صحفية فلسطينية توجه تحية لمصر: دورها في إدخال المساعدات يبعث على الامتنان والفخر
كشفت الصحفية الفلسطينية سماح أبو سمرة، عن مشاعرها تجاه الغربة وشعورها بالذنب بعد مغادرتها لأهلها في قطاع غزة هربًا من ويلات الحرب، مؤكدة على عمق امتنانها للدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية.
ووجهت الصحفية الفلسطينية سماح أبو سمرة، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، تحية شكر وتقدير إلى مصر قيادة وشعبًا وأرضًا معطاءة، مؤكدة أن القاهرة تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر، رافضةً بشكل قاطع أي مفاوضات تؤدي إلى تهجير الشعب، ورافضةً المساس بالحقوق الفلسطينية.
وقالت: "مصر معنا من البداية، وحاولت جاهدة لوقف حرب الإبادة الجماعية، بالإضافة إلى دورها العظيم في إدخال المساعدات رغم إغلاق الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح"، موضحة أن هذا الدور يبعث على الامتنان والفخر والحب لهذا البلد العظيم الذي يقف مع فلسطين في أوج المحنة والوجع.
وعن مشاعرها الشخصية، أقرت بأن مصر هي أم الدنيا ودولة جميلة بشعبها، ولكنها استحضرت بيت شعر للمتنبي: "وكم من منزل يألفه المرء ويبقى حنينه لأول منزل"، مؤكدة أن شعور الحنين للوطن باقٍ، وأن الإنسان يبقى لديه شعور بالاغتراب والحزن على أهل بلده.
وكشفت عن معاناتها من عقدة الناجي من المجزرة، حيث تجد نفسها في صراع بين إحساسها بالذنب لكونها في أمان وبين إدراكها لوجود رسالة عليها إكمالها وإيصالها، قائلة: "كرم هذا البلد وكرم شعبه لم يجعلنا نشعر للحظة بأننا لسنا في بلدنا".
ولمست عمق التعاطف المصري مع غزة، مشيرة إلى أنه أثناء مؤتمر شرم الشيخ كانت تُشاهد المقاهي والناس في سيارات الأجرة يتحدثون عن المؤتمر، ووقف إطلاق النار، والشهداء، مضيفة: "ما بتحس حالك إنك غريب أو مغترب، لكن بس بتحس بإنك موجوع".
ووصفت شعورها بأنه تناقض صعب يصل بها إلى الخجل من نشر صورة خلفها شجر وسلام، في الوقت الذي يرى فيه ابن بلدها الركام فقط، مؤكدة أن شعور الذنب والتقصير موجود، وأنها تشتاق لأهلها وناسها، وتشعر بأن معنى الحياة كله توقف لحين العودة.
وأشارت إلى أن شعور الغربة لا يقتصر على من خرج من غزة، بل أن المواطن الفلسطيني داخل غزة نفسه، سواء انتقل من الشمال إلى الجنوب أو حتى إلى بيت قريب، يشعر بالغربة لأنه يريد العودة إلى "البيت.. الوطن الصغير".
في شهادة قاسية عكست عمق المعاناة النفسية لأهالي غزة المتواجدين بالخارج، وصفت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر، شعورها بالغربة داخل وطنها، وبلعنة النجاة التي تلاحقها، مؤكدة أن أكثر ما يؤلم هو العيش في أمان بينما لا تستطيع إظهار هذا الخير أو السعادة احترامًا لمشاعر أهلها وناسها المُحاصرين في الحرب.
وكشفت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، عن أصعب مشهد لا يزال يطارد ذاكرتها، وهو فقدان الاتصال بأهلها في لحظة النزوح الأخيرة، مشيرة إلى أن عائلتها من سكان شمال غرب غزة، وتحديدًا منطقة الكرامة القريبة من السكنات العسكرية.
وروت المشهد المؤلم قائلة: "في لحظة ما علمت أن المكان الذي يتواجد فيه أهلي مستهدف، قرأت ذلك على كل مواقع التواصل وتواصلت مع كل الزملاء، حتى وصلت لجزئية أن المكان تم استهدافه"، مضيفة: "وصلت لمرحلة أنني أبحث عن أهلي ما بين الشهداء، كانت هذه أصعب نقطة ونقطة عجز بالنسبة لي: أنا هنا وهم هناك، شعور لعنة النجاة، هي لعنة بمعنى الكلمة".
وأكدت أنها تعيش الآن أبشع أنواع الحرب نفسيًا وعقليًا واجتماعيًا، وأنها باتت تخشى التواصل حتى مع الناس ردًا على ما مرت به، مشيرة إلى أنها دخلت في انهيار عصبي وفقدان للضبط النفسي بعد معرفتها باستهداف البيت الذي كان يضم أهلها في منتصف الليل، وصعوبة التواصل دوليًا أو داخليًا للاطمئنان عليهم.
وأضافت: "أنا لو كنت موجودة معهم ما كنت سأعيش هذا الخوف، لكن طالما أنا بعيدة، سأعيش الخوف بكل تفاصيله.. فكرة أن أتخيل أنني قد أرى صورة أخي بين الناس المقطعة أو تحت الركام كانت بالنسبة لي هستيريا".
