر والتحديات، تزود بالغالى والنفيس لحسم المواجهة مع الجريمة والمجرم، لصالح أمن الوطن  
والمواطن، عقيدتنا فى هذا راسخة، بأن الأمن للإنسان قضية حياة ووجود، وللمجتمع ضرورة للتقدم والإزدهار.

هنا تحقق الإستراتيجية الأمنية تطورًا نحو الأفضل والأمثل، من خلال استيعاب دروس الماضي، وقراءة معطيات الحاضر، ورصد آفاق المستقبل، فلا يمكن لأجهزة الأمن، أن تسقط من حسابها، ما يجرى حولها من أحداث ومتغيرات، سياسية واقتصادية واجتماعية، وتحولات إقليمية وعالمية، وما قد تفرزه من ظواهر إجرامية.

وتحرص الوزارة على ترتيب الأولويات وتقييم الإجراءات، وإعادة صياغة منظومة العمل الأمني، على أسس جادة وراسخة، تتسم بالتخطيط العلمي، وتوجيه الإمكانيات بأعلى المعدلات، وتأسيس بيئة وظيفية ملائمة لتحقيق الأمن، وتقديم الخدمات الأمنية الجماهيرية بجودة وإتقان، وذلك من خلال تحديث وتطوير المنشآت والمرافق الشرطية، وتزويدها بكافة الإمكانات المادية والتقنية اللازمة.

وتضع السياسة الأمنية ضمن أولوياتها تثبيت دعائم الأمن الوقائي، حيث تم تطوير النظم التأمينية وأساليب الحماية، من حيث نوعية القوات والتسليح والإتصالات والنطاقات الأمنية بالمواقع الحيوية، وتنشيط وتعزيز الخدمات الثابتة والمتحركة، والمتابعة الدائمة والتقييم السليم والاستعانة بالأجهزة المتطورة؛ لإحكام إجراءات التأمين.

وقد أخذت المواجهة مع الإرهاب، بعدًا واسعًا، في تشديد الحصار وفرض طوق من العزلة على العناصر الإرهابية؛ لتقويض حركتها وتقليص قدرتها على تلقي التمويل وتدبير السلاح، والتحريض على الإثارة والشغب وتدمير مقدرات الدولة، فضلًا عن الاستهداف الإستباقي؛ لإحباط المخططات الآثمة فى مهدها، وضرب البؤر الإرهابية، وإجهاض التنظيمات الساعية إلى إحياء نشاطها الإجرامي، وذلك من خلال منظومة معلومات متكاملة وإجراءات مقننة.

السادة أولياء الأمور :
يسعدنى فى هذا اليوم أن أتقدم لحضراتكم بخالص التهنئة، وأنتم تشاهدون أبنائكم يضعون أقدامهم على طريق العطاء، بعد أن أدوا قسم وعهد الوفاء للأرض الطيبة، وميثاق الولاء للوطن الحبيب، وواجب الإنتماء لهيئة الشرطة.

أبنائى الخريجين :
إنه ليس من سبيل نحو تحقيق أهداف الإستراتيجية الأمنية، إلا الصدق في الأداء، والإخلاص في العطاء، والالتزام بإعلاء سيادة القانون، والتفاني فى خدمة الوطن وحسن معاملة المواطن، إنطلاقًا من جوهر دور الشرطة فى تحقيق أمن وسلامة المجتمع.

سيادة الرئيس :
في حضوركم الكريم، تؤكد هيئة الشرطة على مواصلة البذل والعطاء للتصدى لقوى الشر ولتوفير المناخ الآمن؛ لتحقيق طموحات الشعب المصري خلف قيادتكم الرشيدة؛ لبناء مصر الحضارة والتقدم، والتي تجنى ثماره الأجيال في الحاضر والمستقبل.

أجيال تحفظ لسيادتكم التقدير والإعتزاز وأنت تضرب المثل والقدوة، وتحمل آمال وهموم الأمة، لا تفرط فى حق ولا تتراجع عن واجب، تسعى إلى السلام الشامل والعادل، وتنتصر لحقوق الشعوب، فى تجرد كامل، وصدق مع النفس والتزام أمام التاريخ.
حفظكم الله ورعاكم ، وسدد بالحق كل خطاكم.
إنه نعم المولى ونعم النصير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.