الأحد 07 ديسمبر 2025 الموافق 16 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

هشام الجخ: الصعايدة أبعد الناس عن المشاكل.. ووصية والدي "لو فتحت مش هتقفل"

السبت 06/ديسمبر/2025 - 07:40 م
 الشاعر الكبير هشام
الشاعر الكبير هشام الجخ

تحدث الشاعر الكبير هشام الجخ، عن والده الراحل، مبرزًا شخصيته الصارمة والحكيمة ودوره كتربوي في صعيد مصر، وكيف كان يُمثل الشبح لطلاب المعهد الفني التجاري في سوهاج.

واستهل “الجخ”، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج “كل الكلام”، المذاع على قناة “الشمس”، حديثه بالدعاء لوالده، واصفًا إياه بأنه كان يمتلك يدًا قوية ومهابة، مؤكدًا أنه كان يخشاه رغم حبه له.

وكشف الشاعر الكبير هشام الجخ، عن أن والده كان يُدير المعهد الفني التجاري بسوهاج، وهو مكان كان يستقبل الطلاب الذين يسقطون في الثانوية العامة لثلاث سنوات متتالية، ليتحولوا إلى ما كان يسمى "المسار الخاص"، معقبًا: "المسار ده بتاع العيال بتاعتنا الفاشلة اللي سقطت ثلاث سنين في ثانوية عامة.. مين اللي ماسكه؟، الشبح!".

وروى قصة طريفة وقعت له مع جار له كان من "عيال مدينة ناصر" التي انتقل إليها، بعد أن فشل الجار في الثانوية وأُرسل إلى معهد والده، وزار الجار الشاعر هشام الجخ متوعدًا بالقول: "هو شكله كده هيتعبني بس هقرفه!"، وبعد شهرين من غياب صديقه، عاد ليطرق الباب قائلاً: "ابوس إيدك وصّل أبوك، قول له.. أمال فين حدايقه؟!"، في دلالة على صرامة الأب التي أفقدت الشاب قدرته على المجاراة أو إحداث القلق.

وانتقل للحديث عن حكمة والده في تربية أولاده الذكور الأحد عشر، مشددًا على أن سمعة الصعيد في كثرة المشاكل غير صحيحة على الإطلاق، بل العكس هو الصحيح، معقبًا: "الصعايدة أبعد الناس عن المشاكل.. أبويا كان يوصينا، يا ابني ما هي لو فتحت هتفتح عليك وعلى إخواتك وعلى عمامك وعلى أخوالك، هتفتح مش هتقفل"، مؤكدًا أن تربية الصعيد تقوم على أساس تجنب الخلافات لأن فتح باب المشاكل يعني دخول في حلقة لا تنتهي، وهو ما يجعل الصعايدة عمليًا أكثر الناس ابتعادًا عن النزاعات.

ولخص صدمته الثقافية عند انتقاله للعيش في القاهرة عام 1995، حيث وجد اختلافًا جذريًا في التعامل مع الخلافات: "كنت بشوف حاجات أنا مش معتادها، زي مثلاً أن تبقى راكب الميكروباص فيحصل خلاف ما بين أحد الركاب والميكروباص، فيشتموا بعض بأمهاتهم".

وأشار إلى أنه في البيئة التي نشأ فيها، مجرد تبادل الشتائم بهذه الطريقة كان يعني بالضرورة "الدم والموت"، بينما كان يرى في القاهرة أن الأمر ينتهي ويكمل الناس طريقهم، ما يدل على اختلاف منظومة القيم الاجتماعية في التعامل مع النزاع، مختتمًا حديثه عن والده بالقول: “أبويا رحمه الله عليه كان معلمًا حكيمًا، وكان عنيفًا ويخوّف.. أنا لا أذكر أبويا ضربني مرتين مثلاً، بس هو سبحان الله ليه طلة كده بتخوّف”.