الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
تحقيقات وتقارير

من جنازة الي موكب .. معجزة نقل تمثال رمسيس للمتحف المصري الكبير

الجمعة 31/أكتوبر/2025 - 02:21 م
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في خطوة أثارت إعجاب العالم وأثبتت براعة الهندسة المصرية، تم نقل تمثال رمسيس الضخم من ميدان رمسيس إلى موقعه الجديد في المتحف المصري الكبير، الذي سيتم افتتاحه غدًا، بطريقة غير تقليدية، جعلت من هذه العملية حدثًا فنيًا وهندسيًا فريدًا.

الدكتور المهندس أحمد محمد حسين، الذي كان وراء الفكرة، وصف عملية النقل بكلماته الشهيرة: "أنا هنقل تمثال رمسيس وهو واقف.. وبدل ما تبقى جنازة يبقى موكب!"، مشيرًا إلى أنه رغم صعوبة المهمة وحجم التمثال الذي يبلغ 83 طنًا، تمكن من ابتكار أسلوب نقل آمن ومبتكر دون تفكيك التمثال إلى قطع كما كان مقترحًا في البداية.

بدأت الفكرة في عام 2004، حين قررت الدولة نقل التمثال للمتحف المصري الكبير. واجهت شركة المقاولون العرب، التي كُلفت بالمشروع، تحديًا كبيرًا في كيفية نقل التمثال بأمان. كانت جميع المقترحات المتاحة تعتمد على تفكيك التمثال ثم إعادة تركيبه، أو نقله مستلقيًا على ظهر شاحنة، مع مخاطر عالية على سلامته.

 المهندس أحمد حسين قدم حلاً مبتكرًا، قائلاً ببساطة: "لماذا نفك التمثال أو ننقله نائمًا؟ يمكن نقله واقفًا." وقدمت الفكرة للمعنيين على شكل ماكيت لتوضيح كيفية تحريك التمثال بطيقة  تحافظ على توازنه، مما يقلل المخاطر إلى حد كبير.

ورغم التحفظات في البداية، واستشارة خبراء ألمان، نجحت التجربة بعد بناء مجسم مطابق للتمثال لاختبار الفكرة عمليًا. وفي يوم التنفيذ، تم نقل التمثال بأمان ، وسط مراقبة الإعلام والجمهور، الذين لم يدركوا في البداية حجم العمل الهندسي المعقد خلف المشهد. 

هذا الإنجاز يعكس قدرة المهندسين المصريين على مواجهة التحديات الكبرى، ويضع نقلة نوعية في سجل الإنجازات المتعلقة بالمتحف المصري الكبير، الذي يضم أكبر مجموعة أثرية في العالم ويعكس عراقة التاريخ المصري وحضارته المستمرة.