علاج مناعي جديد يفتح آفاقا واسعة أمام مرضى الورم النقوي المتعدد

أيعلن الدكتور عماد عبيد نائب عميد المعهد القومي للأورام وأستاذ أمراض الدم بجامعة القاهرة عن طرح علاج جديد يشكل طفرة كبيرة في التعامل مع الورم النقوي المتعدد الذي يصيب غالبا البالغين بين 40 و70 عاما وقد يظهر أحيانا لدى من هم في الثلاثينيات.

ويشرح عبيد أن الميلوما ورم خبيث يصيب خلايا البلازما في نخاع العظم ويمثل نحو عشرة في المئة من أمراض الدم ويبدأ عادة بآلام عظمية وفقر دم وإرهاق وفقدان وزن غير مبرر في ظل اعتماد العلاجات القديمة على الكيميائي أو زرع النخاع.

العلاج المناعي الجديد ومميزاته

وأضاف عبيد أن العلاج الجديد المعروف باسم إلراناتاماب يعد علاجا مناعيا موجها يعمل عبر الأجسام المضادة ثنائية التخصص لتحفيز المناعة على استهداف خلايا الورم وقد حصل على موافقات دولية بعد أن أثبتت تجاربه نسب استجابة مرتفعة.

ويشير إلى أن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية منحت العلاج موافقتها في الرابع عشر من أغسطس 2023 لاستخدامه لدى المرضى الذين يعانون من ميلوما متكررة أو مقاومة عقب أربع خطوط علاج سابقة على الأقل.

ويكشف أن الدراسات أوضحت وصول نسبة الاستجابة العامة إلى نحو سبعة وخمسين فاصل سبعة في المئة بين سبعة وتسعين مريضا واستمرار الاستجابة لما يزيد على تسعة أشهر لدى أكثر من اثنين وثمانين في المئة منهم.

ويؤكد أن استخدام العلاج يقتصر على الحالات المتكررة أو المقاومة ويستلزم فحوصا جينية وبذل نخاع لتحديد مستوى الخطر وفي حال ارتداد المرض يفضل التوجه لزراعة نخاع من متبرع خاصة عند الارتداد بعد ستة أشهر أو في وجود خلل جيني أو مرحلة سكون.

ويوضح أن الزراعة الذاتية للنخاع تستخدم غالبا للأطفال أو بعض الحالات الخاصة بينما تفضل الزراعة من متبرع في اللوكيميا أو الارتدادات المتكررة بعد العلاج.

ويشدد على أن تبني نمط حياة صحي يبدأ بتجنب اللحوم المصنعة والحفاظ على وزن مناسب وتقليل السكريات والابتعاد عن التدخين والكحوليات وممارسة الرياضة بانتظام إلى جانب الإصغاء المبكر لشكاوى المريض مثل الحرارة المستمرة وألم العظام وفقدان الوزن والإرهاق.

ويدعو الأطباء وخصوصا المبتدئين إلى الانتباه للأعراض التي قد تبدو عابرة قبل التشخيص مؤكدا أن حسن الإصغاء والفحص السليم يمثلان خط الدفاع الأول أمام تأخر اكتشاف المرض.

وتوضح بيانات الوكالة الدولية لبحوث السرطان تسجيل نحو مئة وسبعة وثمانين ألفا وتسعمئة واثنتين وخمسين حالة ميلوما جديدة عالميا عام 2022 مع أكثر من مئة وواحد وعشرين ألف وفاة فيما تتوقع دراسات أمريكية ارتفاع الحالات الجديدة بنحو سبعين فاصل ثمانية في المئة بحلول عام 2045 مع تقدير حدوث ستة وثلاثين ألفا ومئة وعشر حالات في عام 2025.