الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
فن وثقافة

في ذكرى رحيل سهير البابلي.. أيقونة الكوميديا التي لا تُنسى

الجمعة 21/نوفمبر/2025 - 11:46 ص
سهير البابلي
سهير البابلي

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنانة الكبيرة سهير البابلي، إحدى أبرز نجمات المسرح والدراما في مصر، والتي نجحت في أن تحجز مكانًا استثنائيًا في تاريخ الكوميديا العربية، بعدما استطاعت بصوتها وحضورها وخفة ظلها أن تنافس كبار فناني هذا اللون الفني لعقود طويلة.

نشأة وبداية سهير البابلي

ولدت سهير البابلي في محافظة دمياط، وظهرت موهبتها مبكرًا، ما دفعها للالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية ومعهد الموسيقى في الوقت نفسه، لتبدأ رحلتها مع الفن بتكوين ثقافي وفني متكامل منحها قدرة خاصة على التنوع في الأداء.

نجاح مسرحي طاغٍ وبصمة لا تُخطئها الذاكرة

انطلقت مسيرة البابلي الفنية في خمسينيات القرن الماضي، وقدمت مجموعة من أشهر العروض المسرحية التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ المسرح المصري، أبرزها:

"ريا وسكينة" مع شادية وعبد المنعم مدبولي وأحمد بدير، "مدرسة المشاغبين"، "عطية الإرهابية" وغيرها من الأعمال التي صنعت جماهيريتها الطاغية.

وفي السينما، شاركت في أفلام مميزة من بينها "الشاهد الوحيد" و"حدوتة مصرية" مع المخرج العالمي يوسف شاهين، بينما تركت بصمتها التلفزيونية في أعمال شهيرة أبرزها مسلسل "بكيزة وزغلول" الذي تحول لاحقًا إلى فيلم، ومسلسل "قلب حبيبة".

اعتزال مفاجئ وعودة محدودة بالحجاب

في منتصف التسعينيات، قررت البابلي اعتزال الفن وارتداء الحجاب أثناء تقديمها مسرحية "عطية الإرهابية"، وهو القرار الذي فاجأ جمهورها وزملاءها، واضطر المخرج جلال الشرقاوي وقتها للاستعانة بابنته عبير لاستكمال العمل.

وأرجعت البابلي قرارها إلى الرغبة في التقرب إلى الله والخوف من حسابه، مشيرةً إلى أنها تأثرت بابنتها التي سبقتها بالحجاب، إضافة إلى لقاءاتها المتكررة مع الشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور مصطفى محمود.
ورغم الاعتزال، عادت لاحقًا للمشاركة في أعمال محدودة بالحجاب، أبرزها مسلسل "قلب حبيبة"، وذلك بعد أن شجعها الشعراوي قائلًا: "وما له لو مثلتي وإنتي بالزي ده؟ توصلي رسالة مفيدة للناس؛ الناس بتشوف التليفزيون أكتر ما بتروح الجامع."

إرث فني لا يغيب

رحلت سهير البابلي تاركة وراءها إرثًا فنيًا ضخمًا وبصمة لا تتكرر في المسرح والدراما والسينما، بعدما قدمت نموذجًا للفنانة القوية الموهوبة القادرة على صناعة الضحك دون أن تفقد عمق الشخصية وجديتها.