الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
توك شو

محمد المهدي: العلاقات الاعتمادية "وباء" لا ينجو منه أحد

الأربعاء 12/نوفمبر/2025 - 10:13 م
الدكتور محمد المهدي
الدكتور محمد المهدي

قال الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، إنّ اختيار الحديث عن العلاقات الاعتمادية جاء لأنها تمثل مشكلة واسعة الانتشار حتى وُصفت بـ"وباء العلاقات"، موضحًا أن معظم الناس يقع بدرجة أو بأخرى في نمط من أنماط الاعتمادية.

وأوضح المهدي خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس اليوم الأربعاء، أنّ هناك نوعين من الاعتمادية، الأول هو الاعتماد التقليدي، ويكون صاحبه شخصًا يتذلل للآخرين ويبحث عن حمايتهم ليشعر بالأمان، ويترك لهم اتخاذ القرارات نيابة عنه، مؤكدًا أنّ هذا الشخص قد يصل إلى حدّ شراء رضا الآخرين بالمداهنة أو الرشوة المعنوية فقط ليحظى بقبولهم،،موضحًا أن النوع الثاني فهو الاعتماد العكسي، وفيه يحاول الفرد أن يجعل الآخرين يعتمدون عليه من خلال السيطرة عليهم أو جعلهم في حاجة دائمة إليه، ليشعر بالقوة والتحكم فيهم وفق ما يريد.

وأشار أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر إلى أن من المفاهيم القريبة من الاعتمادية ما يُعرف بـ"وجهة الضبط"، حيث قُسم الناس إلى نوعين: أصحاب وجهة الضبط الداخلية الذين يؤمنون بأنهم مسؤولون عن حياتهم وقراراتهم، وأصحاب وجهة الضبط الخارجية الذين يعلقون أخطاءهم وفشلهم على الآخرين أو الظروف.

وبيّن المهدي أن أصحاب وجهة الضبط الخارجية دائمًا يرددون عبارات مثل: "هم السبب"، و"ظلَموني"، و"لولاهم كنت نجحت"، ويرون أن النجاح مرهون بالحظ أو الواسطة أو الظروف، في حين أن أصحاب الضبط الداخلي يتحملون مسؤولية قراراتهم ونتائج أفعالهم دون إسقاطها على أحد.

وأكد الدكتور محمد المهدي، على أن الاعتمادية لا تقتصر على الأشخاص فقط، بل قد تمتد إلى المواد المخدّرة أو السلوكيات القهرية، ما يجعلها مشكلة نفسية واجتماعية عميقة تحتاج إلى وعي ومراجعة ذاتية مستمرة.