السبت 20 ديسمبر 2025 الموافق 29 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

رمضان عبدالمعز: لا تشمتوا بأهل البلاء والإيمان الحق يمنع الأذى وتتبع العورات

السبت 20/ديسمبر/2025 - 06:51 م
 الشيخ رمضان عبدالمعز
الشيخ رمضان عبدالمعز

أكد الشيخ رمضان عبدالمعز، الداعية الإسلامي، أن الله سبحانه وتعالى امتنّ على عباده بنعمة الهداية والطاعة، مشيرًا إلى قوله تعالى في سورة النساء: ﴿كذلك كنتم من قبل فمنّ الله عليكم﴾، موضحًا أن الإنسان لم يهتدِ بنفسه، وإنما الهداية من الله وحده، كما قال سبحانه: ﴿بل الله يمنّ عليكم أن هداكم﴾، ولذلك لا يجوز للعبد أن يشمت في أهل المعاصي أو البلاء، لأن العافية فضل من الله وليست استحقاقًا ذاتيًا.

وبيّن خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم السبت، أن المسلم إذا رأى مبتلًى بمعصية يقول: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به غيري»، ويدعو له بالهداية، لا أن يشمت به أو يؤذيه، مستشهدًا بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اهدِ قومي فإنهم لا يعلمون».

وأوضح الشيخ رمضان عبدالمعز أن الإيمان الحق يظهر في كفّ الأذى عن الناس، مؤكدًا أن من يؤذي الناس أو يتتبع عوراتهم فليعلم أن الإيمان لم يدخل قلبه بعد، لأن الإيمان إذا دخل القلب حجز صاحبه عن سوء الظن، ومنعه من التجسس، وصرفه عن الغيبة، مستدلًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف رحله».

وتطرق الداعية الإسلامي إلى المشاهد الختامية في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، موضحًا أن آخر خروجه كان لزيارة شهداء أُحد، ثم عاد إلى المدينة واشتد عليه المرض، وكان يعاني حمى شديدة، وكان ذلك في بيت السيدة ميمونة رضي الله عنها، ثم استأذن زوجاته أن يُمرَّض في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، فوافقن، ونُقل النبي صلى الله عليه وسلم إليها وهو متكئ من شدة المرض، الأمر الذي أثار فزع الصحابة حين رأوه على هذه الحال، فشعروا بالخوف من فراقه.

وبيّن الشيخ رمضان عبدالمعز أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يطمئن الأمة ببيانٍ ختامي، فقال: «أيها الناس، بلغني أنكم تخافون من موت نبيكم، فهل خُلِّد نبي قبلي فيمن بُعث فيهم حتى أخلد فيكم»، مستشهدًا بقوله تعالى: ﴿وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون﴾، ثم قال صلى الله عليه وسلم: «إني لاحق بربي، وإنكم لاحقون بي، وإن موعدكم الحوض».

وأوضح أن الحوض يكون في أرض المحشر، ويُملأ بماء من نهر الكوثر الذي أعطاه الله لنبيه، وتسقي الملائكة منه، ويسقي النبي صلى الله عليه وسلم المؤمنين بيده الشريفة، مؤكدًا أن النبي قال: «فمن أراد منكم أن يرد الحوض عليّ غدًا فليكفف يده ولسانه»، مشددًا على أن الطريق إلى شرف مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم والشرب من حوضه يبدأ بكف الأذى عن الناس، وحفظ اللسان واليد، وعدم النيل من أحد، لأن الإيمان الصادق لا يجتمع مع أذى الخلق ولا مع الشماتة ولا مع تتبع العورات.