أستاذ علم نفس يوضح العلاقة بين الاختلاف والخلاف
أكد الدكتور علي سالم، أستاذ مساعد علم النفس بكلية الآداب بجامعة حلوان، أن فكرة "لازم يبقى في شوية فلفل وشطة" داخل العلاقة الزوجية هي تعبير دارج عن وجود اختلافات طبيعية بين الزوج وزوجته، لكن هذه الاختلافات لا يجب أبدًا أن تتحول إلى خلافات مدمرة، موضحًا أن الله خلق الذكر والأنثى ولكل منهما سمات شخصية وطريقة تفكير ودور اجتماعي مختلف، وهذا التنوع هدفه التكامل لا التصادم.
أوضح خلال لقائه مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" على قناة الناس، أن التحول من اختلاف إلى خلاف يحدث عندما يقصّر أحد الطرفين في دوره، أو عندما يتجاوز أحدهما صلاحيات الآخر؛ فالرجل الذي يغلب عليه الجانب العاطفي على حساب العقل ويفشل في تحمل مسؤولياته المادية والمعنوية يزعزع صورته كرجل داخل البيت. وفي المقابل، المرأة التي تمارس صلاحيات ليست من طبيعتها أو تبالغ في العقلانية دون مراعاة لاحتياجات شريكها قد تدفع الرجل للشعور بالانتقاص، مما يفتح بابًا واسعًا للخلاف.
وأضاف الدكتور علي سالم أن نزول المرأة لسوق العمل قد يخلق اختلاطًا في الأدوار إذا سمح الزوج بذلك؛ فالزوجة العاملة التي تؤدي دور الأم والزوجة وتشارك في الإنفاق تحتاج تقديرًا واضحًا من زوجها، وإهمال هذا التقدير يحوّل الاختلافات البسيطة إلى خلافات عميقة، خاصة إذا بدأ كل طرف يقارن أعباءه بأعباء الآخر.
وشدد على أن طبيعة المرأة العاطفية وتقلباتها المزاجية ليست عيبًا ولا خللًا، بل جزء من تكوينها الفطري والفسيولوجي، وعلى الزوج أن يتفهم ذلك ويحتويه حتى تمر لحظات الانفعال بسلام.
وأوضح أن أغلب الخلافات يمكن احتواؤها إذا بقيت بين الزوجين فقط، فكل طرف يأخذ خطوة للوراء لتهدئة المشاعر، ثم يعودان للحوار الهادئ. لكن دخول طرف ثالث—صديقة، أم، قريب—يُصعّب الحل، لأن هذا الطرف يحتفظ بالغضب ولا ينسى، مما يجعل التسامح بين الزوجين أكثر تعقيدًا.
ونوه الدكتور علي سالم بأن الذكاء في إدارة الخلافات يكمن في أمرين أساسيين: حصر دائرة المشكلة بين الطرفين فقط، وعدم دمج خلافات الماضي مع الحاضر، مؤكدًا أن العلاقة الصحية ليست علاقة بلا اختلافات، لكنها علاقة تعرف كيف تُبقي الاختلافات من غير أن تتحول إلى خلافات.


