بابا الفاتيكان يدعو إلى إعطاء المحتاجين بلا حساب في لبنان
قال بابا الفاتيكان ، خلال ترؤسه اللقاء الخاص مع الأساقفة والكهنة والمكرّسين والعاملين في الحقل الرعوي، في بازيليك سيدة لبنان – حريصا، المحطة الثانية في يومه الثاني في لبنان بعد زيارته دير مار مارون في عنايا، إن "مزار حريصا هو علامة الوحدة لكل الشعب اللبناني".
وأشار إلى أن "المسؤولية التي تقع علينا جميعا تجاه الشباب، فمن الضروري أن نعزز حضورهم حتى في المجالات الكنسية"، وطالب بالتوجّه إلى "المحتاجين والذين لا مال لهم والذين هم في أوضاعٍ شديدة عبر خياراتٍ مهمّةٍ تقوم على المحبّة السّخيّة إلى ما هو أبعد، نحو الشماء، حتى في أحلك اللحظات".
وقال :"إذا أردنا أن نبني السّلام علينا التمسك بالمرساة التي تصلنا بالسّماء ونتوجّه إليها بثبات. لنحبّ ولا نخفْ من أن نفقد ما هو زائل ولنعطِ بلا حساب".
وحضر اللقاء اللبنانية الأولى نعمت عون، والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وعدد من الأسقافة ، ولفيف من المطارنة والرئيسات العامات والرؤساء العامين.
ثم قدم وردة ذهبية للعذراء مريم، بحسب التقليد المتبع، كما قدمت له هديتان تذكاريتان، ووفق الوكالة الوطنية للاعلام .
واستقبل اللبنانيون بابا الفاتيكان ، لدى وصوله إلى بازيليك سيدة لبنان – حريصا، بالزغاريد وصوت قرع الأجراس ، كما نشرت قيادة الجيش اللبناني مقطع فيديو للقوات الجوية مرحبة بقداسة بابا الفاتيكان.
وكان بابا الفاتيكان أكد ، في كلمة خلال زيارته دير مار مارون – عنايا في محافظة جبل لبنان ، أنه لا سلام من دون محادثات وحوار .
وقال ، في كلمته ، "نطلب السلام للعالم، ونتضرّع إليه بشكل خاص من أجل لبنان وكل المشرق. نذكّر بأن لا سلام من دون محادثات وحوار".
وأضاف البابا : "يا رب، يا من منحت القديس شربل أن يحافظ على الصمت في الحياة الخفية ويستنير بنور الحق، امنحنا نحن الذين نقتدي بمثاله أن نخوض في صحراء العالم جهاد الإيمان الحسن".
وتابع :"نريد اليوم أن نُوكل إلى شفاعة القديس شربل كل ما تحتاج إليه الكنيسة ولبنان والعالم من أجل الكنيسة نطلب الشركة والوحدة بدءًا بالعائلات الكنائس البيتية الصغيرة، ثم الجماعات المؤمنة في الرعايا والأبرشيات، وصولا إلى الكنيسة الجامعة. شركة ووحدة".
ومضى قائلا :" أما من أجل العالم فَلنَطلبِ السَّلام بصورة خاصة من أجل لبنان وكل المشرق. ونعلم جيدًا، والقديسون يُذكِّرُوننا بذلك، أنه لا سلام بدون توبة القلب لذا، فليساعدنا القديس شربل كي نتوجه إلى الله ونسأله نعمة التوبة لنا جميعًا".
بدوره ، رحّب الرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية، الأباتي هادي محفوظ، بقداسة البابا في دير مار مارون – عنايا، مؤكّدًا فرح الرهبانية والمؤمنين بهذه الزيارة المباركة.
وتجول بابا الفاتيكان داخل دير عنايا وسط الترانيم المقدسة. ودخل إلى ضريح القديس شربل حيث ركع وصلى داخل القبر، وقد أضاء شمعة أمام الضريح حملها معه من روما هدية لدير مار مارون عنايا.
وقدّم دير مار مارون عنايا للبابا أول طبعة للمزامير الصادرة عام 1610 من دير مار أنطونيوس قزحيا، إلى جانب سراج يدوي للقديس شربل يحوي ذخائره، وشمع عسلي صنعه الرهبان ويحمل الشعار البابوي.
وكان المواطنون اللبنانيون توافدوا إلى دير مار مارون في عنايا لاستقبال بابا الفاتيكان حيث تجمعوا في نقاط محددة من قبل البلديات على طول الاوتوستراد في بلدات كسروان حاملين الاعلام اللبنانية البابوية والورود والارز.
وبدأ البابا أمس الأحد زيارة إلى لبنان بعنوان "طوبى لفاعلي السلام"، تستمر حتى غد الثلاثاء ، تلبية لدعوة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والسلطات الكنسية اللبنانية.