وعن دور المرأة الفلسطينية، رفضت حصارها في لقب الضحية، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية هي مزيج من الضحية والبطلة، معقبة: "هي ضحية لأنها لم تختر أن تفقد بيتها أو أولادها أو عائلتها، ولم تختر أن تعيش بين الخيام بدون ماء أو غاز طهي"، لكنها في الوقت ذاته "بطلة بقدرتها على استيعاب المشهد والوجع الذي تعيشه".
كشفت يسرا عمر، الخبيرة النفسية، عن التحديات التي تواجهها النساء في ظل تكرار النزوح وغياب الأمان في قطاع غزة، مشيدة بالصمود والمواجهة التي تبديها المرأة الفلسطينية، مُقدمة لها التحية، مؤكدة أنها تُعاني حالياً من عدة مشكلات نفسية أبرزها اضطرابات ما بعد الصدمة نتيجة لوجودها في مرحلة فقد مستمر.
وأضافت "عمر"، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، أن الشعور بالأمان غير متوفر حاليًا ولن يتحقق بشكل كافٍ إلا بعد تعديل الأوضاع في قطاع غزة، وهو ما سيستغرق وقتًا طويلًا، مضيفة: "هي ست قوية، لكنها تضطر أن تكمل لتكون المقوم الأساسي والقائد الرئيسي لأسرتها في ظل فقدها لأبنائها وزوجها وعائلتها".
وفيما يتعلق بالدعم النفسي المُقدم في قطاع غزة، أوضحت أن الدعم الحالي هو دعم محلي ودولي يتم تقديمه بشكل مؤقت، مؤكدة أن هذا الدعم غير كافٍ بالمرة، مشيرة إلى أن حجم الصدمة والكارثة الفلسطينية والدمار كبير جدًا.
وشددت على أن المتضررين يحتاجون إلى خطة دعم نفسي متكاملة تشمل المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.
من جانبها، أكدت إحدى الإعلاميات الفلسطينيات، أن الدعم النفسي والاجتماعي والمادي المُقدم لا يوازي أبدًا حجم الكارثة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن المؤسسات الدولية والمحلية تجد صعوبة في استيعاب حجم الكارثة وحجم الصدمات المتناقضة والكبيرة التي يعيشها الفرد الفلسطيني، مشيرة إلى أن الصدمات تتراكم لدى شخص واحد.
وتساءلت قائلة: "لمن ستقدم هذا الدعم؟، لديك 2 مليون غزاوي، لديك جرحى ومعتقلين، وشاهدوا مشاهد وأهوال وفضائع وجثث مقطعة"، مشيرة إلى أن بعض النساء اضطررن إلى حمل جثث أزواجهن أو أبنائهن ورؤية الهياكل العظمية، والدفاع عن الجثامين من نهش الكلاب الضالة.
وأشارت إلى أن هذه المشاهد لا يستوعبها عقل بشري، ولذلك لا تلام المؤسسات الدولية على صغر حجم الدعم، مؤكدة أن الفلسطينيات ينتظرن مد يد العون ويتعلقن بالشعرة في ظل هذه الظروف.
وجهت الصحفية الفلسطينية سماح أبو سمرة، رسالة مؤثرة إلى الأهل الصامدين في قطاع غزة وإلى المجتمع الدولي والعربي، مؤكدة على أهمية الدعم في ظل استمرار المعاناة.
ووصفت الصحفية الفلسطينية سماح أبو سمرة، خلال لقائها مع الإعلامي إيهاب حليم، ببرنامج "صدى صوت"، المذاع على قناة "الشمس"، الرسالة بأنها رسالة اعتذار أكثر مما هي رسالة حب، وقالت: "نحن نعتذر لأننا في مكان معين أو في لحظة معينة نكون واقفين غير قادرين على فعل أي شيء لأهلنا، غير أن يكون موجودًا فقط الدعاء".
وأضافت: "نصل لمرحلة نكون عاجزين جداً، لكن يظل الدعاء هو الموجود ويظل الأمل أن يكونوا بخير دائماً، ندعو الله أن يعينهم ويقويهم على كل هذه اللحظات، خصوصاً وأن الحرب لم تكتمل بعد، وهناك وجع جديد بدأ للتو".
من جانبها، وجهت الصحفية الفلسطينية آمنة عمر، رسالتها لأهلها بكلمات الفخر والعرفان قائلة: "فخورة بكم كثيرًا، فخورة أنكم صبرتم كثيرًا، وفخورة أنكم تحملتم كل شيء، وآسفة لأني لم أكن معكم".
وفي رسالة موجهة إلى المؤسسات الفلسطينية والمنظمات الدولية، طالبت الخبيرة النفسية يُسرى عمر بضرورة العمل على إعادة تأهيل النساء الفلسطينيات نفسيًا.
ووجهت الخبيرة النفسية نداءً من القلب قائلة: "فلنتعامل كبني آدمين.. كل واحد فينا يضع نفسه مكان كل أسرة فيهم"، داعية الجميع إلى اعتبار الشعب الفلسطيني كأسرته وشعبه.
وطالبت بضرورة التكاتف على المستويين المحلي والدولي لتقديم دعم متكامل للأسر والمرأة الفلسطينية على جميع الأصعدة، النفسي والاجتماعي والاقتصادي، مشددة على أهمية توفير مشاريع صغيرة للمرأة الفلسطينية لمساعدتها على تفريغ طاقتها والشعور بقيمتها، وتوفير مصدر مادي لأسرتها، مؤكدة أن العمار قادم لا محالة، وأن كل القلوب مع أهالي فلسطين.