جريمة «الشابو» تهز المحلة.. إحالة أوراق متهم بقتل زوجته للمفتي تمهيدًا لإعدامه
في خطوة قضائية لاقت اهتمامًا واسعًا داخل محافظة الغربية، أصدرت محكمة جنايات المحلة الكبرى، اليوم، قرارًا بإحالة أوراق المتهم م.ق إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، بعد ثبوت تورطه في جريمة قتل مروّعة راحت ضحيتها زوجته الشابة، إلى جانب اعتدائه على والدته بطريقة وحشية داخل منزل العائلة.
وجاء القرار بعد جلسة مشحونة استغرقت ساعات، شهدت حضورًا لافتًا من أسر المجني عليها والمتهم، وسط أجواء يخيّم عليها الحزن والذهول. واستعرضت النيابة العامة أمام المحكمة ملابسات الجريمة التي جرت قبل عدة أشهر، مؤكدة أن المتهم نفذ فعلته بدم بارد رغم كونه تحت تأثير مادة «الشابو» المخدرة، التي لا تنزع عنه المسؤولية الجنائية. وأوضحت النيابة أن طريقة الاعتداء، وشهادة الشهود، وتقارير الطب الشرعي كلها تؤكد وجود نية واضحة ومسبقة للقتل، مطالبة بتطبيق أقسى عقوبة لردع كل من قد يفكر في ارتكاب جرائم مشابهة.
وعلى الجانب الآخر، تمسك دفاع المتهم بأن موكله كان في «حالة فقدان سيطرة» بسبب تأثير المخدر شديد الخطورة، مؤكدًا أن الهلاوس والتخيلات قادته للاعتداء ظنًا بوجود تهديد غير حقيقي، ما يفقد الواقعة عنصر القصد الجنائي، على حد تعبيرهم. وطلب الدفاع البراءة أو تخفيف العقوبة إذا رأت المحكمة خلاف ذلك.
وخلال الجلسة، دخل المتهم قاعة المحكمة وهو مكبّل وسط حراسة أمنية مشددة، فيما ارتفعت همسات الحزن بين أفراد أسرته وأسرة الضحية التي لم تتمالك دموعها عند سرد تفاصيل المأساة. وتبيّن من التحقيقات أن الجريمة بدأت عندما نشب خلاف حاد بين الزوجين نتيجة شكوك غير منطقية سيطرت على المتهم تحت تأثير الشابو. ومع تصاعد غضبه، انهال على زوجته ضربًا مبرحًا حتى فارقت الحياة، ثم اعتدى على والدته المسنة التي حاولت التدخل، مسبّبًا لها إصابات بالغة.
وأكدت تحريات المباحث أن المتهم أبدى مقاومة عنيفة عند ضبطه، ما استدعى تدخل عدة أفراد من الشرطة للسيطرة عليه، قبل عرضه على النيابة العامة التي باشرت التحقيقات وقدّمت القضية إلى الجنايات.
ومع إحالة الأوراق إلى المفتي، يترقب الشارع قرار المحكمة النهائي في الجلسة المقبلة، في قضية أصبحت حديث الأهالي نظرًا لخطورة دوافعها، ولارتباطها بمخدرات تخليقية تُعد من أخطر المواد انتشارًا خلال السنوات الأخيرة.
