إسرائيل تتسلّم رفات 4 رهائن من غزة وسط ضغوط متبادلة
في تطور إنساني حساس يعكس تعقيدات المرحلة الراهنة داخل قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر سلّمته رفات أربعة من الرهائن الإسرائيليين الذين لقوا حتفهم خلال الحرب الأخيرة، موضحًا أن عملية التسليم جرت داخل القطاع، وأن الرفات نُقلت لتخضع لفحص من قبل الجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك".
وأشار بيان الجيش إلى أن الصليب الأحمر أبلغ الجانب الإسرائيلي بتسليم أربعة توابيت يُعتقد أنها تعود لمختطفين تم احتجازهم في غزة منذ اندلاع النزاع، مضيفًا أن عملية النقل تمت في ظروف ميدانية معقدة.
وجدد الجيش الإسرائيلي دعوته لحركة "حماس" إلى الوفاء الكامل ببنود الاتفاق، والعمل على تسليم جميع المختطفين سواء أحياء أو متوفين .
وفي سياق متصل، أفادت مصادر أممية بأن إسرائيل قلصت بشكل حاد عدد شاحنات المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى القطاع، من نحو 600 إلى 300 شاحنة يوميًا فقط، ما اعتُبر إشارة إلى استخدام المساعدات كورقة ضغط لدفع "حماس" إلى تسريع وتيرة تسليم الرفات. كما تم تقييد دخول الوقود والغاز باستثناء كميات محدودة مخصصة للمرافق الطبية واحتياجات الإغاثة الأساسية.
ومن جانبه، وصف المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر، بيير كرينبول، العملية بأنها "مهمة إنسانية شديدة التعقيد"، مشيرًا في حديث لقناة "سكاي نيوز عربية" إلى أن العثور على الجثامين بعد عامين من القتال والدمار الواسع "يتطلب جهودًا غير عادية وتعاونًا ميدانيًا كبيرًا".
وأضاف كرينبول أن فرق الصليب الأحمر تواجه صعوبات هائلة في الوصول إلى مناطق دفن محتملة تقع تحت أنقاض آلاف المباني المدمرة، مؤكّدًا في الوقت نفسه التزام المنظمة ببذل كل ما في وسعها لتحديد مواقع الرفات وإعادتها إلى عائلاتها.
واختتم المسؤول الدولي تصريحه بالتأكيد على أن "الألم لا يقتصر على طرف واحد"، إذ لا تزال عائلات إسرائيلية وفلسطينية تعيش في دوامة من القلق والانتظار، نتيجة فقدان أحبائها أو انقطاع أخبارهم، وهو ما وصفه بأنه "جرح إنساني مفتوح يُخلّف آثارًا نفسية طويلة الأمد على المجتمعين معًا".





