الإفتاء: يجوز إعطاء الزميل في العمل من الزكاة إذا كان راتبه قليلا.. فيديو
أكدت دار الإفتاء المصرية أن إخراج الزكاة جائز وصحيح على الأصناف الثمانية التي ذكرها الله تعالى في القرآن الكريم في قوله:
﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].
وأوضحت دار الإفتاء، في فتوى عبر صفحتها الرسمية على موقع “فيسبوك”، أن الزميل في العمل الذي لا يكفيه راتبه يجوز إعطاؤه من الزكاة، لأنه يندرج تحت قوله تعالى: ﴿أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ﴾ [الكهف: 79]، حيث يُعد أصحاب السفينة مساكين بالرغم من ملكهم للسفينة، وبالتالي يستحقون الصدقة إذا كانوا بحاجة إلى المساعدة.
فضل الزكاة وأهميتها
وقد أكدت الإفتاء أن إخراج الزكاة له فوائد عظيمة، منها:
إكمال الإسلام: لأن الزكاة ركن أساسي من أركان الدين الإسلامي.
طاعة الله: تنفيذ أوامر الله عز وجل رغبةً في رضاه وثوابه.
تقوية العلاقات الاجتماعية: تثبيت المحبة بين الغني والفقير.
تطهير النفس: الابتعاد عن البخل والشح، وتزكية المال والنفس.
تربية المسلم على الكرم والجود: العطف على المحتاجين ومساعدة الآخرين.
وقاية النفس من الشح: قال تعالى: «ومَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
زيادة الخير والبركة في المال: وإدخال البركة في الأموال والرزق.
سبب لدخول الجنة: الزكاة سبب من أسباب الفوز بالجنة.
تحقيق التماسك الاجتماعي: لأنها تجعل المجتمع مترابطًا ويكون فيه القوي رحيمًا بالضعيف.
النجاة يوم القيامة: الزكاة تحمي المسلم من حرّ وعذاب يوم القيامة.
عقوبة الممتنع عن إخراج الزكاة في الآخرة
أكدت دار الإفتاء أن الله تعالى حذر من منع الزكاة، وذكر في كتابه:
﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ...﴾ [التوبة: 34-35].
وقالت الإفتاء إن الممتنع عن إخراج الزكاة يوم القيامة يظهر له ماله وكنزه على شكل شجاع أقرع له زبيبتان ويُطوّق من شدقيه ويقول له: “أنا مالك، أنا كنزك”، وذلك كما رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ﷺ.
وأشارت الإفتاء إلى أحاديث صحيحة أخرى تدل على أن من لم يؤد حق الزكاة في الأموال أو بهيمة الأنعام يُعذَّب بها يوم القيامة، ويطأها عليها ويُصرف عنها الخير الذي كان يجب أن يُعطى منها للمستحقين، حتى يُقضى بين العباد.
عقوبة الممتنع عن الزكاة في الدنيا
وأضافت الإفتاء أن الله يعاقب الممتنع عن إخراج الزكاة في الدنيا أيضًا، بعدم بركة المال، وابتلاءه بالفقر والحاجة والأمراض، كما ورد في حديث الرسول ﷺ: «وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا». وهذا الحديث يشير إلى أن حرمان الناس من أداء الزكاة يحرمهم من بركات رزقهم في حياتهم الدنيا.





