من هو الأسير نادر صدقة؟
من هو الأسير نادر صدقة؟.. وما سر إبعاده بعد تحرره في صفقة طوفان الأحرار
من هو الأسير نادر صدقة؟.. نادر صدقة ليس فقط أحد الأسرى الفلسطينيين الذين قضوا أكثر من عقدين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ورفضت سلطات الاحتلال مرارًا إدراج اسمه في صفقات تبادل سابقة، بزعم أنه "رمز خطير" يهدد روايتها عن التعايش مع الأقليات، ما يعكس الأهمية الرمزية التي مثلها صدقة في السياق الوطني الفلسطيني.
من هو الأسير نادر صدقة؟
ولد نادر صدقة عام 1977 على سفح جبل جرزيم في مدينة نابلس، حيث تقيم الطائفة السامرية، أصغر طائفة يهودية في العالم، والتي ترى نفسها جزءًا من الهوية الوطنية الفلسطينية.
ودرس التاريخ والآثار في جامعة النجاح الوطنية، وهناك بدأ وعيه السياسي بالتشكل، حيث انخرط في النشاط الطلابي من خلال جبهة العمل الطلابي التقدمية، ذراع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين داخل الجامعات.
انتفاضة الأقصى عام 2000
مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، التحق صدقة بصفوف الجبهة الشعبية ليصبح لاحقًا قائدًا ميدانيًا لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى في نابلس.
وبعد مطاردة استمرت عامين، اعتُقل عام 2004 في مخيم العين، وتعرض لتحقيق عنيف في مركز "بيتاح تكفا" سيئ الصيت، لكنه صمد ولم يعترف، ما جعله عرضة لحكم قاسٍ من المحكمة العسكرية الإسرائيلية: 6 مؤبدات و45 عامًا.
ولم يكن صدقة مجرد أسير، بل تحوّل داخل السجن إلى رمز ثقافي وفكري، لُقّب بـ"المفكر" بين الأسرى، حيث نظم دروسًا في التاريخ والسياسة، وكتب مقالات ورسومات هُرّبت إلى الخارج، تعكس عمق وعيه الوطني ورفضه للتطبيع.
وكان نشطًا في كل إضرابات الأسرى، وأتقن اللغة العبرية، ما جعله مفاوضًا فاعلًا مع إدارة السجون.
الأسير نادر صدقة
ونادر لم يُعامل بمعاملة خاصة رغم انتمائه للطائفة السامرية، بل واجه نفس المعاناة التي يواجهها أي أسير فلسطيني.
ويقول منسق اللجنة الوطنية لدعم الأسرى، مظفر ذوقان، إن صدقة "تنكّر للانغلاق الطائفي، واحتضن القضية الفلسطينية كجزء من هويته"، مشيرًا إلى أن زملاءه في الأسر رأوه فلسطينيًا أولًا وأخيرًا.
ورغم الإفراج عنه ضمن صفقة "طوفان الأحرار" التي أبرمتها المقاومة الفلسطينية، لم يُسمح لصدقة بالعودة إلى منزله في جبل جرزيم، بل تم إبعاده إلى مصر، شأنه شأن عدد من الأسرى الفلسطينيين، كعقوبة إضافية تفرضها سلطات الاحتلال بحق الأسرى المحررين المؤثرين.





