تغير الخريطة الانتخابية.. تحليل «مصر تايمز» يكشف تبدل موازين القوى بالدوائر الملغاة
تشهد الدوائر الملغاة بانتخابات مجلس النواب 2025 حالة غير مسبوقة من إعادة لترتيب المشهد الانتخابي، بعدما قلبت قرارات الإلغاء موازين المنافسة في عدد من المحافظات، ودفعت المرشحين إلى جولة جديدة من الحشد واستعادة الثقة، وفي تحليل لـ«مصر تايمز» نتتبع كيف تغيرت اتجاهات التصويت بين الجولتين، ومن استفاد من الإعادة، ومن خسر جزءًا من رصيده، لتكشف الأرقام عن مفاجآت لافتة وصعود غير متوقع لوجوه بعينها، مقابل تراجع أسماء كانت متقدمة قبل الإلغاء.
تراجع المشاركة وانخفاض حاد في الأصوات الصحيحة بالبحيرة
شهدت محافظة البحيرة واحدة من أكثر جولات الإعادة إثارة في انتخابات مجلس النواب 2025، بعد أن كشفت مؤشرات الحصر العددي في الدوائر الثلاث التي أعيدت فيها الانتخابات، ضمن 19 دائرة قضت الهيئة الوطنية للانتخابات بإعادة التصويت بها، عن تغييرات واسعة في خريطة الأصوات، مقارنة بنتائج الجولة الأولى قبل الإلغاء.
أبرز ما ميز جولة الإعادة هو الانخفاض الكبير في عدد المشاركين مقارنة بالجولة الأولى، في دمنهور تراجع عدد الأصوات الصحيحة بأكثر من 26 ألف صوت، وهو التراجع نفسه تقريبًا الذي شهدته دائرة أبوحمص وإدكو، ما أحدث تأثيرًا مباشرًا على ترتيب المرشحين ونسب حصولهم على الأصوات.
دمنهور.. صدارة مستمرة لسناء برغش ولكن دون الأغلبية
حافظت النائبة سناء برغش عن حزب مستقبل وطن على صدارة الأصوات في دمنهور خلال الإعادة، لكنها فقدت أكثر من 43 ألف صوت مقارنة بالجولة الأولى، ولم تستطع تجاوز حاجز النصف +1 كما فعلت من قبل.
بينما صعد المرشح المستقل طه الشهاوي إلى المركز الثاني بدلًا من الخامس، فيما شهدت الدائرة خروج أسماء بارزة من قائمة الأعلى أصواتًا، منها: عصام الفقي، عادل حماد، أحمد الجارحي.
ودخل بدلًا منهم إلى قائمة المنافسة المرشح محمد بهنسي (المصري الديمقراطي)، وعلاء زعيتر (مستقل)، وأشرف الشريف، ومحمود الجندي، فيما بلغ إجمالي الأصوات الصحيحة في الدائرة 112 ألفًا و571 صوتًا، يتنافس عليها 3 مقاعد نيابية.
أبوحمص وإدكو: انقلاب كامل في المشهد وتقدم العرجاوي
كانت دائرة أبوحمص وإدكو هي الأكثر درامية، إذ انقلب المشهد تمامًا مقارنة بالجولة الأولى، فيما كان كل من علي أبو نعمة ومحمود رشاد مرشح حزب النور قد حصلا على أكثر من 102 ألف صوت لكل منهما في الجولة الأولى، جاءت الإعادة لتطيح بهما بعيدًا عن الصدارة.
وتقدم النائب السابق أحمد العرجاوي (مستقل) ليحتل المركز الأول بـ 55,209 صوتًا، متفوقًا بفارق كبير على محمود رشاد بـ 38,883 صوتًا، علي أبو نعمة بـ 31,620 صوتًا، صالح شيشي بـ 20,246 صوتًا، فيما بلغ عدد الأصوات الصحيحة بالدائرة 126 ألفًا و819 صوتًا.
