جماعات حقوقية تطعن في حصيلة الضحايا الرسمية في احتجاجات الكاميرون
طعنت جماعات حقوقية في الكاميرون اليوم الخميس، في حصيلة القتلى الرسمية التي أعلنتها حكومة البلاد في وقت سابق اليوم والبالغة 16 قتيلاً خلال الاحتجاجات على فوز الرئيس بول بيا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، زاعمة أن الرقم الفعلي يقارب الضعف.
وقال فيليب نانجا، منسق جماعة "عالم من أجل المستقبل" الحقوقية، لوكالة أنباء أسوشيتد برس (أ ب) ، إن الحصيلة الرسمية أقل من الواقع وأعرب عن قلقه من الصعوبات في الوصول إلى جثث الضحايا.
قال نانجا: "تم قتل نحو 30 شخصًا وتم إخراج بعض الجثث من مستودعات المشافي من قبل قوات الأمن ولا يزال مكان وجودها مجهولاً."
وأعلنت السلطات في الكاميرون في وقت سابق اليوم، اعتقال 800 شخص ومقتل 16 شخصا خلال مواجهات مع قوات الأمن ، وذلك في أول تعليق رسمي من جانب الحكومة بشأن حصيلة القتلى منذ اندلاع الاضطرابات.
وقال وزير الداخلية بول أتانجا نجي إن قوات الأمن قتلت 13 متظاهرا في مدينة دوالا، المركز الاقتصادي للبلاد، وثلاثة آخرين في المنطقة الشمالية خلال أعمال العنف.
غير أن تقديرات شخصيات من المعارضة تشير إلى أن عدد القتلى بلغ 55 شخصا، بحسب تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش نُشر أمس الأربعاء.
وقالت إيلاريا أليجروتسي، كبيرة الباحثين في الشؤون الأفريقية في منظمة هيومان رايتس ووتش، في التقرير إن "حملة الإجراءات الصارمة ضد المتظاهرين والمواطنين العاديين في أنحاء الكاميرون تكشف بوضوح عن نمط متصاعد من القمع يلقي بظلال قاتمة على الانتخابات."
وأضافت: "ينبغي على السلطات أن تكبح فورا تجاوزات قوات الأمن وتفتح تحقيقا وتُحاكم المسؤولين عنها، كما يتعين على جميع القادة السياسيين دعوة أنصارهم إلى نبذ العنف."
واندلعت الاحتجاجات في معاقل المعارضة الرئيسية، بما في ذلك مدينة دوالا، وفي مدن واقعة شمالي البلاد مثل ماروا وجاروا، بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 12 أكتوبر / تشرين الأول.
وقد فاز بول بيا، البالغ من العمر 92 عاما، وهو أكبر رؤساء العالم سنا، بالانتخابات ليضمن لنفسه ولاية ثامنة، وفقا للنتائج الرسمية التي شككت في صحتها المعارضة، ومنهم منافسه في الانتخابات عيسى تشيروما بكاري، الذي أعلن فوزه في الانتخابات ودعا الكاميرونيين إلى رفض النتائج الرسمية.
ويشغل بيا منصب الرئاسة منذ عام 1982، أي لما يقارب نصف عمره، ليصبح بذلك ثاني رئيس يحكم الكاميرون منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960.
ونادرا ما يظهر بيا علنا، ويقول منتقدوه إن تقدمه في السن قد حد بشكل كبير من قدرته على الحكم.



