الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

عراقيل مستمرة.. إسرائيل تغلق الباب أمام مسار حل الدولتين

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 02:20 م
أحمد رفيق عوض رئيس
أحمد رفيق عوض رئيس مركز القدس للدراسات

علق الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، على الجدل الدائر بين المسودة الأمريكية المنتظر التصويت عليها في مجلس الأمن يوم الإثنين، والتي تتضمن إشارة محتملة إلى مسار يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية، وبين التصريحات المتشددة الصادرة عن وزيري الخارجية والدفاع في إسرائيل، يسرائيل كاتس وجدعون ساعر.

وأكد رفيق خلال مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن قراءة هذه التصريحات يجب أن تتم في سياقها السياسي الداخلي، لا سيما أنها تأتي قبل انتخابات داخلية وتستهدف بالدرجة الأولى طمأنة القاعدة الانتخابية في إسرائيل بأن موقف الحكومة ما زال رافضاً لأي حل يؤدي إلى دولة فلسطينية.

وأوضح رفيق أن السطر الوارد في المسودة الأمريكية، والذي يُلمّح بشكل غامض جداً إلى إمكانية مسببة أو مشروطة نحو مسار سياسي جديد، أثار ردود فعل مبالغاً فيها من المسؤولين الإسرائيليين، مشيرا إلى خوف بعض أطراف اليمين الإسرائيلي من أي صياغة قد تفسر دوليا على أنها انفتاح تجاه الحل السياسي أو الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة.

ففي وقت سابق أيضا….قال هيمش فالوكنر، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حوار خاص مع قناة القاهرة الإخبارية، إن العلاقات بين القاهرة ولندن تشهد تطورًا متزايدًا في المجالات الاقتصادية والأمنية، مؤكدًا أن هذه العلاقات التاريخية تمضي من قوة إلى قوة.

وأضاف أن زيارته الحالية إلى مصر، وهي الثانية منذ توليه منصبه، تعكس حرص الحكومة البريطانية على تعزيز الشراكة مع مصر في مختلف المجالات، لافتًا إلى أن بلاده تتطلع إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى شراكة استراتيجية، وأن رئيس الوزراء البريطاني سيزور القاهرة قريبًا لدفع هذا التعاون قدمًا.

وأشار فالوكنر إلى سعادته بتمثيل بلاده في افتتاح المتحف المصري الكبير، واصفًا الحدث بأنه إنجاز استثنائي يعكس عراقة الحضارة المصرية وقدرتها على الإبهار العالمي، مضيفًا أن المملكة المتحدة لعبت دورًا صغيرًا ومهمًا في دعم الافتتاح من خلال التعاون مع الحكومة المصرية لضمان الالتزام بأعلى المعايير البيئية.

وأوضح أن هذا التعاون الثقافي جزء من رؤية بلاده لتعزيز العلاقات مع مصر على المستويات الثقافية والاقتصادية والتنموية.

وأكد وزير الدولة البريطاني أن بلاده تتطلع إلى توسيع الاستثمارات في مصر، لا سيما في مجالات الطاقة المتجددة والتعليم والتكنولوجيا، مشيرًا إلى أن العديد من الشركات البريطانية تدرس فرصًا واعدة في مشروعات الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر.

وكشف عن نية الجانبين عقد قمة استثمارية مشتركة يشارك فيها رئيس الوزراء البريطاني والرئيس عبد الفتاح السيسي، بما يعكس تطلع لندن الحقيقي إلى توسيع التعاون الاقتصادي مع القاهرة.

وحول دور مصر في استقرار المنطقة، شدد فالوكنر على أن القاهرة تلعب دورًا محوريًا في القضايا الإقليمية، مشيرًا إلى جهودها النشطة في ملفات غزة والسودان وليبيا، ومؤكدًا أن بلاده تثمن الدور المصري في الوساطة ووقف التصعيد. كما أشاد بدور مصر الإنساني في إيصال المساعدات إلى غزة، موضحًا أنه زار مركز المساعدات في العريش واطّلع على الجهود الكبيرة التي تبذلها القاهرة لضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها.

وفيما يتعلق بعملية السلام، قال فالوكنر إن الاعتراف البريطاني الرسمي بدولة فلسطين يعد "قرارًا تاريخيًا"، يعكس التزام المملكة المتحدة بحل الدولتين واستمرار العمل مع مصر وحلفائها لضمان تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتنفيذ بنود خطة السلام المتفق عليها.

وأضاف: "كنت فخورًا بوجودي في قمة شرم الشيخ التاريخية حول غزة، ونشكر أشقاءنا المصريين على جهودهم التي ساهمت في تحقيق هذه اللحظة المهمة".

واختتم الوزير البريطاني حديثه موجهًا رسالة إلى الشباب المصري والبريطاني قال فيها: "بريطانيا صديق لمصر، وتاريخنا المشترك يصاحبه مستقبل مشرق"، معربًا عن فخره بمشاركة الشباب من البلدين في فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير، ومؤكدًا أن هذا التفاعل الثقافي والإنساني يمثل جوهر العلاقة بين الشعبين.

وأضاف في ختام اللقاء: "أنا فخور بأنني كنت وزير الشرق الأوسط عندما اعترفت بريطانيا بدولة فلسطين، وأرى في ذلك خطوة أولى بالغة الأهمية نحو سلام عادل ودائم في المنطقة".