إيتاي البارود وشبراخيت.. مفاجأة بدخول سعيد شتا وخروج حمروش
أما الدائرة الثامنة، التي تضم مركزي إيتاي البارود وشبراخيت، فشهدت أيضًا تغييرات مهمة في قائمة الأعلى أصواتًا،
فبعد أن جاءت القائمة الأولى في الجولة السابقة على النحو التالي:
1. شمس الدين أنور
2. أحمد سعيد أبو عمر
3. عمر حمروش
4. عماد الغنيمي
تغير الترتيب بالكامل بعد الإعادة وجاء كالآتي:
تقدم عماد الغنيمي (مستقل) للصدارة بـ 34,987 صوتًا، حل أحمد سعيد أبو عمر (حزب النور) في المركز الثاني، دخل الصحفي سعيد شتا إلى المنافسة لأول مرة بـ 23,255 صوتًا، تراجع شمس الدين أنور إلى المركز الرابع رغم تصدره الجولة الأولى، وبلغ إجمالي الأصوات الصحيحة في الدائرة 141 ألفًا و399 صوتًا.
خريطة انتخابية جديدة في البحيرة
تعكس نتائج الإعادة تحولات واضحة في سلوك الناخبين بعد قرار الإلغاء وإعادة التصويت، أبرزها: انخفاض المشاركة بشكل ملحوظ، تراجع مرشحين كانوا متصدرين بأكثر من نصف الأصوات، صعود مستقلين على حساب أحزاب كبرى، ودخول مرشحين جدد إلى قائمة المنافسة لأول مرة.
وتظل البحيرة واحدة من أكثر المحافظات تنافسًا في الجولة المعادة، حيث يتنافس المرشحون عبر 264 مركزًا انتخابيًا و297 لجنة، بإجمالي كتلة تصويتية تتجاوز 1.7 مليون ناخب.
محافظة قنا.. تغيرات واسعة وصعود غير مسبوق للمستقلين
في محافظة قنا، عكست نتائج الحصر العددي حالة إعادة تشكيل واضحة في خريطة المنافسة، بعد عودة الناخبين إلى الصناديق مجددًا، وشهدت الدوائر الأربع بالمحافظة بروزًا لافتًا للمرشحين المستقلين، مقابل تراجع ملحوظ لمرشحين من أحزاب كبرى، وهو ما فتح باب التحليلات حول كيفية تغير اتجاهات التصويت مقارنة بما قبل الإلغاء.
في مركز قنا، حسم المشهد بتأهل أربعة مرشحين إلى جولة الإعادة جميعهم من المستقلين باستثناء مرشح واحد من حزب «الشعب الجمهوري»، فيما خرج مرشح «حماة الوطن» من السباق رغم حضوره القوي في دورات انتخابية سابقة.
تحول الفوز إلى خسارة
أما مركز قوص، فكان الأكثر إثارة، إذ صعد أربعة مستقلين دفعة واحدة إلى جولة الإعادة، بينما تراجع مرشحا «مستقبل وطن» و«الجبهة الوطنية»، رغم أن النتيجة قبل الإلغاء كانت تمنح فوزًا مباشرًا لأحدهما وإعادة للآخر.
وفي مركز نجع حمادي، تمكن مرشح مستقل واحد فقط من حسم مقعده من الجولة الأولى، بينما اتجهت بقية المقاعد إلى الإعادة بين مستقلين ومرشحي أحزاب كبرى، في مشهد مغاير تمامًا لما أفرزته النتائج الملغاة قبل أسابيع.
وفي أبوتشت، اشتعل التنافس بين مرشحين مستقلين وآخرين من «مستقبل وطن» و«حماة الوطن»، مع تغير ترتيب الأصوات مقارنة بما كان معلنًا سابقًا، ما جعل الدائرة واحدة من أكثر الدوائر سخونة في المحافظة.
