الجمعة 05 ديسمبر 2025 الموافق 14 جمادى الثانية 1447
رئيس التحرير
حازم عادل
عربى ودولى

اتهامات وانتقادات.. كواليس الانقسام الإعلامي الإسرائيلي بشأن التعامل مع الملف الفلسطيني

السبت 18/أكتوبر/2025 - 11:56 م
تبادل الاسرى
تبادل الاسرى

شهدت الساحة الإعلامية في إسرائيل جدلاً واسعاً بعد التصريحات التي أدلى بها عدد من الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقة التبادل الأخيرة، إذ تحولت كلماتهم إلى محور نقاش محتدم بين الإعلاميين والمحللين حول طبيعة الخطاب الإسرائيلي ومفهوم "التحريض" المتبادل بين الجانبين.

الإعلامي الإسرائيلي أمنون ليفي، المعروف بانتقاداته الحادة لسياسات حكومته، هاجم ما وصفه بـ"النفاق الإعلامي"، مشيرًا إلى أن إسرائيل لا يمكنها اتهام الفلسطينيين بالتحريض بينما يغضّ قادتها الطرف عن التحريض الداخلي المتنامي ضد العرب. وأوضح ليفي أن أصواتاً داخل المؤسسة السياسية والإعلامية تشرعن العنف وتدعو إلى تهجير سكان غزة وتجريدهم من حقوقهم، مؤكداً أن مواجهة التحريض يجب أن تبدأ من داخل المجتمع الإسرائيلي نفسه.

وأضاف ليفي أن بعض الإعلاميين وأعضاء الكنيست باتوا يتعاملون مع من ارتكبوا جرائم بحق الفلسطينيين على أنهم "أبطال قوميون"، في الوقت الذي يُلاحق فيه الفلسطينيون بتهمة التحريض لمجرد تعبيرهم عن آرائهم، واصفًا هذا التناقض بأنه أحد مظاهر الانقسام الأخلاقي داخل الخطاب الإسرائيلي.

وفي سياق متصل، انتقد غيل تماري، محلل الشؤون السياسية في القناة الثالثة عشرة، طريقة تعامل سلطات الأمن مع الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، بعد أن كشفت عن تعرضها للضرب والإهانة على أيدي عناصر أمن إسرائيليين. واعتبر تماري أن ما جرى يعكس "انفعالاً غير مبرر" من وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، مؤكدًا أن تصرفات كهذه تُظهر إسرائيل بمظهر سلبي أمام الرأي العام العالمي، وتُضعف موقفها في الساحة الدولية.

وفي موازاة الجدل المتصاعد، بثت القناة الثالثة عشرة تقريرًا مطولًا من داخل أحد السجون الإسرائيلية، استخدمت فيه وصف "المخربين" للأسرى الفلسطينيين الذين شملهم الإفراج، بينما وثّقت مشاهد من إجراءات أمنية مشددة صاحبت عملية الإفراج. وأظهرت اللقطات منع الأسرى من أي مظاهر احتفال أو تعبير عن الفرح، في مشهد وصفه مراقبون بأنه "مهين" ويتنافى مع أبسط المعايير الإنسانية.

كما تضمن التقرير مقابلات مقتضبة مع بعض المفرج عنهم، من بينهم الأسير محمود أبو سرور، الذي قضى 33 عامًا في السجون الإسرائيلية بعد إدانته بقتل أحد عناصر جهاز "الشاباك" عام 1993. وقال أبو سرور في حديثه إن ما فعله كان "جزءًا من مرحلة الصراع قبل اتفاق أوسلو"، رافضًا التعبير عن الندم، في موقف أثار غضب الأوساط اليمينية التي اعتبرت تصريحاته "تحديًا صريحًا للدولة".

ويرى مراقبون أن هذا الجدل يعكس انقسامًا عميقًا داخل الإعلام والمجتمع الإسرائيليين حول كيفية التعامل مع الملف الفلسطيني، وسط تصاعد الاتهامات بازدواجية المعايير في التغطية الإعلامية وتنامي خطاب الكراهية الذي بات يهدد صورة إسرائيل داخليًا وخارجيًا.