هدى زكريا: مشاركة الأطفال في الحوار تمنحهم قوة اجتماعية وتكشف الانتهاكات

قالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة الزقازيق، إنّ دور المدرسة في التوعية يتطلب خطابًا مختلفًا يبتعد عن أسلوب الأوامر التقليدية الذي تمارسه مؤسسات الكبار، مؤكدةً أن تجربة سابقة لها في مدرسة ابنها كشفت عن ضرورة مخاطبة الأطفال بلغة تجعلهم يشعرون بالتفاعل الحقيقي.

وقالت إنها عندما طُلب منها الحديث مع الطلاب بعد واقعة إساءة لبعض المدرسين، بدأت حديثها معهم عبر رواية "حدوتة" تُظهر نفسها كأنها كانت طفلة، لتكسر حاجز السلطة الذي يشعر به الأطفال تجاه البالغين.

وأضافت في حوارها مع المحامي الدولي والإعلامي خالد أبو بكر، مقدم برنامج "آخر النهار"، عبر قناة "النهار"،  أنّ التوعية داخل المدارس لا تقتصر على الدور الرقابي، بل تشمل بناء علاقة تشاركية بين الطفل والمعلم، بحيث يشعر الطفل بقدرته على حل المشكلات، مشيرةً إلى المثال الذي سردته حين ساعدها الأطفال في "الخروج من مأزق" داخل القصة التي روتها لهم، وهو ما يعكس قدرتهم على الفعل الاجتماعي والثقافي متى ما تم إشراكهم بطريقة صحيحة.

وفيما يتعلق بالرقابة داخل المدارس، شددت على أن الاعتماد على الكاميرات وحدها ليس كافيًا، لأن المجرم قد يتفادى الأماكن الخاضعة للمراقبة. وأوضحت أن الرقابة الفعّالة تتطلب ما أسمته "الخيال السوسيولوجي"، الذي يشمل متابعة حركة الأطفال في الفسحة والبريك ومراقبة حواراتهم والمشاركة فيها عند الضرورة.

وذكرت مثالاً لطفل قال لها إن أحد أولياء الأمور زاحمه واعتدى عليه لفظيًا أثناء دخوله المدرسة، ما جعله يدرك أن المدرسة ذات القوانين الصارمة قد تفشل أحيانًا في فرض هذه القواعد على الجميع، وهو ما يستدعي رقابة أوسع وأكثر عمقًا.

https://www.facebook.com/alnahareg/videos/1504145057545589/