الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

المحكمة العليا في البرازيل تؤيد سجن بولسونارو بعد عبثه بسوار المراقبة الإلكتروني

الإثنين 24/نوفمبر/2025 - 08:11 م
جايير بولسونارو الرئيس
جايير بولسونارو الرئيس البرازيلي السابق

أيدت المحكمة العليا في البرازيل، اليوم الاثنين، سجن الرئيس السابق جايير بولسونارو، بعدما اعترف بمحاولة كسر سوار المراقبة الإلكتروني المثبت على كاحله خلال عطلة نهاية الأسبوع وهو قيد الإقامة الجبرية، حيث اعتبر أحد قضاة المحكمة أن هذا التصرف محاولة للهروب وتجنب تنفيذ حكم بالسجن لمدة 27 عاما بتهمة قيادة محاولة انقلاب.

وجرى اعتقال بولسونارو، البالغ من العمر 70 عاما، ووضع في زنزانة بمقر الشرطة الفيدرالية في العاصمة برازيليا، صباح السبت الماضي.

وقضت هيئة المحكمة المكونة من أربعة قضاة بالإجماع بإبقاء بولسونارو قيد الاعتقال الاحترازي.

واعتبر القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي أصدر مذكرة الاعتقال السبت الماضي، أن بولسونارو يخشى هروبه.

ومن المقرر أن يبدأ الرئيس السابق قضاء عقوبة السجن لمدة 27 عاما لإدانته بمحاولة تنفيذ انقلاب للبقاء في السلطة بعد خسارته انتخابات 2022 أمام لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

ونفى  بولسونارو محاولته الهروب من الإقامة الجبرية، موضحا أمام جلسة استماع أمس الأحد أنه أتلف سوار المراقبة الإلكتروني المثبت على كاحله بسبب "هلوسات" ناجمة عن تناول أدوية.

وأظهر مقطع فيديو نشرته المحكمة العليا في البرازيل أن الرئيس البرازيلي السابق، جايير بولسونارو، أتلف سوار كاحله الإلكتروني مستخدما كاوية لحام قبل ساعات من اعتقاله.

ويظهر بولسونارو في المقطع وهو يخبر رجل شرطة أنه وضع "كاوية لحام" على الجهاز "بدافع الفضول". وتبدو الطبقة البلاستيكية المغلفة للجهاز محترقة، فيما أكد الشرطي أن الجزء الأساسي من الآلية لم يتضرر. وعندما سئل عما إذا كان قد استخدم مكواة، أجاب: "لا، استخدمت كاوية لحام".

وأكد بولسونارو أنه لم يحاول نزع السوار.

وبحسب محضر جلسة أمس الأحد الذي نقله موقع "جي 1" الإخباري، قال بولسونارو للقاضي إنه أصيب بـ "حالة من الارتياب" بسبب الدواء وبدأ العبث بالجهاز بعد منتصف الليل، قبل أن "يعود إلى رشده" ويتوقف.

وقالت القاضية المساعدة لوسيانا سورينتينو، حسبما ورد في وثيقة للمحكمة العليا نشرت أمس الأحد بعد وقت قصير من اجتماعها عبر الإنترنت مع الرئيس السابق، إن "(بولسونارو) قال إنه كان لديه 'هلوسات' بوجود بعض التنصت على جهاز مراقبة الكاحل، لذلك حاول كشفه"، بحسب وكالة أسوشيتد برس (أ ب).

وأضافت سورينتينو أن بولسونارو أخبرها بأنه "لا يتذكر تعرضه لانهيار بهذا الحجم في مناسبة أخرى"، وتكهن بأن سببه قد يكون تغيير في دوائه الأسبوع الماضي. ونفى مرة أخرى أنه كان ينوي الهروب.

وتقول الوثيقة إن بولسونارو أخبر القاضية أيضا أنه لم يكن ينام جيدا وكان يشعر "بقدر من البارانويا" مما حفز فضوله لفتح جهاز مراقبة الكاحل.

وجاء في الوثيقة: "(بولسونارو) قال إنه كان مع ابنته وشقيقه الأكبر وأحد المساعدين في منزله ولم ير أي منهم ما كان يفعله بجهاز مراقبة الكاحل".

وأضافت: "قال إنه بدأ يلمسه في وقت متأخر من الليل وتوقف حوالي منتصف الليل".

وقال اثنان من أطباء بولسونارو اللذين جاءا لدعمه صباح أمس الأحد في وقت لاحق في بيان إنهما أوقفا استخدام دواء يزعم أنه أزعج الرئيس السابق. وقالا أيضا إنه بصحة جيدة بدنيا.

وكان اجتماع بولسونارو مع قاض مساعد أمس الأحد إجرائيا لمناقشة شرعية سجنه، ولكنه أتاح أيضا فرصة أخرى لفريق دفاعه للادعاء بأنه يجب أن يظل قيد الإقامة الجبرية بسبب اعتلال صحته.

وكان الرئيس السابق  قيد الإقامة الجبرية منذ أغسطس الماضي لانتهاكه أوامر المحكمة. وتم احتجازه صباح أول أمس السبت بعدما أطلق السوار إنذارا بعد منتصف الليل بقليل، ما أثار شكوك المحققين بشأن حدوث عبث بالجهاز، وفقا لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)

وقال القاضي ألكسندر دي مورايس إن وقفة احتجاجية ليلية كان من المقرر أن ينظمها أنصار بولسونارو بقيادة ابنه فلافيو، كان من شأنها أن تحدث فوضى تساعد الرئيس السابق على الهروب، ربما إلى سفارة صديقة قريبة. وأمر مورايس بالاحتجاز الوقائي، مبررا ذلك بوجود خطر هروب وتهديد للنظام العام.

ويأتي هذا الاعتقال بشكل منفصل عن الحكم الصادر في سبتمبر الماضي بسجن بولسونارو لأكثر من 27 عاما بتهمة محاولة الانقلاب عقب هزيمته في انتخابات عام 2022. ولا يزال الحكم غير نهائي، وكان من المتوقع تنفيذه في الأسبوع المقبل.