الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
سياسة

من كان يحكم مصر؟.. عادل حمودة: الرئيس مبارك اختفى تمامًا عن الحكم بعد 2005

السبت 08/نوفمبر/2025 - 08:08 م
 الكاتب الصحفي عادل
الكاتب الصحفي عادل حمودة

كشف الكاتب الكبير عادل حمودة، عن الخطة المُمنهجة التي بدأت في عام 2005 للتمهيد لجمال مبارك وريثًا لوالده الرئيس الأسبق حسني مبارك، مؤكدًا أن هذه الخطة شملت تطهيرًا واسعًا للمؤسسات الإعلامية والسياسية لصالح جيل جمال مبارك.

 

وأشار "حمودة"، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، إلى أن التمهيد للتوريث لم يكن ليتم فجأة بترشح جمال مبارك في 2005، بل كان يتطلب خطة زمنية وإجراءات حاسمة على الأرض، و​أبرز الإجراءات التي تمت ​تغيير قيادات الصحف وتمت إقالة رموز الصحافة الكبار مثل إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وسمير رجب، وحل محلهم جيل جديد من الشبان اعتبروا جيل جمال مبارك في عالم الصحافة، علاوة على تغير الحكومة وضمت جزءًا كبيرًا من رجال الأعمال الذين شجعوا على التوريث، وكان أبرزهم إبراهيم كامل ورموز أخرى، مما رسخ نفوذ المال في السلطة، فضلا عن استبعاد صفوت الشريف وحل محله أحمد عز كأمين للتنظيم، لتصبح لجنة السياسات التي يرأسها جمال مبارك هي المركز الفعلي لصناعة القرار.

 

وأوضح أنه لاحظ في الأيام الأخيرة لمبارك أن بروتوكول جمال مبارك أصبح مطابقًا لبروتوكول رئيس الجمهورية في الحراسة والتعامل، و​في محاولة لفهم الصفة الرسمية لتدخلات جمال مبارك، روى أنه سأل المهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة وقتها، في لقاء على نيل القاهرة: ​"يا باشمهندس، جمال مبارك بيعمل إيه؟ وبأي صفة شرعية بيتكلم؟"، و​كان رد رشيد: "هو بيساعد أبوه"، وهي جملة غير رسمية لا تقدم أي صفة شرعية لدوره، مما زاد من حدة الغضب الشعبي والصحفي، وهو ما دفع الكاتب عبد الحليم قنديل للتعرض للاعتداء بعد نشره مقالًا ساخرًا عن "شركة مبارك وولده".

 

وكشف الكاتب الكبير عادل حمودة، عن شهادة نادرة عن علاقة الرئيس مبارك برئيس المخابرات الأسبق عمر سليمان، الذي صار نائبًا للرئيس قبيل التنحي، وحسب شهادة سليمان المنشورة في وقتها نصح سليمان مبارك بعد تصاعد الكلام عن التوريث، وطلب سليمان من مبارك: "يا ريت جمال يختفي شوية عن البلد"، و​رد مبارك بالرفض، ورفض مبارك ذلك، مبررًا بأن جمال ترك عمله في "بنك أوف أمريكا" في لندن وعليه أن يبقى في البلاد، وقال مبارك لسليمان: "جمال مش هيترشح، خليهم يسألوني سؤال وأنا هقول مش هيترشح"، ​لكن الصدمة الكبرى كانت عندما سُئل مبارك فعلاً عن ترشح نجله أثناء عودتهم من زيارة يُعتقد أنها لسوريا، ليأتي رد مبارك غير المتوقع والمخالف لوعده: ​"ما هو جمال زيه زي أي شاب، من حقه يرشح نفسه"، موضحًا أن ​هذا التراجع المفاجئ في الكلام أثار استغراب عمر سليمان، ودل على وجود قوة ضخمة وضغطة جدًا أثرت على قرار الرئيس المسن.

 

وأكد أن مبارك اختفى تمامًا من الحياة العامة بعد عام 2005، حيث توقف عن لقاء المثقفين ورؤساء التحرير، وكان المحيطون به، مثل زكريا عزمي، يرفضون "تنكيد" عليه بالهموم السياسية، وعلمت لاحقًا أنه كان يقضي وقته في لقاءات ترفيهية مع فنانين، ​في ظل هذا الغياب، مشيرًا إلى أن تأثير جمال مبارك كان واضحًا، مختتمًا شهادته قائلًا: "لا أستطيع أن أقول بصراحة من كان يحكم مصر، لكن الأكيد أن الرئيس مبارك لم يكن يريد أن "يوجع دماغه".