الاستخبارات التركية تكشف عن شبكة تجسس لدولة عربية في إسطنبول
أعلنت الاستخبارات التركية عن إحباط شبكة تجسس مرتبطة بجهاز الاستخبارات الإماراتي في إسطنبول، وذلك بعد عملية أمنية ناجحة أسفرت عن اعتقال ثلاثة أشخاص وتوقيف شخص آخر خارج البلاد.
ويأتي هذا الكشف في وقت حساس، حيث كانت العلاقات بين تركيا والإمارات قد شهدت توترات كبيرة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والتي اتهمت فيها أنقرة الإمارات بدعم المحاولة. لكن العلاقات بين البلدين بدأت في التحسن منذ عام 2022، بعد سلسلة من المباحثات لتجاوز الخلافات، إلا أن هذا التطور الأمني يعكس وجود قضايا حساسة ما زالت تعكر الصفو بين البلدين.
ووفقًا للبيان الصادر عن نيابة إسطنبول، فقد تم رصد أنشطة تجسس تستهدف جمع معلومات حساسة حول الصناعات الدفاعية التركية، بما في ذلك تفاصيل حول المسؤولين في هذه الصناعات وأرقام هواتفهم، وكذلك المعلومات المتعلقة بمسؤولين في وزارة الخارجية التركية. وقد تم تنفيذ هذه الأنشطة تحت غطاء استخدام هواتف محمولة تنشط داخل تركيا، وفقًا لما ذكرته السلطات التركية.
وأوضح البيان أن العناصر المتورطة في هذه الأنشطة استخدموا هويات مزيفة من أجل جمع المعلومات، بالإضافة إلى شراء خط اتصال GSM محلي في تركيا، والذي تم نقله بعد ذلك إلى الإمارات ليتم استخدامه من قبل عناصر الاستخبارات الإماراتية.
وأفادت السلطات التركية بأنها قامت بحملة أمنية صباح اليوم لضبط المتورطين، وتم مصادرة الأدلة المتعلقة بالجريمة، مع استمرار التحقيقات حول هذا الموضوع. تم القبض على ثلاثة أشخاص، في حين صدر أمر توقيف بحق الشخص الرابع الذي كان متواجدًا خارج البلاد وقت تنفيذ العملية.
في الوقت الحالي، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات الإماراتية بشأن هذه الاتهامات، ولا يزال الموقف الرسمي غامضًا. إلا أن هذه الحادثة تثير المزيد من التكهنات حول وجود أنشطة تجسس نشطة في المنطقة قد يكون لها تأثيرات على العلاقات بين الدول.
وتعتبر تركيا التجسس على الصناعات الدفاعية والأمنية من القضايا الحساسة للغاية، وقد تُواجه الأنشطة التجسسية بعقوبات شديدة تصل إلى السجن المؤبد أو حتى الإعدام في بعض الحالات، بما يتماشى مع القوانين التركية الصارمة في هذا المجال.