الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

الصين توسّع موقعها النووي الصحراوي.. وعودة التوتر النووي بعد تصريحات ترامب

الإثنين 17/نوفمبر/2025 - 04:43 م
الجيش الصيني
الجيش الصيني

في تطوّر يعيد أجواء الحرب الباردة إلى الواجهة، كشفت تقارير أمريكية أن الصين تعمل بهدوء على توسيع منشأة نووية نائية تقع في عمق صحراء شينجيانغ، في وقت أعلن فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداد الولايات المتحدة لاستئناف تجاربها النووية “على أساس متكافئ” مع الدول الكبرى.

يأتي هذا التزامن أشعل مخاوف من سباق تسلح جديد قد يدفع الخصوم النوويين إلى إعادة إحياء برامج التجارب التي جُمّدت في أوائل التسعينيات.

التقارير التي أوردتها صحيفة واشنطن بوست تشير إلى أن الموقع الصيني يشهد حركة بناء مستمرة منذ سنوات، تشمل تطوير أنفاق تحت الأرض وتوسيع البنية التحتية المحيطة بالمجمع النووي.

وتعد هذه التحركات تُفسَّر على أنها استعداد مبكّر لإمكانية استئناف الاختبارات، خصوصًا بعد اتهامات أمريكية غير موثقة  تفيد بأن بكين وموسكو قد تجريان تجارب سرية بعيدًا عن رقابة المجتمع الدولي.

تصريحات ترامب تفجّر جدلاً عالمياً

الرئيس ترامب، الذي تحدث هذا الشهر عن ضرورة إعادة بلاده إلى “المنافسة النووية”، قال إن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تقوم دول أخرى بتطوير أسلحة متقدمة من دون رقابة ,  واعتبر أن “استعادة التوازن” تتطلب فتح الباب أمام تجارب نووية جديدة، رغم التزام واشنطن منذ عقود بإيقافها والاعتماد على المحاكاة الرقمية.

تصريحات ترامب أدخلت حلفاء واشنطن وخصومها في حالة ارتباك؛ فالدول النووية الكبرى تخشى أن يؤدي استئناف التجارب إلى نسف واحد من أهم الأعمدة التي يقوم عليها نظام الحد من الانتشار النووي عالميًا.

بكين ترفض الاتهامات وتواصل التوسع

الصين من جانبها لم تُصدر تعليقًا مباشرًا على النشاط المتزايد في موقع شينجيانغ، لكنها نفت سابقًا الاتهامات الأمريكية بإجراء أي اختبارات غير معلنة.

 ورغم ذلك، تظهر صور الأقمار الصناعية  وفق التقرير الأمريكي أن ورش العمل مستمرة، وأن مناطق جديدة يتم تجهيزها داخل الصحراء، ما يعزز الشكوك حول طبيعة الخطط الصينية.

ويرى محللون أن بكين قد تسعى إلى تعزيز ترسانتها النووية بما يتماشى مع استراتيجيتها الجديدة التي تهدف إلى خلق “توازن ردع” مع الولايات المتحدة في ظل تصاعد التوتر بين البلدين.

عودة شبح سباق التسلح؟

إحياء الحديث عن التجارب النووية يثير مخاوف من بداية فصل جديد من المنافسة العسكرية بين القوى الكبرى، خصوصًا أن أي خطوة من واشنطن قد تدفع موسكو وبكين إلى ردود مماثلة، بما يعيد العالم إلى حقبة الصدام الاستراتيجي الذي طبع العلاقة بين القوى النووية خلال القرن الماضي.


وبينما تتواصل الجدل العالمي، يبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه المؤشرات مجرد ضغوط سياسية، أم مقدمة لسباق تسلح نووي جديد يغيّر شكل الأمن الدولي لسنوات قادمة.