هذه التحولات بقنا تشير إلى أن المزاج الانتخابي في قنا اتجه نحو إعادة التقييم وإعادة ترتيب أوراق المنافسة، في ظل مشاركة مكثفة من الناخبين وتغير معادلات الحشد المعتادة.
سوهاج.. الصعيد يتخلى عن مرشحي الأحزاب
شهدت الدائرة الرابعة بمحافظة سوهاج، التي تضم مراكز طما وطهطا وجهينة، واحدة من أكثر الجولات الانتخابية إثارة خلال سباق مجلس النواب 2025، بعدما جاءت النتائج الأولية قبل الإلغاء لتبرز تفوقًا واضحًا لعدد من المرشحين، وعلى رأسهم مصطفى حسين أبو دومة الذي اقترب من حسم مقعده من الجولة الأولى، إلا أن قرار الإلغاء أعاد ترتيب أوراق المنافسة بالكامل، وفتح الباب أمام إعادة توزيع الأصوات وتغير اتجاهات الناخبين في دائرة تشهد منذ سنوات صراعًا انتخابيًّا محتدمًا بين قوى حزبية ومنافسين مستقلين.
وفي جولة الإعادة التي تمت بعد قرار الإلغاء، كشفت الأرقام عن تغير ملحوظ في خريطة التصويت، حيث تمكن أبو دومة من توسيع الفارق لصالحه، فيما فقد مرشحون آخرون جزءًا من أصواتهم، مثل نشأت فؤاد عباس الذي سجل تراجعًا كبيرًا مقارنة بما حصده قبل الإعادة.
كما أظهرت النتائج تقدمًا نسبيًّا لمرشحين آخرين مثل علاء الحديوي، ما يعكس تحركات جديدة في الحملات الانتخابية وإعادة توجيه لدعم بعض الكتل التصويتية، في مشهد يعكس حساسية الدائرة وتأثرها بأي إعادة تنظيم في العملية الانتخابية.
صعود المستقلين وتغييرات بارزة في الفيوم بعد الإلغاء والإعادة بالانتخابات
دخلت محافظة الفيوم مرحلة الحسم النهائي في انتخابات مجلس النواب 2025 بعد جولات الإلغاء والإعادة التي شهدتها الدوائر الثلاث، لتظهر خريطة جديدة للمنافسة البرلمانية بالمحافظة.
في الدائرة الأولى مركز وبندر الفيوم، حسم مقعدين من الجولة الأولى لصالح اللواء علي أيوب الذي حصل على 39,849 صوتًا، والنائب محمد ربيع العمدة بحصوله على 14,773 صوتًا، بينما يتنافس على المقعد الثالث كل من محمد فؤاد خليل وسيد سلطان في جولة إعادة مرتقبة.
أما الدائرة الثالثة مركز اطسا، فقد شهدت مفاجأة بعد فوز المرشحين المستقلين مصطفى البنا وحسام خليل، متجاوزين مرشحي حزبي مستقبل وطن وحماة الوطن، حيث حصل البنا على 40,031 صوتًا وحصل خليل على 37,875 صوتًا، بينما سجل ياسر سلومة وأكرم شعت 31,831 و29,242 صوتًا على التوالي.
وفي الدائرة الرابعة مركز أبشواي ويوسف الصديق، لم يتجاوز أي مرشح نسبة الحسم، ما أدى إلى إعادة المنافسة بين الأربعة الأعلى أصواتًا وهم يوسف الشاذلي من مستقبل وطن وعلاء العمدة ومصطفى مؤمن ومحمد تعيلب، لتتجه الأنظار إلى جولة الإعادة التي تحدد شكل المنافسة النهائي.
في النهاية تبقى هذه الأرقام حصرًا عدديًا لأصوات الداخل فقط، ولا تعتبر إعلانًا رسميًا للنتيجة، إذ تختص اللجنة العامة والهيئة الوطنية للانتخابات بإعلان النتائج النهائية بعد إضافة أصوات الخارج.





