الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

بابا الفاتيكان يدعو إلى السير نحو السلام بالمصالحة

الإثنين 01/ديسمبر/2025 - 12:47 ص
البابا ليو الرابع
البابا ليو الرابع عشر

دعا البابا ليو الرابع عشر، في كلمة ألقاها من القصر الجمهوري اللبنانى مساء الأحد في بعبدا، خلال اللقاء الرسمي مع السلطات وممثلي المجتمع المدني والسلك الدبلوماسي بحضور رئيس الجمهورية، إلى السير نحو السلام بالمصالحة ويقول إن الالتزام من أجل السلام ومحبة السلام لا يعرفان الخوف.

وقال البابا "إنه لفرح كبير لي أن ألتقي بكم وأزور هذه الأرض، حيث السلام هو أكثر من مجرد كلمة: السلام هنا هو شوق وهو مصير، وهو عطية وورشة عمل مفتوحة دائما. أنتم مكلفون بالسلطة في هذا البلد، كل في مجاله الخاص وبأدوار محددة. ومن منطلق هذه السلطة، أود أن أوجه اليكم كلام يسوع، الذي تم اختياره ليكون مصدر الهام أساسي لهذه الزيارة: طوبى لفاعلي السلام".

وأشار إلى أن فاعلي السلام "لا يعرفون فقط البدء من جديد، بل يفعلون ذلك بصورة خاصة بطريق المصالحة الشاق. في الواقع، هناك جراح شخصية وجماعية تتطلب سنوات طويلة، واحيانا اجيالا كاملة، لكي تلتئم. إن لم تعالج، وإن لم نعمل على شفاء الذاكرة، وعلى التقارب بين من تعرضوا للاساءة والظلم، فمن الصعب السير نحو السلام".

وأضاف إن "الالتزام من أجل السلام، ومحبة السلام لا يعرفان الخوف أمام الهزائم الظاهرة، ولا يسمحان للفشل بأن يثنيهما. وبناء السلام يتطلب مثابرة، وحماية الحياة ونموها تتطلب إصرارا وثباتا".

ولفت إلى أن ثقافة المصالحة لا تولد "من القاعدة فقط، ومن استعداد البعض وشجاعتهم، بل تحتاج إلى السلطات والمؤسسات التي تعترف بأن الخير العام هو فوق خير الاطراف. والخير العام هو أكثر من مجموع مصالح كثيرة: انه يقرب اهداف الجميع بقدر المستطاع ويدفع الجميع في اتجاه واحد ليحققوا أكثر مما لو استمر كل فرد وحده".

وأعلن أن "السلام هو أن نعرف أن نعيش معا، في وحدة وشركة، متصالحين بعضنا مع بعض"، معتبرا أن "المصالحة، هى التي تسمح لنا بأن نعيش معا، وتعلمنا ايضا أن نعمل معا، جنبا إلى جنب، من أجل مستقبل مشترك".

وأشار البابا ليو إلى أن "هناك ملايين اللبنانيين، هنا وفي كل العالم، يخدمون السلام بصمت، يوما بعد يوم. أما أنتم، الذين تحملون المسؤوليات المختلفة في مؤسسات هذا البلد، فلكم تطويبة خاصة إن استطعتم أن تقدموا هدف السلام على كل شيء".

وأضاف البابا ليو "لا يمكننا أن نبلغ الحقيقة إلا باللقاء. كل واحد منا يرى جزءا من الحقيقة، ويعرف جانبا منها، لكنه لا يستطيع أن يستغني عما يعرفه أو يراه الآخر وحده. الحقيقة والمصالحة تنموان دائما وفقط معا: سواء في العائلة، أو بين الجماعات المختلفة والمكونات المتعددة في بلد ما، أو بين البلدان المختلفة".

واعتبر أنه "لا توجد مصالحة دائمة بدون هدف مشترك، وبدون انفتاح على مستقبل يسود فيه الخير على الشر الذي عانى منه الناس أو فرضوه على غيرهم في الماضي أو الحاضر".

ولفت إلى صفة تميز اللبنانيين أنهم "شعب لا يستسلم، بل يقف أمام الصعاب ويعرف دائما أن يولد من جديد بشجاعة".

وأضاف "أنتم بلد متنوع، وجماعة مكونة من جماعات، لكن موحد بلغة واحدة هي لغة الرجاء، اللغة التي سمحت لكم دائما بأن تبدأوا من جديد".

وأشار إلى أن "نوعا من التشاؤم والشعور بالعجز قد ساد حولنا، في كل أنحاء العالم تقريبا: وصار الناس لا يقدرون حتى أن يسألوا أنفسهم ما الذي يمكنهم أن يعملوه لتغيير مجرى التاريخ".

وكان البابا قد وصل بعد ظهر اليوم الأحد إلى مطار رفيق الحريري الدولي (مطار بيروت) ليبدأ زيارة إلى لبنان بعنوان "طوبى لفاعلي السلام"، تستمر حتى الثاني من ديسمبر المقبل، تلبية لدعوة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون والسلطات الكنسية اللبنانية.