أحمد الطلحي: الاستخارة سنة نبوية ترفع الحيرة وتفتح أبواب الخير
أكد الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، أن المسلم في حياته اليومية يستخير ويستشير، لكن السؤال الأهم: هل أرشدنا النبي ﷺ إلى الاستخارة؟ وهل كانت حاضرة في سيرته وتعليمه لأصحابه؟
وأوضح الشيخ أحمد الطلحي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الخميس، أن الاستخارة في معناها اللغوي تعني العطف والميل، أي أن يميل الإنسان إلى ما فيه الخير، وشرعًا هي طلب الخير من الله سبحانه وتعالى، وطلب الخيرة بين أمرين محبوبين يحتاج الإنسان إلى أحدهما، فيلجأ إلى الله ليختار له الأفضل، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ علم الأمة ذلك من خلال صلاة الاستخارة.
وبيّن الداعية الإسلامي أن صلاة الاستخارة هي ركعتان من غير الفريضة، فلا تكون ظهرًا ولا عصرًا ولا مغربًا ولا عشاءً ولا فجرًا، وإنما تصلى في أي وقت من الأوقات الجائزة للصلاة، ليلًا أو نهارًا، مع استثناء أوقات النهي عند شروق الشمس وغروبها، موضحًا أن المصلي يقرأ فيهما الفاتحة وما تيسر له من القرآن الكريم، وهو يستحضر الأمر الذي يريده، سواء كان زواجًا أو طلب علم أو رزق أو بيعًا أو شراءً أو أي شأن من شؤون الدنيا.
وأشار الشيخ أحمد الطلحي إلى أن المصلي بعد الركعتين يحمد الله تعالى ويثني عليه، ويصلي على النبي ﷺ، ثم يدعو بالدعاء الوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الدعاء الذي رواه الإمام البخاري في حديث جابر رضي الله عنه، مؤكدًا أن النبي ﷺ كان يعلم الصحابة الاستخارة في كل الأمور كما يعلمهم السورة من القرآن الكريم، لما لها من أهمية عظيمة في حياة المسلم.
وأكد أن الحكمة من الأمر بركعتين من غير الفريضة أن يقرع العبد باب الله سبحانه وتعالى بالصلاة، لأنها أعظم أبواب القرب، وأن الاستخارة ولو لم يكن فيها إلا بركة الصلاة وامتثال سنة النبي ﷺ لكانت خيرًا عظيمًا، فهي بركة في الدنيا، وبركة في البرزخ، وبركة في الآخرة، فضلًا عن بركة الألفاظ النبوية التي يدعو بها المستخير.
وشدد الشيخ أحمد الطلحي على أن الأفضل للمسلم أن يجمع بين الاستخارة والاستشارة، لأن ذلك من كمال الامتثال للسنة النبوية، مستشهدًا بكلام أهل العلم أن الرأي الواحد قد يزل، والعقل الفرد قد يضل، وأن العاقل يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، محذرًا من ترك الاستخارة والاستشارة لما قد يترتب عليه من تعب وندم.
ولفت إلى أن الإمام النووي رحمه الله أكد على ضرورة الصدق في الاستخارة، وأن يتبرأ الإنسان من حوله وقوته واختياره، ويفوض الأمر كله لله عز وجل، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول…» وذكر دعاء الاستخارة المعروف، مبينًا أن المستخير يسمي حاجته ويسأل الله الخير فيها.
وأوضح فوائد صلاة الاستخارة، ومنها تعلق قلب المؤمن بالله في جميع أحواله، والرضا بما قسمه الله، وأنها سبب للسعادة وراحة البال وطمأنينة النفس، ورفع الروح المعنوية، وزيادة الثواب، ودليل على الثقة في الله، ومخرج من الحيرة والشك، وامتثال صادق للسنة النبوية المطهرة، مؤكدًا أن الاستخارة نور وبركة، وأنها باب من أبواب القرب من الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، داعيًا إلى الإكثار من الصلاة والسلام عليه.





